القبرصلّي

القبرصلّي !

القبرصلّي !

 العرب اليوم -

القبرصلّي

حسن البطل

هل نقل "قدموس" أبجدية أوغاريت إلى بلاد الإغريق؟ أم أنها من أساطير بلاد حضارة الأساطير الإغريقية؟ ما ليس من الأساطير هو نقل التراجمة العرب إلى الغرب فلسفة وعلوم الإغريق القدامى، وطبعاً اختراعهم لـ "الصفر" Zero، وإضافاتهم إلى علم "الجبر" واللوغاريتم.
هل نضيف أسطورة أهل كريت في إعطاء هذه البلاد اسمها؟ أم واقعا حديثا حيث نقلت السفن اليونانية مقاتلي م.ت.ف من بيروت إلى الشتات؟
من أساطير التاريخ ووقائعه، اللغوية والحضارية، إلى سياسات الشعوب والدول، أو من المبادئ إلى المصالح، والموازنة بينهما.
سنلاحظ أن م.ت.ف مشكّلة من فصائل عدّة، فلسطينية وعربية، والفلسطينية منها لا تخلو من عبارة "تحرير فلسطين"، لكن جزيرة قبرص، وهي جزء من حضارة الإغريق القدامى، يوجد فيها حالياً أربعة أحزاب ثلاثة منها لا تخلو أسماؤها من حرف "الذال"، التي تبدأ به كلمة "ذيموكراتيا" أي الديمقراطيّة.
هناك، إضافة إلى حزب "آكيل" الشيوعي (حزب الشعب العامل) أحزاب "ذيكو" يسار الوسط، و"ايذيك" اليساري الشبابي، و"ذيسي" اليميني (أو "الرالي" في الترجمات الإنكليزية).
تعرفون أن هذه الجزيرة مقسومة، حالياً، بما يسمى "خط أتيلا" بين قبرص اليونانية، وتلك القبرصية، بما يذكّر بفلسطين المقسومة بما يسمى "الخط الأخضر" الذي تحاول إسرائيل تحريكه ثم إلغاءه، كما يحاولون في قبرص إلغاء خط "أتيلا" وتوحيد الجزيرة.
أيضاً، ناهيك عما يوجد من شبه بين نيقوسيا (ليفكوسيا) المقسومة، وبين القدس المقسومة، والموحدة قسراً.. وهل نضيف دور الإمبراطورية البريطانية في معضلة قبرص وفلسطين!
كان إغريق الجزيرة و"الوطن الأم" اليونان، يحلمون بالوحدة (أوناسيس) كما كان الحلم القومي العربي بالوحدة، ثم صار القبارصة يحلمون بإنهاء التقسيم (تقسيم بلاد الشام، ثم خطر تقسيم سورية).
كما في أسوار القدس بوابات دمشق والخليل، كذلك في نيقوسيا أو"ليدرا" القديمة بوابات خماغوستا وكيريتيا، وهما الآن جزء من قبرص التركية.
بدلاً من (أوناسيس) مع اليونان، ووحدة الجزيرة المقسومة، صارت قبرص واليونان جزءاً من الاتحاد الأوروبي، وألغت الجزيرة عملتها الوطنية القوية "الباوند ـ الليرة" كما ألغت اليونان عملتها الوطنية الرخيصة "الدراخما" واعتمدتا عملة "اليورو" الموحدة.
 في وقت ما كانت قبرص أشبه بـ "حاملات طائرات" زمن الاستعمار البريطاني، كما كانت تبدو إسرائيل حاملة طائرات أميركية. لكن، بعد نقل السفن اليونانية لمقاتلي م.ت.ف، صارت قبرص بعد خروج لبنان، أشبه بدور قاعدة إعلامية فلسطينية، وكذا صلة الوصل بين تونس ولبنان إبّان مرحلة "حرب المخيمات"، خصوصاً.
الآن، هناك أزمة، وسوء فهم، بين قبرص واليونان (ورومانيا وبلغاريا وتشيخيا) وبين السلطة الفلسطينية، لأن هذه الدول الخمس صوّتت في الاتحاد الأوروبي لتخفيف عقوباته على وسم بضائع المستوطنات في الضفة الغربية.
أصل القصة هو اكتشاف حقول غاز، ومن ثم حاجة قبرص واليونان إلى غاز نتيجة حقول إسرائيل البحرية، وكذلك حاجة تركيا ومصر والأردن وفلسطين إلى تفاهم وتعاون على اقتسام حقول الغاز، وشراء الإنتاج. حقول "مارين" البحرية معطلة منذ الانقسام.
مؤخراً، أجرى الزميل عبد الرؤوف أرناؤوط لصالح "الأيام" حواراً ساخناً مع ضيف السلطة ليونيداس بانتليدس، مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية القبرصية.
الضيف نفى أي تغيير في سياسة الجزيرة من المسألة الفلسطينية وسبل تسويتها وحلها، ومن الاستيطان، ومسألة الممر البحري إلى غزة، حيث لقبرص علاقة بالسلطة في هذا الموضوع، إضافة لمصر وإسرائيل، وليس من علاقة مع "حماس"؟
المهم أن هذا الدبلوماسي القبرصي، نفى وجود تحالف اقتصادي سياسي أمني ثلاثي: قبرصي ـ يوناني ـ إسرائيلي. كيف؟ سبق هذا الثلاثي نسج ثلاثي مع مصر؛ ولحقه ثلاثي مع الأردن، ثم لبنان، وبعد الثلاثي مع إسرائيل، سيكون هناك ثلاثي مع فلسطين، أي أن قبرص هي "جسر بين دول المنطقة" كما قال، وهو جاء إلى فلسطين لوضع الترتيبات الأولى له، بدءاً من اجتماع حكومي ثلاثي في أيار المقبل.
المعنى؟ قبرص تحاول الموازنة بين التاريخ والجغرافيا، وبين المصالح الاقتصادية، وهو الأمر الذي تحاوله سياسة السلطة في علاقاتها مع دول مختلفة في الاتحاد الأوروبي، حيث تميل دول أوروبا الشرقية سابقاً من تأييد سياسي لفلسطين إلى تأييد سياسي لإسرائيل، بينما تحاول دول الاتحاد في أوروبا الغربية دفع التسوية السياسية و"الحل بدولتين".
تقبّل الفلسطينيون سياسة روسية إزاء إسرائيل وفلسطين تختلف عن السياسة السوفياتية وسياسة دول الكتلة الشرقية السابقة، منذ الهجرة اليهودية من الدول الاشتراكية لإسرائيل، إلى التدخل الروسي في سورية.
الطريف أنه يوجد عرب في المنطقة يحملون كنية "القبرصلّي"، وخلال وجودنا في قبرص اكتشفنا وجود زيجات قبرصية بالفلسطينيات المسيحيات، وأيضاً، حصلت مصاهرات فلسطينية ـ قبرصية، خاصة مع قبرصيات يونانيات لاجئات من القسم التركي المحتل وقبرص التركية التي لا يعترف بها احد.
مع دبلوماسية الدبلوماسي القبرصي، لكن موقفه من وسم منتجات المستوطنات كان مائعا، فانه تعلل بان قرارات الاتحاد تتخذ بالإجماع، على ان موقف قبرص واليونان (ورومانيا وبلغاريا وتشيخيا) هو الذي منع الإجماع في هذا الموضوع.
المقابلة كانت درسا من الدبلوماسية القبرصية للدبلوماسية الفلسطينية، منذ قال غورباتشوف بتوازن المصالح الى سياسات الصين والهند في هذا المجال، عدا سياسات إسرائيل في توازن المصالح في مسألة الإرهاب الإسلامي.

arabstoday

GMT 15:33 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الراعي ينقذ الكوكب

GMT 15:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هوكستين يسابق الأيامَ والألغام

GMT 15:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إنّه الإعلام المجرم!؟

GMT 15:29 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لا تفسدوا العوام

GMT 15:27 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

كيف ستتمخض الأحداث في إيران؟

GMT 15:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نافذة أمام دور عربي مكتمل

GMT 15:25 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

GMT 15:24 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

شعبية حماس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبرصلّي القبرصلّي



ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:17 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 العرب اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة  والثقافة

GMT 09:12 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

خامنئي يحذر من التهويل بشأن الهجمات الإسرائيلية على إيران
 العرب اليوم - خامنئي يحذر من التهويل بشأن الهجمات الإسرائيلية على إيران

GMT 12:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يقيل مدربه تين هاغ بعد عامين "عصيبين"

GMT 04:55 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتولي تدريب المنتخب السعودي

GMT 01:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ايران توضح نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم الاسرائيلي

GMT 04:35 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب يترك أنصاره في البرد لساعات بسبب مقابلة إعلامية

GMT 07:00 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة "سكاوت" الأميركية للأوف رود

GMT 17:58 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل ناعمة موضة شتاء 2025

GMT 01:07 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

قراصنة صينيون اخترقوا هواتف شخصيات سياسية أميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab