حسن البطل
ماذا يعني؟ الجبهة - حداش تقود القائمة العربية المشتركة، ويقود أيمن عودة أصغر مرشحيها «الجبهة - حداش»؟ رغم انه ليس عضواً في عماد الجبهة الذي هو حزب «راكاح».
هل بَزَغ نجم قائد جديد للشعب الفلسطيني في إسرائيل؟ حسب القناة الثانية الإسرائيلية فإن «الشاب» أيمن هو «الأفضل على الإطلاق» من بين ٢٦ قائمة تتنافس في انتخابات الكنيست الـ ٢١. لقد تفوّق في السجالات على الجميع (باستثناء بيبي وبوغي اللذين لم يشاركا في المناظرات).
الأمين العام للجبهة الديمقراطية من العام ٢٠٠٦ هو رئيس القائمة العربية المشتركة في انتخابات العام ٢٠١٥.
عندما انشق عزمي بشارة عن راكاح - الجبهة، رأيتُ فيه «العربي الجديد». ربما خاب أملي، فهل أرى في أيمن عودة «الفلسطيني الجديد»؟
هل أجازف وأقول إنه أقرب الى الفتحاوي غير العضو في «فتح»، أي هو الفلسطيني الأكثر فلسطينية بين فصائل المنظمة، أو هو الأكثر فلسطينية بين مرشحي القائمة العربية المشتركة.
أولاً: تأثر عودة طفلاً باجتياح إسرائيل للبنان العام ١٩٨٢، وهو المولود في حيفا - المدينة المختلطة العام ١٩٧٥ حيث انتزع راكاح بلدية الناصرة من القوائم العربية الموالية لحزب العمل. كان عمره عاماً واحداً في «يوم الأرض» التأسيسي ١٩٧٦.
ثانياً: تأثر في عمر الفتوة بالانتفاضة الأولى ١٩٨٢، وهذا العام وذاك كانا عامين منفصلين فلسطينيين.
كان رئيس الجبهة المتنحي محمد بركة وقيادات فيها، من قيادات التحرك الطلابي الفلسطيني في الجامعات الإسرائيلية، أما أيمن عودة فقد بدأ يبرز في مجلس طلاب المدرسة الثانوية.
إنه يقود القائمة العربية، لكن يمسك العصا من وسطها. من طرف يعارض بشدة الخدمة العسكرية في الجيش، والخدمة المدنية البديلة .. ومن طرف آخر يرفض بشدة تخوين من يؤدون الخدمة «هؤلاء أبناؤنا وعلينا إقناعهم بموقفنا. ليسوا خونة وإن غُرّر بهم وضُللوا».
هكذا هي «فتح» عرفات في قيادة فصائل المنظمة، وهكذا هي في قيادتها أول حوار بين فتح وراكاح في براغ، وهكذا هي في قيادتها للسلطة الوطنية الفلسطينية.
عودة يقود جبهة ائتلافية عربية انتخابية تتشكل من شيوعيين ويساريين، ومن وطنيين وقوميين فلسطينيين وعرب، ومن أحزاب إسلامية، أي كما كانت «فتح» تتشكل في مرحلة نضال المنفى خصوصاً.
بعض أحزاب الائتلاف الانتخابي العربي تميل للتقوقع الوطني والانغلاق القومي، وبعضها يميل للحركات الإسلامية، أمّا عودة فهو يؤمن بالتعاون بين العرب واليهود الديمقراطيين.
إسرائيل ترى في الشعب الفلسطيني فيها خلاف ما يرى هو. صحيح، مثلاً، ان غزة محكومة من «حماس» والضفة من «فتح»، لكن الشعب واحد فيهما، والهدف واحد لهما؛ إنهاء الاحتلال.
هدف الشعب الفلسطيني في إسرائيل هو السلام والمساواة، دولة وطنية فلسطينية ومساواة في الحقوق بين شعبي إسرائيل.
في العام ٢٠٠٩ ذهب ايمن عودة إلى النقب وأقام فيه شهراً متواصلاً، وتعرّف بشكل مباشر وعن قرب على مشاكل بدو النقب، وقضية القرى الأربعين غير المعترف بها.
تقول مرشحة القائمة المشتركة حزب التجمع حنين زعبي: نحن لا نمثّل حكومة إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني فيها، بل نمثل الشعب الفلسطيني تجاه حكومة إسرائيل.
خلال الحملة الانتخابية جاء أيمن عودة، وأعضاء في القائمة المشتركة الى الضفة الغربية، مرة إلى رام الله للحوار مع المثقفين الفلسطينيين، ومرة الى الجامعة العربية - الأميركية في جنين للحوار مع الطلاب الفلسطينيين.
في رأي «هآرتس» أن حملة القائمة العربية المشتركة هي الحملة المنهجية للعرب في إسرائيل، وفي رأي بعض الإسرائيليين فإن أعضاء القائمة العربية هم افضل من أعضاء القوائم اليهودية والصهيونية من حيث الكفاءة الشخصية والأكاديمية.
أيمن عودة هو «الفلسطيني الجديد»، وهو المرشح ليكون رئيس المعارضة البرلمانية في الكنيست. هذا يعني ان «يوم الأرض» ١٩٧٦ وهبة اكتوبر ٢٠٠٠، والقائمة المشتركة هي مسار طبيعي يتواصل لنهضة الشعب الفلسطيني في إسرائيل.
«تاريخ الصهيونية»
صدرت الطبعة الثانية من كتاب «تاريخ الصهيونية، ١٨٦٢ - ١٩٤٨» لمؤلفه صبري جريس، والطبعة الأولى عام ١٩٧٧.
جريس ابن فسوطة الجليلية، مدير مركز الأبحاث م.ت.ف - سابقاً، وعندما صدرت الطبعة الأولى قال نقّاد في إسرائيل انه كتاب قيمّ، لأنه يعتمد مراجع وفيرة بالعبرية والعربية والإنكليزية.
السؤال هو: متى يكتب جريس، أحد قادة حركة «الأرض»، الجزء الثاني عن تاريخ الصهيونية بعد العام ١٩٤٨؟