«ما تقوله الأرض»
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

«ما تقوله الأرض» !

«ما تقوله الأرض» !

 العرب اليوم -

«ما تقوله الأرض»

بقلم : حسن البطل

حتى وفاته منسحباً ومنكمشاً من صحافي ناجح ومثقف، كان زميلي المرحوم ابراهيم برهوم يقول: "المشروع البشري مشروع فاشل أصلاً"!

العالم ستيفن هوكنغ لا يرى مستقبلاً لحضارة الإنسان على كوكب الأرض.. إلاّ برحيلها إلى كواكب أخرى، لم يجد علماء الفلك إلى الآن كوكباً صالحاً لاستيطان بشري!

لماذا؟ حضارة الإنسان لا تصغي إلى "أُمّنا الأرض"، وإلى العلاقة بين البشر والحجر والشجر.

توقير الطبيعة والإصغاء إلى روحها العظيمة، بدأ منذ أقلّ من قرن مع جماعة "السلام الأخضر ـ غرين بيس".. فهل وصل الإنسان متأخراً جداً إلى سبيل إشفاء الأرض من علل هو سببها، وصار البيئويون أطباءها؟

نقلت حضارة الإنسان جورها على أُمّها الأرض من العالم القديم إلى "العالم الجديد" أي الأميركيتين أو "الأرض الموعودة".

عندما وصل الفاتحون الأوروبيون، في القرن الخامس عشر، إلى أرض أميركا ـ كان عملهم وشعارهم الهمجي هو: نحن أتينا لنلقّن أرض العالم ما نريد، لا لكي نسمع ما تهمس لنا به".

يؤدي المؤمنون صلوات شكر للربّ قبل تناول ما تعطيه الأرض لهم. لم يكن سكان أميركا الأصليون على ديانة سوى ديانة الطبيعة، وكانت لهم صلاة قبل صيد ثور البيزون تقول ما معناه: أخونا أبو القرون. سامحنا لصيدك وأكل لحمك. لن يذهب موتك سُدى لحماً وجلداً وعظماً.

كان عديد ثور البيزون بعشرات الملايين، والآن صار محمياً من الفناء. لماذا؟ كان الغزاة يصطادون الثور بالبنادق كتسلية، ويُكوِّمُون رؤوسها أهرامات، ويلتقطون الصور التذكارية أمام هرم الرؤوس هذا.

تقرؤون "خطبة الهندي الأحمر" زعيم هنود دواميش في سياتل قبل استسلامه للغزاة البيض، وكذا قصيدة "خطبة الهندي الأحمر" للشاعر درويش.

الآن، يقارنون إمبراطورية روما بإمبراطورية أميركية، و"السلام الروماني" بالسلام الأميركي (الذي ألقى القنابل النووية على اليابان).

في احتفالية الأدب التاسعة في فلسطين، بمشاركة 38 شخصاً، كان منهم باري لوبيز، الموصوف في بلاده ككاتب أميركي أول في البيئة، وترجمت الاحتفالية كتاباً له إلى العربية، وأهدتني فيرا تماري ناصر نسخة لأنني كاتب بيئوي!

نتيجة اكتشاف الرجل الأبيض للعالم الجديد أننا فقدنا لغات ومعارف وكتباً وطقوساً ونظماً منطقية، تجدونها في خطبة الهندي الأحمر في سياتل، ووصاياه للمنتصرين البيض.

أميركا أعطت العالم القديم: الذرة، البطاطا، البندورة والتبغ، لكنها أعطته الخيول والبنادق، وبهما تمّت إبادة عشرات ملايين الهنود الحمر، أو أُبيدوا بحرب بيولوجية (بطانيات تُترك للهنود خارج القلاع) وهي مصابة بأمراض التيفوئيد والحميات غير المعروفة لدى "الهنود الحمر".

تحكي أفلام الغرب الهوليوودية (الويسترن) جوانب من القصة، لكن تُغفل أن سلخ فروات الرؤوس لم يكن تقليداً للهنود الحمر، لكن ردّة فعل على سلخها بفعل الفاتحين البيض. دعكم من فيلم "حصن آلامو"!

كتاب شيّق، بسيط وغني، مُعَنْوَن "إعادة اكتشاف أميركا الشمالية ـ ما تقوله الأرض" بترجمة مشرقة من سيرين حليلة ط2016 بالعربية.

الرسالة هي: هل يصبح "حماة الأرض" من أقلية إلى أكثرية؟ ها نحن في أوّل اليقظة، أو في منتصف منحدر تدهور وانقراض حضارة الإنسان، العاق بأُمّه الأرض.. والمهتمّ الآن بموت الشُعب المرجانية في البحار الدافئة.

شريانا "بالميرا"

نعرف كيف كان مآل مملكة زنوبيا في "تدمر" فكيف كانت عروقها تنبض بماء الحياة؟

في صغري، رأيت رأي العين، شريانَيْ حياة كانا يمدّان "مملكة الصحراء" بالماء. شريان موسمي جبلي أول، رأيت خرائبه، على سفوح سلسلة الجبال التدمرية، المتفرّعة عن سلسلة جبال لبنان الشرقية، باتجاه شمال ـ شرق.

في أسفل تلك السلسلة، بنى الرومان قناة ري تجمع مياه الأمطار، ومسارها متعرّج يساير طبوغرافيا الجبال، أي في أقدام الجبال Died-mont كما يقولون بالفرنسية. هذا هو شريان.

الشريان الثاني، نفق تحت ـ أرضي على طريق دمشق ـ حمص في الغوطة الشرقية، بما يشكّل نهراً داخلياً أفقياً، أو سياق ماء، يتغذّى من ينابيع الطبقة المائية، وبين كل 50 ـ 80 متراً هناك فتحة بئر عمودية للصيانة والتعزيل، وتزوّد تدمر بماء عذب.

الشريان الأول صار خرائب، والثاني جفّ في سبعينيات القرن المنصرم، بسبب نتح فاحش، فصارت الطبقة الحاملة للمياه على عمق 100 ـ 200 متر، بدل 20 متراً.

قرأتُ في المرويات، أن المسافر من دمشق وغوطتها الى تدمر كان يستظلّ فيئاً من هجير الحرّ، أي يسير في ظلال أشجار النخيل على جانبي طريق يمتد 210 كيلومترات.

بردى للغوطة كما النيل للدلتا، وكان له في مسار 70كم من منبعه إلى بحيرة ـ سبخة العتيبة روافد وفروع، وكانت فروعه تسقي الغوطة الشرقية بالإسالة وسقاية "القمر".

الآن، شحّت الروافد وجفّت الفروع بسبب فرط (زيادة) السكان، وفيما مضى كان الماء ينبجس في الغوطة الشرقية بعد حفر بئر عمقها أمتار قليلة، وحالياً لا يجدون ماء إلاّ على عمق 100 ـ 200 متر.

الجفاف في "الجزيرة السورية" (الفرات وروافده) هو سبب من اسباب "ربيع سورية"، حيث ملايين الناس تركوا الأرض، وتكدّسوا في المدن.

الحكومات السورية فشلت في استثمار مياه "سدّ الفرات" لأنها زرعت مساحات واسعة في "الجزيرة السورية" كان يجب أن تظلّ مراعي، ومن ثم أجدبت تربة الأرض؛ وفشلت في التخطيط العمراني لحماية غوطة دمشق من فوضى العمران.

كان سكان سورية في الخمسينيات 3.5 مليون، وصار سكان دمشق وضواحيها 4 ملايين.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ما تقوله الأرض» «ما تقوله الأرض»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab