يخضور أعلى

يخضور أعلى

يخضور أعلى

 العرب اليوم -

يخضور أعلى

حسن البطل

التوتة لا يغنيها الأطفال، هنا في الضفة.. وكانوا يغنونها، هناك في الغوطة: "هزّ التوتة يا توّات". هزّها، إذاً، لتحظى بالهزة الثالثة؟: "هزة الروع"، هزة الجماع.. وهزة التوتة... او "هزة النبوة"، و"هزة الرؤيا".. وهزة البركة الطافحة. التوتة هي التوتة، في تلك القرية في الغوطة، وفي هذه القرية في الضفة. الريح هي الريح في كل مكان.. ونسمة خفيفة تكفي! لكن، مهما كانت العين حسيرة، وكانت اليد قصيرة، فان فرع شجرة يستطيل ويستدق غصناً او فنناً، ينتهي بورقة في آخر الغصن تكاد تلامس أديم الأرض.. تلامسها فعلاً. هزّ الورقة، تهتز الأفنان والأغصان.. تمطرك التوتة بثمارها، او التقطها حبّة حبّة: من اليد للفم. كان للسلطان جناح الحريم، جواري طوع بنانه.. لكن نساء الحرملك لسن مطواعات هكذا، كما هي التوتة التي تطعم الطير على أفنانها، وتولم للذباب في فيئها.. وتطعمك فوق ما تستطيع ان تأكل. عليك ان تباكرها مع الطير، فتمنحك مطراً - ثمرات او هزة البركة، سائغة المذاق، لا تضع التوتة شرطاً من الثرثرة الفارغة كما تفعل النساء، في المساء، قبل ان يمنحنك هزة الجماع. 2- التينة من أين يأتيها هذا "الحليب" عندما تقضم بأصابعك ثمراتها السمينة؟ انها عجفاء الشتاء التي تغدو حسناء الصيف.. وامرأة الخريف الناضجة. معجزة قيامة العجوز الدردبيس في الشتاء، شعثاء الشعر من أصابع الأفنان المتشابكة، ولا تلبث هذه التينة- اول الربيع، وقبل ان يتساقط ثوب العروس عن أشجار اللوزيات والمشمشيات - في تكوير نهودها، الصغيرة والفاضحة، مثل فتاة كاعب تدبك في اول عمر الخصوبة. في الأسطورة ان الذكر الأول والأنثى الأولى اختصفا من ورق التين ما يستر عورتيهما في الجنة، وفي الحقيقة ان التينة سرعان ما تلتحف باوراقها العريضة لتغطي شيئاً من عورة نهودها، كما الحسناء التي ترتدي صدرية (سوتيان) تاركة للعين ان تسترق شيئاً من جمال بواكير الأنوثة. لا تقوى الريح مهما عصفت، على فطام ثمرة التين عن أمها التينة. لا تهزها كما تهز التوتة. عليك ان تفطمها عن أمها حبّة حبّة. عليك ان تلوث أصابعك بهذا الحليب الدبق، ناصع البياض، حامز الطعم. فطمتك امك عن ثديها.. وأهدتك لأحضان النساء. 3- الجوزة تصرخ الجوزة بذكورتها الفياضة، ولتكون شجرة الفحولة بامتياز، ومنذ ان "تعرنس" زهورها الخضراء الداكنة، تقول الجوزة لجاراتها من الاشجار انها تحبل بصبي ذكر، وتولّد صبياً ذكراً. مهلاً على مهل تكور ثمراتها. مهلاً على مهل تزوج ثمراتها بعد ان يبور الرمان على أغصانه، وتجف عناقيد الكرمة، ويضرب الغصن ما تبقى من ثمرات التفاح والإجاص.. والدراق. كل الثمرات تطيب يافعة، وتُقطف في شرخ الصبا وميعة الشباب.. الا هذه الجوزة التي لا تطيب لآكلها.. الا بعد ان تنضج تماماً، وتجف تماماً.. وتذهب الى جوفك عنوة، بعد ان تغتصب درعها صناديق من التين الدافوري، حبات سمينة ناصحة، كأنها بق اخضر شبعان. من قديم حسن البطل    

arabstoday

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 05:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 04:55 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 04:53 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 04:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 04:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يخضور أعلى يخضور أعلى



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab