خرافتان عن بريطانيا  ضباب لندن وشيخوخة المملكة

خرافتان عن بريطانيا : ضباب لندن وشيخوخة المملكة!

خرافتان عن بريطانيا : ضباب لندن وشيخوخة المملكة!

 العرب اليوم -

خرافتان عن بريطانيا  ضباب لندن وشيخوخة المملكة

حسن البطل

خارجون من متحف البورتريه، في ساحة ترافلفار اللندنية، كان في البال الويسكي الأسكتلندي الذي يفضله صديقي، وكذا فيلم "القلب الشجاع" للأسترالي السكّير ميل جيبسون، "كاره اليهود" كما صاح ثملاً، عن ثورة أسكتلندا ضد الاحتلال الإنكليزي. سألت د. إسكندر ماير، أستاذ الأدب الايرلندي، رأيه في استقلال أسكتلندا، فاستبعد أن يؤدي الاستفتاء على الاستقلال، في 18 أيلول 2014 إلى انفصال أدنبرة عن لندن، أو أسكتلندا عن المملكة المتحدة، ثم سألني رأيي كفلسطيني، فقلت إنني أؤيد الاستقلال ولكن أستبعد حدوثه.. ثم أضفت ساخراً: وحتى استقلال ويلز، المستبعد أكثر، حتى "تكش" هذه "البريطانيا العظمى". للبروفيسور الكسندر، الوالد البيولوجي لزوج ابنتي جيك قصة عائلية محزنة عن الحروب الأوروبية في القرن العشرين، يعكف على كتابتها منذ ست سنوات. كان جدّه ألمانياً، لكن طرّاداً نازيّاً أغرق مركب جدّه الألماني، بالخطأ، أمام سواحل كندا. أما الابن جيك فقد أشهر إسلامه أخيراً في الأردن، وكنتُ سألته في زيارة سابقة عن كنيسته، وبالأحرى كنيسة البلاد الرسمية، البروتستانتية، لما لاحظت أن "لقاء الأحد" يجري، للشرب والأكل والثرثرة، في حديقة الكنيسة، بينما يلهو الأطفال وفوضاهم في داخلها، وعلى بابها عبارة: تصرف داخل الكنيسة كما خارجها! قال جيك: أنا ملحد، وكذا أبي، وكذا جدّي، ولا أعرف لماذا نسيت سؤاله عن رأيه في استقلال أسكتلندا، ذات الحكم الذاتي تحت التاج، والعلم الخاص بها. بعيداً عن الويسكي وفيلم سينمائي عن "احتلال" انكلترا لأسكتلندا، ثم اتحادها معها في العام 1707، فقد أجبت الكسندر، جاداً، عن سؤاله: حيث خرجت الإمبراطورية من مستعمراتها، التي كانت لا تغرب عنها الشمس، تركت وراءها مشكلة في فلسطين، الهند، روديسيا، قبرص، ايرلندا.. إلخ! على الأغلب، قد يصوّت ثلث الأسكتلنديين مع الانفصال، كما قد تصوت الأقلية في كندا وأستراليا على الخروج عن الولاء الشكلاني للتاج البريطاني، لكن ستبقى غالبية الانكليز والبريطانيين مع صورة الملكة إليزابيث الثانية (أليصابات ـ السبت) على "الباوند" الانكليزي، أي من المبكر جداً أن تتخلى بريطانيا عن علمها ونشيدها "ليحفظ الله الملكة" وعن الخوض في فضائح الأسرة المالكة؟ هذه سنة اقتصادية طيبة لبريطانيا، حيث معدل البطالة 7,7%، أي أقلّ من "الخط الأحمر" الأميركي الذي هو 8% وأكثر قليلاً من معدل البطالة في ألمانيا 7,6%، وهي صاحبة أقوى اقتصاد أوروبي، تليها بريطانيا. لكن، بينما حصلت، هذا العام، طفرة ملحوظة في معدل الولادات بالمملكة المتحدة، فإن الولادات سالبة في ألمانيا، التي تشجع الهجرة إليها، بفعل الاقتصاد وحاجتها إلى مواليد وتجديد المجتمع. في المملكة المتحدة، كما تعرف، حزبان يتداولان الحكم، وحزب ثالث صغير هو "الأحرار الليبراليين". والذي حصل أن الحزب الليبرالي حسب المفهوم البريطاني تحالف مع المحافظين، ولولا ذلك لفاز حزب العمال، الأمر الذي صدم مؤيدي الحزب وأنصاره، ومنهم جيك، الذي صوّت للحزب، ولن يفعلها في الانتخابات المقبلة في العام 2015. كان رئيس بلدية لندن السابق، كين ليفنجستون مؤيداً لفلسطين، ثم خسر لصالح مرشح محافظ، لكن يبدو أن حزب العمال قد يعود إلى الحكم، لأن المقارنة بين حزب المحافظين الحاكم وزعيمه، رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، وبين زعيم حزب العمال إد مليباند، تميل لصالح الأخير، خاصة بعد أدائه الباهر في مؤتمر الحزب. الأخوان مليباند، ديفيد وإد، شكّلا ظاهرة في مجلس العموم، ثم أصبحا وزيرين في حكومة توني بلير وخليفته غوردون براون كان والدهما، رالف، ذو ميول ماركسية وتوفي العام 1994، وكان معارضاً للسياسة البريطانية، رغم أنه خدم طياراً مقاتلاً في السلاح الجوي الملكي البريطاني إبّان الحرب العالمية الثانية. في سعيهما للتشهير في ولاء الوالد رالف لبريطانيا عنونت "الديلي ميل" مقالاً لها "الرجل الذي كان يكره بريطانيا"، وهو الأمر الذي أثار امتعاض حتى رئيس حزب المحافظين، وجواباً ساخراً من رئيس حزب الأحرار الليبراليين، نيك كيليغ، الذي قال: "في السياسة تُركل الكرة.. وليس اللاعب". يعنينا في الأمر، ليس استقلال أسكتلندا، لكن فوز حزب العمال وزعيمه إد ميلباند لأنه ربما أكثر المرشحين لرئاسة الوزراء تأييداً لفلسطين. * * * هناك خرافتان عن المملكة المتحدة، أُولاها أن "لندن عاصمة الضباب" (ولا أجمل من ضباب رام الله) والحقيقة أنه كان دخان مواقد الفحم الحجري، قبل الاعتماد على الغاز. الثانية أنها "دولة عجوز" لكنها بلاد تتجدد باستمرار، سوى في أمر واحد: علاقتها الوثيقة دائماً مع الولايات المتحدة، أياً كان الحزب الذي يحكم البلدين.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافتان عن بريطانيا  ضباب لندن وشيخوخة المملكة خرافتان عن بريطانيا  ضباب لندن وشيخوخة المملكة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab