عودة حجر في الهواء وآخر في البركة

عودة: حجر في الهواء وآخر في البركة!

عودة: حجر في الهواء وآخر في البركة!

 العرب اليوم -

عودة حجر في الهواء وآخر في البركة

بقلم : حسن البطل

لمّا تحقق حلم يتسحاق رابين، بالمليون اليهودي السادس في إسرائيل؛ تحقق معه المليون الفلسطيني الأول. لماذا هذه «المعلومة» الديمغرافية؟ لأن رابين علّل ذهابه إلى أوسلو بأن عديد اليهود في إسرائيل، لو بلغ المليون السادس، ما كانت أوسلو، التي مرّرها على الكنيست بأصوات نواب عرب.

منذ بعض الوقت، تحدث إسرائيليون صهاينة عن «صهيونية الفرات» الفلسطينية، كناية عن الخطر الديمغرافي على يهودية دولة إسرائيل. لاحقاً أقرّ الكنيست قانون القومية العنصري ـ الديني وخلاصته: إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، وله وحده حق تقرير المصير فيها. وقبل انتخابات أيلول، تحدث نتنياهو عن بلاد إسرائيل التوراتية، وعن نيته ضم كل المستوطنات (الكتل والبؤر) إلى سيادة إسرائيل. من قبله، كان أحد الحاخامات تحدث عن ثلاثة خيارات لمعالجة «الخطر الديمغرافي» وهي: الاستعباد. الطرد.. والفتك، حسناً، في احتفال بمناسبة منحة جامعية على اسم توفيق طوبي، لم يتحدث أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة البرلمانية، عن تطور الميزان الديمغرافي الكمّي، بل عن تطور نوعي في مكانة الأقلية القومية الفلسطينية.

عديد الفلسطينيين من مواطني دولة إسرائيل هو 20% حالياً، لكن 23% من طلاب «التخنيون» و35% من الطالبات هم عرب فلسطينيون، و40% من طلاب جامعة حيفا كذلك.

عودة إلى مرحلة الحكم العسكري للأقلية القومية الفلسطينية، حيث قال مستشار رئيس الحكومة أوري لوبراني: لو بقي «عرب إسرائيل» حطّابين وسقّائي مياه.
هذه نجاحات فردية، فهل تحمي الأقلية الفلسطينية من البطش؟.

معظم قادة أحزاب «المشتركة» من أيمن عودة حالياً، وقبله محمد بركة، وأحمد الطيبي، هم خرّيجو الجامعات الإسرائيلية، خلاف قادة الأحزاب العربية في السنوات الأولى لإقامة إسرائيل، ومرحلة الحكم العسكري المفروض على «عرب إسرائيل» الذي رُفع عام 1966.

أن يتخطّى معدل الأكاديميا الفلسطينية معدلها اليهودي، هذه قفزة نوعية في معطيات رقمية ساقها أيمن عودة، لكن إسرائيل اليهودية لم تَبْنِ جامعة عربية واحدة، ولا مدينة عربية واحدة، بينما للأقلية الفلسطينية 2% من الأراضي الزراعية، وهي تشكل 20% من السكان.

عودة، دعا إلى رفع نسبة التصويت للقائمة المشتركة، لتكون القوة البرلمانية الثالثة، وكمرحلة لاحقة لتحالفات مع أحزاب صهيونية غير «ليكودية».

بعض النقّاد والمعترضين، حتى بين أعضاء أحزاب «المشتركة» «بحبشوا» في تصريحات قديمة لقادة في حزب «راكاح» تحثّ على حقوق مواطنة متساوية، ولو كانت في نطاق «الأسرلة» بعضها منسوب لتوفيق طوبي، وغايتها رفع الحكم العسكري، ووقف أو إعادة الأراضي المصادرة.

الحزب الشيوعي الإسرائيلي صار (القائمة الشيوعية الجديدة ـ «راكاح»)، وهذا صار «الجبهة» التي كانت الحزب الوحيد الممثل للعرب في الكنيست، ثم تشكّل ائتلاف «القائمة المشتركة» رباعي الأحزاب.
في كنيست سابق بلغ عدد مقاعد نواب «المشتركة» 13 مقعداً، ولما تفكّكت عُراها تدنّى إلى 11 مقعداً، فهل إن صوت غالبية العرب إلى «المشتركة» ستتخطّى مقاعدها الـ 14-15 مقعداً، ويكون أيمن عودة هو زعيم المعارضة البرلمانية، أو القوة الثالثة بعد «الليكود» وحزب الجنرالات «أزرق ـ أبيض» حتى عندما كان «راكاح» يقودها يهودي شيوعي، كان شعاره الانتخابي من خانتين: السلام والمساواة، ومنه وضع أيمن عودة شروطاً لأي ائتلاف يهزم «الليكود» وجناحه الأكثر يمينية، أي مواطنية متساوية، ومفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول «حل الدولتين».

بعض اليائسين من انجراف إسرائيل نحو اليمين واليهودية التوراتية، دعوا إلى انسحاب العرب في إسرائيل من الكنيست، لتصبح ديمقراطية إسرائيل المدّعاة من اليهود وباليهود ولليهود، بما يذكّرنا بدعوة البعض إلى «حل السلطة» والانسحاب من «حل الدولتين» إلى دولة مشتركة ما دام الميزان الديمغرافي صار متوازناً، وقد يختل لصالح الديمغرافيا الفلسطينية.

يجب أولاً تحقيق المساواة المواطنية بين شعبي دولة إسرائيل، ثم تحقيق المساواة السياسية ـ السيادية بين دولتين في أرض فلسطين ـ إسرائيل.

الديمغرافيا ليست عاملاً حاسماً في السيادة والسيطرة، منذ عهود العبودية، إلى عديد وقوة الجيوش: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة» وهناك رأس المال وقوة التكنولوجيا وعوامل أخرى. صحيح أن الفجوة الأكاديمية عامل واحد، وأن معطيات الأكاديميا الفلسطينية في إسرائيل تفوق المعدل العام، لكن، بدون مساواة مواطنية تغدو عاملاً غير فعّال كثيراً. 

من عوامل قوة إسرائيل، غير القوة العسكرية، أن نسبة العلمانيين فيها، ولو تتراجع تعادل 40% من سكانها، مقابل 15% من المتدينين «الحريديم»، لكن ثلث المستوطنين في فلسطين السياسية هم من «الحريديين».

مع افتتاح السنة الدراسية الجديدة، بلغ عديد طلاب المدارس في فلسطين السياسية 1,3 مليون، وفي إسرائيل 2,35 مليون ضمنهم 20% من العرب، أي أن نسبة عديد طلاب المدارس في فلسطين السياسية 1,77 مليون وبين يهود إسرائيل 1,88 مليون، لكن بطالة الأكاديميين في فلسطين عالية جداً، مقابل بطالة ضئيلة في إسرائيل، كما توجد فجوة اقتصادية بين شعبي إسرائيل وفلسطين، وكذا بين الاقتصادين الفلسطيني والإسرائيلي.

يبدو أن للقائمة المشتركة قائدا جديدا، ورمى حجرا في الهواء، وآخر في بركة الماء. أي حجراً في زيادة مقاعد «المشتركة»، وآخر في تحالفات حزبية مشتركة مع أحزاب غير عربية. لا تستطيع أحزاب «المشتركة» هزيمة «الليكود»، لكن لا تستطيع الأحزاب المنافسة له هزيمته دون دور لأحزاب «المشتركة».

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة حجر في الهواء وآخر في البركة عودة حجر في الهواء وآخر في البركة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab