استعار النار وسُعار الألسنة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

استعار النار وسُعار الألسنة!

استعار النار وسُعار الألسنة!

 العرب اليوم -

استعار النار وسُعار الألسنة

بقلم : حسن البطل

قرأت عن رسمة كاريكاتير ولم أرها: صحيفة إسرائيلية جعلت غوّاصة دولفين تطير كأنها "ميني تانكر" لإطفاء الحرائق. على "الفيسبوك" ترى إطفاء الحرائق، بعضها ممنتجة (فوتوشوب)، غير ما تراه من صور واقعية في الصحف. أحد الزملاء أرانا صورة لكامل خريطة فلسطين الطبيعية وهي تحترق، ولكن هذه لقطة من كاميرا الهاتف النقال لنار مطفأة الحطب في بيته! لكن، في أربع صور "ممنتجة"، "فوتوشوب"، على "الفيسبوك" ترسم الحرائق كلمة الجلالة (الله)، كما يرى البعض الكلمة على حرشفة سمكة، أو بزرة بطيخ، أو أغصان جذع شجرة.. إلخ. لماذا؟ خطّاطُو اللغة العربية يعرفون أن كلمة "الجلالة" وحدها لا شريك لها في قواعد الخط، فقد يراها البعض في تجمعات سحاب متحركة! في العربية يُقال "أضرم" النار بمعنى أوقدها أو أشعلها، فإذا لَهْلَبَت يُقال إن النار "استعَرَت" ومن استعار النار اشتقوا مفردة "سُعار" في وصف كلب "مسعور". حرائق هذه الأيام الستة، هي الثالثة فيما تعيه ذاكرتي الصحافية. الأولى كانت خلال الانتفاضة الأولى، حيث اشتبه إسرائيليون وإسرائيل أنها بفعل فاعل فلسطيني. كيف ولماذا؟ "فلسطين الثورة" في قبرص أفردت صفحة مصوّرة نقلاً عن الصحف العبرية التي عنونت الصور بعبارة "حرب النار".. لكن بعد نشر الصور وعبارة "حرب النار" بين مزدوجين، اتخذتها صحف إسرائيلية بيّنة على تحريض المنظمة عَبر المجلة المركزية؟ الثانية، خلال حريق جبل الكرمل في العام 2010، وفيها ساعد رجال الدفاع المدني الفلسطيني في جهود الإطفاء، ولاحظت الصحف الإسرائيلية أن سيارات الإطفاء الفلسطينية أحدث تجهيزاً عدّة وعتاداً من مثيلتها الإسرائيلية. في حينها تحدّث نتنياهو عن حاجة إسرائيل إلى طائرات إطفاء عملاقة "سوبر تانك". هل امتلكتها إسرائيل؟ لا أعرف سوى أن "سوبر تانك" روسية وأميركية كانت من ضمن طائرات ثماني دول هبّت لمساعدة إسرائيل على إطفاء 110 حرائق فيها (و120 حريقاً في مناطق الضفة أخمدتها طواقم الإطفاء الفلسطينية وحدها). في حريق العام 2010 لقي 44 إنساناً حتفهم، لكن في الحرائق الثالثة، الأكثر اتساعاً بنسبة 30%، مات إنسان واحد فلسطيني، وهو طفل في الثانية، من قرية بيتين شرقي رام الله، نتيجة لهو بقداحة أحرقت الستائر والبيت.. وأحرقته متفحماً! في حريق الكرمل 2010 تحدثت صحفهم عن حداثة سيارات جهاز الإطفاء الفلسطيني، أما في حريق خريف هذا العام، فقد تحدث البعض القليل هناك عن كفاءة وشجاعة رجال الإطفاء الفلسطينيين. تصادفت الحرائق الثالثة مع ريح "صرصر" الباردة والجافة، حيث تدنّت رطوبة الجوّ إلى 10%، فإذا صافحت صديقاً بحرارة شعرت بخشونة ملمس كفّه بفعل "القشب"، ولو كانت الرطوبة صفراً لكان ملمس الكفّ مثل جلد التمساح! التصريحات المسعورة لوزراء إسرائيليين عن شبهات حرائق بفعل فاعل، تناست أسباب حريق الكرمل 2010، ومنها أن غابات زرعتها إسرائيل لتنمو بسرعة، جلبتها من شمال أوروبا، وهي من نوع غير محبّ للجفاف، خلاف أشجار فلسطين، فإذا مسّها حريق لسببٍ ما، سرعانَ ما استعرت النيران، كما استعرت كلمات التحريض على ألسنة وزراء في الحكومة الإسرائيلية. حسب وزير حربيتهم، أفيغدور ليبرمان، الأقل سعاراً، فإن 17 من أصل 110 حرائق يشتبه بأنها كانت بفعل فاعل. لكن وزراء آخرين، برَّؤوا اليهود بأسرهم من "فعل فاعل". قسم من حرائق هؤلاء كان نتيجة إهمال وقلة احتياط، مثل إشعال النار في أعشاب جافة في حقولهم، كما يفعل الفلاحون عادة قبل حراثة الأرض تهيؤاً لمطر الشتاء الذي تأخّر. بين حرائق العام 2010 وحرائق خريف هذا العام، الاستثنائي في هبوب ريح قوية مع جفاف الجو، تزوّدت إسرائيل بأحدث طائرات من طراز فانتوم (F34) وكذا بست غواصات دولفين القادرة على حمل وقذف صواريخ نووية، مع التوصية على ثلاث أخرى من ألمانيا. بعد انخماد الحرائق، دعا نتنياهو، الذي لم يوفر ظنوناً بمسؤولية الفلسطينيين، لكنه شكر رئيس السلطة على عمل طواقم الإطفاء الفلسطينية، إلى تشكيل جهاز إقليمي ـ دولي للتعاون في مكافحة الحرائق. الاستيطان اليهودي نوع من حريق يستعر! ثماني أو تسع طائرات شاركت في إطفاء الحرائق، لكن الفريق التاسع الفلسطيني، لا يملك أي طائرات من أي نوع كان، بل سيارات إطفاء حديثة التجهيز ورجالها "شجعان وأكفاء" كما قال البعض القليل في الصحف الإسرائيلية. تحصل حرائق في بلاد ذات غابات شاسعة، تفوق مساحتها مساحة فلسطين، ونظراً لاتساعها وضراوة نيرانها، يتلبّد الجو وتمطر السماء بما يساعد على إطفاء الحرائق. رجاء، لا تقولوا لي إن حرائق هذا الخريف في بلادنا هي التي سيعقبها هطول مطر هذا الأسبوع، ولكنها تقلبات الجو التي تزداد تطرفاً كما يقول علماء المناخ. طفل واحد، رضيع فلسطيني، مات حرقاً، نتيجة اللهو والعبث بقدّاحة، وبعد تعليمات الدفاع المدني استعداداً لموسم المطر، صدرت تعليماته حول وسائل الوقاية والاحتياط من الحرائق. 110 حرائق في إسرائيل، و120 حريقاً أصغر في الضفة كانت خسائر الحرائق موت إنسان واحد، بينما حريق مدبر، وبفعل فاعل معلوم في قرية دوما، أسفر عن وفاة عائلة بكاملها باستثناء طفل واحد نجا. "هولوكوست مصغّر". لا نقارن بين حرق زيتونة فلاح فلسطيني، وحرائق غابات صنوبر إسرائيلية... لكن نقارن بين استعار الحرائق وسُعار التحريض العنصري، وتهويمات دينية! كل من شاهد أفلاما أميركية عن الحرائق، رأى كيف يضرم بعضها مُحبُّو الحرائق، وبعضهم من رجال الإطفاء الذين يريدون أن يبدوا "أبطالاً" في إخمادها. لم يهدموا بيوت مستوطنين أحرقوا غلاماً فلسطينياً حياً، أو عائلة بكاملها، لكن السُعار أن يطالبوا بهدم بيوت فلسطينيين مشتبه بهم، أو بإطلاق النار عليهم كما دعا حاخام صغير. هذا سُعار عنصري. 

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعار النار وسُعار الألسنة استعار النار وسُعار الألسنة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab