مزاج شبه منحرف

مزاج شبه منحرف

مزاج شبه منحرف

 العرب اليوم -

مزاج شبه منحرف

بقلم : حسن البطل

خاتمان فضّيان في إصبعَي الخنصر والبنصر من أصابع الكف الأيسر. في البنصر خاتم يماني كان لأمي الراحلة. في البنصر خاتم فلسطيني من عطايا الحبيبة الراحلة.

كل نهار يوم، تقريباً أنقل خاتم البنصر إلى اصبع الابهام، ثم أعيده إلى مكانه، كل ليلة، قبل النوم، أُحرّر أصابع كفي من الخاتمين ومن الساعة، ايضاً.

هذه ليست عادة؛ هذا ليس مزاجاً، هذا تذكار لدماغ مرهق بتصاريف يوم ومرحلة. هكذا لا أنسى حبّة يومية لخفض ضغط الدم، وحبّة فيتامينات (حيمينات كما تدعوها مدرسة الطب السوري المعرّب) أوميغا ـ 3، أي زيت السمك، وحبّة مركبة أخرى من أنواع شاملة أخرى من الفيتامينات.

هل ينقص مطبخي شيء؟ إذاً، أنقل خاتم الحبيبة الراحلة إلى اصبع الإبهام. إن نسيت أشياء عدة أُدوّنها على خانة من خانات هذا الهاتف الجوّال.

أنا نسّاء في العادة، وصرتُ في هذا العمر نسّاء فوق العادة. يقولون من يكتب كثيراً لا يضربه هذا الخرف المبكّر، المسمّى عالمياً «زهمرة».

ماذا أفعل لاستدراج وسن إلى نوم عميق؟ بعد أن أحرّر أصابع كفي من الخاتمين والساعة.. وحتى من طوق في رقبتي؟ كأس طافحة من لبن العيران، أو مخيض اللبن، واسمه التجاري «لبن ـ أب» لكن، وبالذات، حل شبكة الكلمات المتقاطعة في صفحة «شبابيك» من جريدتي «الأيام».. تمرين ذهني يؤخّر الخرف.

نوم واحد وصحوتان

كان لي، على الدوام، نوم واحد ليلي، وكانت ساعتي البيولوجية مربوطة على ساعة معيّنة للنوم، فإن خالفتها يوماً، طار النوم من عينيّ، وحضر هذا الأرق!

لمّا كنتُ شاباً، كانت لي صحوة واحدة، عندما «يرفسني» سريري، فأقوم منه نشيطاً. لمّا صرت مسنّاً، صرتُ آخذ «تعسيلة» إضافية في سرير النوم، وأصحو بعدها غير نشيط على كأس ماء فاتر مخلوط بملعقة عسل و»عصرة» من الليمون، يليها فنجان من الحليب وملعقة من النسكافيه، مع سيكارة واحدة.

هذه صحوة صغرى، وأمّا الصحوة الوسطى فهي فنجان قهوة عربية في المقهى، مع سيكارتين وجريدة، وحبّة فاكهة ما، كقرن موز، وأحياناً منقوشة جبنة بيضاء مع الزعتر.

أنا وعازار

لا بدّ من مشوار صباحي على الأقدام من بيتي إلى مقهاي. نبض قلبي يدقّ نشيطاً في مشوار أقطعه صُعداً. بين البيت والمقهى علاقة يومية شبه «بافلوفية» بيني وبين دكانة عازار مطلع شارع السهل من رام الله القديمة.

بافلوف حكى عن كلب وعظمة وجرس. هذه استجابة شرطية.. العظمة صارت جريدة، وأنا صرت الكلب، والجرس يقرعه عازار.

ما أن يلمحني عازار على الرصيف المقابل، حتى يخرج من دكانته ذات سقف «العقدة» حاملاً جريدة «الأيام»، وما أن أصل رصيف دكانته حتى يسلمني الجريدة، فأنقده شيكلين و»صباح الخير».

أشربها، أحسوها. أرشفها

يحفظ نادل القهوة عادات الزبائن، وعادتي هي قهوة بالفنجان الأبيض، لا بالكأس، وكأس ماء.. وإضافة ثالثة لي وحدي: ملعقة صغيرة، أنقّط منها ماء على فنجان القهوة، ليركد تفل القهوة في قاع الفنجان.

يقولون إن القهوة في العربية القديمة هي اسم آخر للخمرة. هكذا في شعر الأقدمين، وقال أحدهم من مدمنيها «نشربها صرفة وممزوجة».

كنتُ أحسو وأرشف فنجان القهوة على مدى ساعة ونصف إلى ساعتين، لا فرق عندي بين قهوة ساخنة، فاترة، أو باردة.. ومؤخراً، إن لم يداهمني موعد الذهاب إلى الجريدة، صرتُ أصرف على حسوها ساعتين ونصفا حتى ثلاث ساعات، وهذا أمر يغيظ النادل قليلاً.

خبّيزة صيفية

لا بدّ من ثلاث وجبات خبّيزة من مطلع الربيع حتى آخره. عدت من سفرة أخرى إلى لندن في آخر أيلول. كنت أظن أن هذه الخبّيزة نبتة متوسطية ربيعية، فإذا بي أكتشفها في بريطانيا صيفية وخريفية، أيضاً.. وعلى مدار العام!

هناك، في بلاد الإنكليز، قطعت 20ـ30 ورقة خبّيزة، طبختها بالزيت والبصل، والتهمتها في لقمتين، ثم شعرت بغصة من سؤال ابنتي: أين حصتي!

أعرف، صرنا نصدّر قليلاً من نباتات فلسطين العطرية إلى أسواق أوروبا والخليج وأميركا، وفي بسطات أسواقنا صنوف فاكهة غير معروفة في بلادنا. فلماذا لا تصدر بريطانيا إلينا، في فصلي الصيف والخريف هذه الخبّيزة، بعد أن تستزرعها في حقول شاسعة وتحصدها بالآلات، أو تُعوّد العرب هناك على تقديمها وجبة خفيفة على المعدة وشهيّة، أيضاً.

معقول؟

اشتريت من «سوبر ماركت» لندني بطّيخة متوسطة الحجم، معرّقة باللونين الأخضر الفاتح والداكن بسعر 8 – 9 شواكل.

اشترى صاحبي بطّيخة بنفس حجمها ومواصفاتها في رام الله بسعر 20 شيكلاً. فقط لا غير!

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزاج شبه منحرف مزاج شبه منحرف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab