شربكة

شربكة ؟

شربكة ؟

 العرب اليوم -

شربكة

بقلم : حسن البطل

في عام انصرم، أظنّ قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، كانت سينماتيك ومسرح القصبة عرضت أفلاماً في "أسبوع السينما الطلائعية الصهيونية". في أحد العروض كنتُ وحدي في الصالة، بمعية زميلي تيسير مشارقة، وواحد آخر أو اثنين!

في ذاك الوقت، كان سجال وجدال حول "التطبيع"، لكن لم تكن قد تشكلت B.D.S، وفي نتيجة الأفلام، وخاصة واحداً عن تجفيف بحيرة الحولة، لم يتغير رأيي في الصهيونية واليهودية والإسرائيلية، لكن قرأتُ عن ندم دعاة البيئة في إسرائيل عن "عمل طلائعي" كان طائشاً ومخلاً بالتوازن البيئي.

.. فإلى اليوم التالي من منع بلدية رام الله عرض فيلم "القضية 23" حيث قررت الحكومة الفلسطينية بدء التوقيت الشتوي ليلة 28 ـ 29 اتساقاً مع بدئها في إسرائيل.

تذكرت، لما كنت في قبرص، كيف أن قيادة الانتفاضة الأولى تعمّدت "المجاكرة" في مخالفة بدء التوقيتين الصيفي والشتوي نكاية بإسرائيل.

تعرفون أن موسكو والقدس والرياض تقع في حزمة ساعيّة جغرافية واحدة، ومن ثم فلا أحد يتهم حكومتنا بالتطبيع مع إسرائيل في هذا المجال، لأن الجسور والمعابر ستمشي وفق التوقيت الإسرائيلي المنطقي جغرافياً.

قبل يومين من "شربكة" الإباحة والحظر على فيلم زياد الدويري، تأمّلتُ صوراً لجماعة "السلام الآن ـ شالوم أخشاف" تتظاهر في مدينة الخليل القديمة احتجاجاً على استيلاء المستوطنين على بيت فلسطيني آخر. خُيِّل إليّ أنني أرى الزميل العجوز (94 سنة) أوري أفنيري بشعره ولحيته البيضاء!

كان أفنيري قد كتب مقالة عن B.D.S قبل "الشربكة"، في رام الله، وفحواها أنه كان أول دعاة مقاطعة المستوطنات والمستوطنين، لكن ليس حملة B.D.S الدولية لدولة إسرائيل.

ماذا أقصد؟ انتقاماً من عملية ضد مستوطنة "هار آدار" عشية الأعياد اليهودية، قررت إسرائيل تشديد ومدّ أجل إغلاق حدودها أمام الفلسطينيين 11 يوماً متتالية.. ولكن استثنت من ذلك عمل العمال الفلسطينيين في المستوطنات؟

نعود إلى بيانين لحركة B.D.S في اليوم ذاته. في الأول قالت إنه لا غبار على عرض الفيلم، وفي الثاني أثارت غباراً حول فيلم سابق للمخرج الدويري، هو "الصدمة" الذي صوره في إسرائيل، بينما صوّر "القضية 23" في لبنان.

يعني؟ حاكمت "جنحة" الفيلم الجديد بـ "جناية" التطبيع في الفيلم القديم، كما في حالات التحرش بالنساء، حيث شكوى من تحرش جديدة تثير عقوبة جناية حادثة اغتصاب قديمة! (ترامب فاخر بتحرشه بالنساء!).

سألني زميلي المخرج الفلسطيني نصري الحجاج أن أحضر العرض في القصر الثقافي ـ رام الله، وأكتب عنه، لأنني عشت تجربة الوجود الفلسطيني والحرب الأهلية في لبنان. الشيء الطريف أن ظنّ صديقي كان أن هذا الدويري المشاغب ينتمي إلى الطائفة المارونية، لكن صديقة له صحّحت معلومته، هي جنى جبارة، بأنه ينحدر من الطائفة الإسلامية السنّية، وأنه زار إسرائيل بصفته "متفرنساً" لبنانياً آخر، كما زارت زوجة صديق الفنان التشكيلي جاد سليمان القدس بصفتها فرنسية، ولو كانت لبنانية مارونية المولد، بينما رفض الإسرائيليون طلبه أن يرافقها لأنه شاب فتي ويحمل الجواز الفلسطيني.. هذه "شربكة" كمان.

كيف أضلم هذه "الشربكات" في حبّات خيط مسبحة فوضوية؟ صدفة في التوقيت طلبت ولاية تكساس من متضرري إعصار "هارفي" أن يلتزموا تعهداً بعدم مقاطعة إسرائيل شرطاً للحصول على مساعدات الإعمار.

المتضررون وجدوا صعوبة في الفهم: ما علاقة إعادة الإعمار بإسرائيل وحركة المقاطعة B.D.S، بينما انضم مقاولان في مدينة غلوستون المتضررة وشرطة المدينة إلى إلزام السكان بأداء القَسَم بعدم مقاطعة إسرائيل!

لاحظوا أن أميركا تفرض عقوبات اقتصادية وأمنية على كثير من الدول والشركات والشخصيات لأسباب مختلفة أبرزها مساعدة الإرهاب، وها هي تعتبر المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية لإسرائيل شكلاً من أشكال الإرهاب؟!

تعرفون أن مخرجين عالميين كباراً، وبينهم إسرائيليون، يميلون إلى انتقاد سياسة الولايات المتحدة، وأن وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغف، غاضبة على سينمائيين إسرائيليين يفوزون بجوائز سينمائية لأفلام تنتقد الجيش الإسرائيلي والاحتلال!

الرئيس الحالي للسلطة كان قد اعتذر إلى لبنان عن تجاوزات المرحلة الفلسطينية في هذا البلد، وكان قد اعتذر للكويت عن موقف المنظمة الذي مال إلى العراق في احتلاله للكويت.

ما هي المشكلة إن كان هذا الدويري قد مسّ عصب "الصيغة اللبنانية" إبّان الحرب الأهلية، سواء مع الطائفة المارونية أو الشيعية (حركة أمل) أو السنّية، أيضاً، بينما ينتقد كثير من الفلسطينيين "الخط الأوسلوي" للسلطة وحتى نتائج الانتفاضة المسلحة الثانية.

أعتقد أن هذه الـ B.D.S يجب أن تميز بين سياستها الدولية في مقاطعة إسرائيل، وبين الواقع الفلسطيني ـ الإسرائيلي المتداخل و"المشربك".

فرح الفلسطينيون بجائزة أفضل ممثل في الفيلم لكامل الباشا، وغضب بعضهم لعرض الفيلم، واختارت البلدية منع الفيلم "حفظاً للسلم الأهلي، متعدية على حق الجمهور أن يرى وأن يحكم على فيلم جيّد فنياً بدعوى "مقاومة التطبيع".

الصراع مع إسرائيل هو، أيضاً، بين روايتين، ولا يجب على "شباب ضد التطبيع" أن يرتدوا الدرع الشوكي للقنفذ.

الفلسطينيون سادة التطبيع مع إسرائيل؛ وسادة مقاومتها، أيضاً.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شربكة شربكة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab