استوديو العلوم؛ تكريم الكريم

"استوديو العلوم"؛ تكريم الكريم!

"استوديو العلوم"؛ تكريم الكريم!

 العرب اليوم -

استوديو العلوم؛ تكريم الكريم

بقلم :حسن البطل

"أصبح عندي وشم دون أي ألم" هكذا بالفصيح، أمّا بلغة دهشة طفل: "صار عندي وشم بدون ألم". هذا في فيزياء بناء ظل بواسطة ضوء يمر عَبر شكل مخرّم، وعلى مبعدة ما من الجسم.

وأنا صغير، قرأت كتباً عن الفيزياء المسلّية، لكن الوشم العابر بلا ألم في "استوديو العلوم" ثمرة تصميم أشكال بناءً على أفكار الأطفال ورغباتهم، أي عملية تفاعلية!

في مكان آخر، طفل يلهو بتحريك رمال، تحت ضوء علوي ملون، لتبني جبالاً ووهاداً بأربعة ألوان: أزرق، أخضر، أصفر، أحمر، أي كما تفعل الطائرات المزوّدة بكاميرات في رسم خطوط طبوغرافية الارتفاعات المتساوية (الكونتور). الأخضر للسهول، الأصفر للتلال والهضاب.. والأحمر لقمم الجبال.

"استوديو العلوم"، الذي افتتح، أمس، في "مجمع رام الله الترويحي" يتعدى بكثير جداً كونه مختبراً علمياً في إحدى المدارس، فهو الأول من نوعه في فلسطين، بل والمنطقة، وهو أحد مشروعات برنامج البحث والتطوير في مؤسسة عبد المحسن القطان، وتتويج لبرنامج طموح بدأته المؤسسة قبل ست سنوات، يؤمل أن يثمر، بعد خمس سنوات أخرى، متحفاً للعلوم.

في سنوات سبقت نظّمت المؤسسة "أيام العلوم"، والمؤسسة التي تأسّست قبل 17 سنة (1998) بدأت العام 2011، وبناءً على منحة من أصغر إخوة عبد المحسن وزوجته، مشروعاً بعيد المدى، كانت ثمرته الأولى "استوديو العلوم"، مشروعاً ريادياً نوعياً.

فريق الاستوديو تلقّى تدريباً من سنتين في معهد "الإكسبلوريوم" ـ سان فرانسيسكو.

"الاستوديو" في البال هو مكان للتصوير، أو مكان لإنتاج الأفلام، لكن "استوديو العلوم" هو ورشة أو مشغل تطبيقي وتفاعلي، تمتزج فيه العلوم بالفنون، وغايته، بعد خمس سنوات، أن يصير مركزاً للعلوم لتطوير العلم والتعلُّم، وبناءَ جيلٍ جديدٍ يتبنى الاستقصاء والتفكير العلمي والنقدي، والبحث والتأمُّل. استثمار جيد وبعيد المدى في الأجيال الجديدة.

إلى امتزاج العلوم والفنون، هناك تطبيقات للهندسة المعمارية والميكانيكية والميكاترونكس للتصميم والنمذجة وتصنيع المعروضات العلمية، وابتكار معروضات قابلة للتعديل والتغيير طوال الوقت.

حالياً، يعمل طاقم الخبراء في "الاستوديو" على تشكيل شبكة أصدقاء من علماء في فلسطين والخارج، ليكون ذات يوم، جزءاً من برامج المدارس، وبشراكة راسخة مع وزارة التربية، ووزارة الثقافة، والجامعات، أيضاً.

البداية هي تبسيط العلوم ومفاهيمها بطرقٍ بديلة وغير تقليدية للجيل الجديد، ومن ثم بناء وتأهيل علماء صغار، باستثمار الدهشة والفضول للابتكار في سنوات العمر المبكرة.

لاحقاً، لأيام العلوم، ثم للاستوديو، سيتم عرض ما فيه في المبنى الجديد لمؤسسة القطان، وكذا في معاهد المعلمين، والمدارس، وحتى رياض الأطفال والحدائق تحت شعار "العلم للجميع".

منذ تأسيسها في العام 1998 دأبت مؤسسة القطان على احتضان ورعاية وتشجيع إبداعات الشباب في ميادين أدبية متعددة، والآن صار العلم والعلوم ميدانا جديدا لها.

صحيح، أن في بلادنا جوائز سنوية للمبدعين الشباب لكن جوائز القطان هي أكثر جوائز فلسطين منهاجية وجدوى، كما أن مؤسسة القطان تستحق بدورها أن ينال مؤسّسها عبد المحسن وساماً عالياً من طبقات أوسمة فلسطين. يكفيه وعائلته أنه خصص ثلث ثروته للثقافة والعلوم.

دأبت مؤسسة ياسر عرفات على منح شخصية أو مؤسسة فلسطينية جائزة العام، وربما تكريماً لمؤسّسة القطان، أهم مؤسّسة ثقافية ـ علمية، تبني أهمّ مركز ثقافي فلسطيني في رام الله، يمكن ترشيحها لجائزة عرفات هذه السنة أو تاليتها، والأحسن أن يتم ذلك في حياة عميدها.

نعرف أن معلمة فلسطينية اختيرت عالمياً بوصفها المعلمة الأولى، وأن مَدرسة فلسطينية، هي مَدرسة بنات عرابة الأساسية، تتنافس مع خمس مدارس في ست دول عربية على جائزة "المَدرسة العربية الأولى"!

زمان، قبل الانقسام الغزي، كان هناك من يتحدث عن تحويل غزة إلى سنغافورة فلسطين. الآن، وحال غزة ما هو عليه، يُقال إن علماء البرامج الإسرائيليين مالوا للتعاون، في بعض التطبيقات، مع خبراء البرمجة الفلسطينيين في غزة، وربما في الضفة.

البرمجيات وعلوم الحواسيب والتكنولوجيا ميدان شركات عابرة للدول والقارات، كما هو حال شركات الأسلحة والأدوية والدخان والنفط والغاز، وأن سرّ العداء الإسرائيلي لإيران لا يتعلق ببرامجها النووية والصاروخية، بل بدخولها سباقاً علمياً وتكنولوجياً مع التفوق العلمي والتكنولوجي في إسرائيل، كما دخلت قبلها الصين والهند وكوريا الجنوبية، وحتى سنغافورة ميدان هذا السباق، وأحرزت نتائج اقتصادية وعلمية جيدة.

في بيان "المصالحة" الفلسطينية "التاريخي" حددوا آجالاً قصيرة للتنفيذ حتى نهاية هذا العام، أو بداية العام الجديد.

ما يهمّني في هذه المصالحة، أو الوفاق الفصائلي الفلسطيني هو استغلال حقول الغاز، قبالة ساحل غزة، المعروفة بـ"مارين 1ـ2".

يتحدث البعض عن موقع "الصلحة" الفلسطينية من "الصفقة" التي تعدها إدارة ترامب، وبالذات دور جيسون غرينبلات في إعداد أساسها الاقتصادي تمهيداً لإطارها السياسي.

غرينبلات كأنه مقيم في البلاد وليس عَبر جولات مكوكية كغيره من الوسطاء الأميركيين.

بالأمس، حضر غرينبلات، مع القنصل الأميركي العام في القدس، والسفير الياباني، إطلاق مشروع في أريحا لبناء شبكة مياه للصرف الصحي ترفع قدرة محطة تنقية المياه اليابانية من 10% لطاقتها إلى 43%، لاستخدام المياه العادمة في ريّ أشجار النخيل، وهو ميدان سباق تنافسي فلسطيني ـ إسرائيلي غير متكافئ.

عندما سئل غرينبلات عن الصفقة الأميركية والصلحة الفلسطينية لم يُعَلّق بشيء، كأنه قال: ما ينفع الناس والاقتصاد يدفع بالحل السياسي!

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استوديو العلوم؛ تكريم الكريم استوديو العلوم؛ تكريم الكريم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab