الصفقة المستحيلة في ولاية العلاّك

"الصفقة المستحيلة" في ولاية "العلاّك" ؟

"الصفقة المستحيلة" في ولاية "العلاّك" ؟

 العرب اليوم -

الصفقة المستحيلة في ولاية العلاّك

بقلم : حسن البطل

سؤال طرحته كوندوليزا رايس على الرئيس الأميركي الـ43 جورج بوش ـ الابن: هل أنت جاد في مسألة الدولة الفلسطينية. الجواب كان "نعم". وهكذا قبلت رايس منصب سكرتير الدولة (وزيرة الخارجية) في الولاية الثانية، بعدما كانت مستشارة الأمن القومي.

هل الرئيس الـ45 "العلاّك" جاد في نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟ أم أنه كوعد مُعلّق في الهواء، سبقه إليه رؤساء أميركيون سالفون؟
"العلاّك" مفردة شامية سورية، إن كنتم من متابعي مسلسلات "باب الحارة" ولا أعرف مرادفتها باللهجة الفلسطينية، كما لا تفيها معناها كلمة "ثرثار" الفصيحة، وربما يفيها حقها جملة طويلة تقول: "لسانه جيّد الدوران في فمه"!

ممّا "علك" به لسان "الطبل الأجوف" أنه من خبرته في الأعمال، يأمل في المساهمة بالوصول إلى حل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الذي وصفه بـ "حرب بلا نهاية" ووصف مساهمته بـ "الصفقة الأعظم" و"الصفقة المستحيلة".. ولخير الإنسانية جمعاء!

كانت البروفيسورة المثقفة رايس سوداء البشرة، وكان كل إنجازها من جولاتها المكوكية أن توصّلت إلى "اتفاقية معابر" تشمل معابر غزة والضفة مع إسرائيل.. كانت مساهمة الرئيس بوش الثاني في ولايته الأولى "خارطة الطريق" و"الحل بدولتين"، أما مساهمته في ولايته الثانية فكانت رعايته لمؤتمر "أنابوليس" ومفاوضات عباس ـ أولمرت المباشرة.

كانت مساهمة الرئيس بيل كلينتون، في مستهل ولايته الأولى، رعاية حفلة حديقة البيت الأبيض، في توقيع اتفاقية أوسلو.

كانت مساهمته في ختام ولايته الثانية مؤتمر كامب ديفيد 2000، وفيه قال عرفات: "لا" لخطة ايهود باراك بلسان بيل كلينتون، لكنه قال "نعم" لأفكار كلينتون في نهاية أيام ولايته.

هل سيمضي الرئيس الـ44 الأسود قُدُماً في إكساء بعض "لحم" على "هيكل" أفكار كلينتون، في مرحلة الانتقال من رئيس مثقف إلى رئيس أجوف؟
في الولاية الأولى لأوباما ألقى خطاب استانبول في علاقة أميركا بالإسلام والدول الإسلامية وخطاب جامعة القاهرة عن "علاقة أميركا بالديمقراطية العربية"، وفي إضاءة "الحل بدولتين".

إن نقل ترامب السفارة إلى تل أبيب، فلن تعود أميركا وسيطاً نزيهاً، أو غير نزيه في مسألة "الحل بدولتين" ناهيك عن علاقتها بدول العالمين العربي والإسلامي، ومعظم دول العالم، أيضاً.. والقرارات الدولية، أيضاً.

يقول ترامب إن "الصفقة الأعظم" و"المستحيلة" في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ستكون "لصالح البشرية جمعاء"!

هل ستعطي أميركا الترامبية لإسرائيل "سفارة" في القدس الغربية؛ وتعطي الفلسطينيين "دولة" في الضفة الغربية؟

يُثرثر العلاّك الفصيح نتنياهو في الموضوع الفلسطيني بعبارة "إن أعطوا أخذوا، وإن لم يعطوا لن يأخذوا".

الفلسطينيون أعطوا في أوسلو الاعتراف بإسرائيل دولة، وأعطتهم الاعتراف بالمنظمة ممثلاً سياسياً.

الآن يهددون إن لم تعترف إسرائيل بفلسطين دولة، فقد ينسحبوا من الاعتراف بإسرائيل دولة، سواء أكانت "يهودية" أم "إسرائيلية".
سنرى في ختام المؤتمر السابع للحركة إن كان التهديد الفلسطيني جبلاً أم ظل جبل، وهل سترد إسرائيل على الانسحاب الفلسطيني من أوسلو بالانسحاب من اعترافها بالمنظمة سياسياً.

ثمة شيء مشترك في فوز "حماس" الصاعق بالانتخابات الفلسطينية 2006 و"زلزال" فوز ترامب في انتخاب 2016. ما هو؟
فازت "حماس" باكتساح مقاعد المجلس التشريعي الثاني، لأن نظام الانتخابات في الدوائر حسم نتيجة نظام الانتخابات القائمة النسبية، رغم أن عديد أصوات "فتح" في "النسبية" كان أكبر من عديد أصوات "حماس" في "الدوائر".

فاز المرشح الجمهوري بأصوات "المجمّع الانتخابي" للولايات وفازت مرشحة الحزب الديمقراطي بغالبية أصوات الناخبين، بمعنى: كانت نكسة "فتح" في انتخابات العام 2006 نتيجة انتخابات ديمقراطية ونزيهة، ولكن وفق نظام القائمتين. كما كانت نكسة الحزب الديمقراطي الأميركي في العام 2016 نتيجة انتخابات ديمقراطية ونزيهة وفق معادلة أصوات الناخبين وأصوات المجمع الانتخابي (وفيه يأخذ الفائز كل الصندوق).

احتجاجات الشارع الأميركي لن تؤدي، في المستقبل المنظور، إلى اعتماد نظام "صوت واحد للناخب الواحد" الديمقراطي الأوروبي، وبموجبه فاز مانديلا على دوكليرك، لكن تعديل نظام الانتخابات الفلسطينية ممكن بـ"جرّة قلم" أو بـ"التوافق".

حسب استطلاع "واشنطن بوست" فإن 74% من الأميركيين يرون في فوز "العلاّك" شرعياً، لكن 99% من أنصار الجمهوريين يرونه كذلك، مقابل 58% من أنصار الديمقراطيين. فلسطين منقسمة سياسياً، وأميركا حزبياً.

منذ كانت الولايات المتحدة تشمل 13 ولاية، إلى أن صارت 50 ولاية، يبقى "المجمع الانتخابي" هو من يحسم النتيجة، لا أصوات الناخبين في الولايات الخمسين (هيلاري أحرزت 200 ألف صوت زيادة عمّا أحرزه ترامب فيها).

أعطيت الانتخابات 2006 الفلسطينية تفسيرات كثيرة، ولمفاجأة انتخابات 2016 الأميركية يترى الوافر من التفسيرات، ولعلّ أبسطها أن الأميركي العادي يفضّل شراء سيارة جديدة، إن احتاجت سيارته القديمة إلى أربعة إطارات جديدة.

على الأغلب كان الحزب الجمهوري سيفشل في سباق الرئاسة لو انتخب جيب بوش مرشحاً للحزب، بعدما انتخب شقيقه ووالدهما، وربما فشلت هيلاري، كوريثة لأوباما، ليس لأنها أول امرأة بعد أول أميركي أسود، لكن لأنها استمرار لولايتي كلينتون.

تبدو "الصفقة الأعظم" و"الصفقة المستحيلة" أصعب من معادلة "الحل بدولتين" لأن إسرائيل ستقبل نقل السفارة الأميركية للقدس، لكنها سترفض الاعتراف الأميركي بفلسطين دولة، ولأن الفلسطينيين سيرفضون نقل السفارة، ويقبلون الاعتراف بهم دولة مستقلة.

عادت رايس أستاذة في الجامعات، وقد يعود أوباما محاضراً جامعياً، أو يتابع مهمّة الرئيس جيمي كارتر، وسيعود ترامب إلى شركاته بعد ولاية أولى، لأن معادلة "الصفقة المستحيلة" ستكون كاستحالة قبول إسرائيل معادلة "الحل بدولتين".

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصفقة المستحيلة في ولاية العلاّك الصفقة المستحيلة في ولاية العلاّك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab