down town

DOWN TOWN

DOWN TOWN

 العرب اليوم -

down town

بقلم _ حسن البطل

في شارع قصير، بين شارعي السهل والبلدية القديم (أو الحسبة القديمة) في رام الله ـ التحتا، قد تجد ما لا يوجد نظيره في «مدينة تنمو على عجل». هي، على ألسنة الناس، رام الله ـ التحتا، وهي، على خارطة تسميات البلدية، رام الله القديمة، وللسيّاح هي DOWNTOWN .

الشارع القصير الرابط بين شارعين أطول هو شارع «دير الروم». فيه دكانة Dana Store، ولعلّها فريدة الدكاكين والمحلّات في مدينة رام الله، المفتوحة ليلاً ـ نهاراً، طوال أيام الأسبوع وفصول العام. زهاء نصف بضاعتها على الرصيف. يُديرها صاحبها حيناً، وتُديرها زوجته أو أُمُّه حيناً آخر.

في مقابل تلك الدكانة الفريدة، هناك ثلاث دكاكين متجاورة للسيد «أبو حبيب» وعائلته. إن احتجت إلى شيء مفقود في محلات المدينة ومتاجرها الكبيرة، ستجد ضالّتك فيها، حتى منها التي لم تكن تتوفّر في دكانة كراكيش «أبو خالد» في شارع ركب ـ الشارع الرئيسي، مثل أحجار القدّاحة، المفقودة في محلات «كل شيء بشيكل» والأصح: أي شيء بشيكل، لكن قلّما تجد فيها شيئاً بشيكل.

على زاوية تقاطع شارع دير الروم مع شارع السهل الطويل، يتموضع واحد من أقدم مقاهي المدينة بعد مقهى ركب. الأوّل في مكانه منذ العام 1945، والثاني منذ العام 1942. سعر فنجان القهوة 3 شواكل في الأول و8 شواكل في الثاني.

تحلو ليالي السمر والسهر الطويل في ليالي الصيف على رصيف مقهى الانشراح العريض، التي تطول صيفاً حتى الساعة الرابعة صباحاً، لتفتح أبوابها في الثانية من صباح اليوم التالي.

شارع البلدية القديم هو بعامة، في نصفه الأول، شارع محلات الخضار، أو «الحسبة القديمة». أما في نصفه الثاني فهو لدكاكين ومحلات، أبرزها الفرع الأول من «أفران خلف»، وعلى زاوية قريبة هناك حانة ومطعم الزيتونة، الوحيدة في المدينة التي تذكرك بحانات دمشق العتيقة، أو ما يسمّى في قبرص “Tavern”. بعد زاوية «الزيتونة» وتقاطعها، تختفي الدكاكين، وتبرز الأبنية السكنية لتلتقي مع شارع يافا الشهير.

كانوا يقولون في لبنان مباهاة هي «هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان». ربما يجوز القول: «هنيئاً لمن له بيت أو شقّة في رام الله، وبالذات في رام الله ـ التحتا، حيث تجد فيها معظم ضالّتك اليومية وما يحتاجه بيتك، أو أين تصرف نهاراتك ولياليك، خاصة في فصل الصيف.

يمكن أن يختصر شارع السهل رام الله ـ التحتا، أو يختصرها شارع البلدية القديم.. وهذا وذاك مقسوم إلى نصفين: الأول تجاري قديم، والثاني سكني حديث. منذ بعض الوقت التقطت بكاميرا الهاتف النقّال صوراً لتجاور مدهش بين القديم والجديد، وأنشرها «قصة مصوّرة» تلقى استحساناً يفوق ما يلقاه عمودي هذا.
لا يوجد شارع آخر في المدينة مثل شارع السهل، تتجاور فيه أربعة مطاعم للفول والحمّص، كما تتعدّد مطاعم الشواء التي تحتل جانباً طويلاً من جوانب الشارع، المليء بالكراسي والطاولات على الرصيف صيفاً، وداخل المحلّات شتاءً.

يمكن لتجاور القديم والجديد في رام الله التحتا أن يُغري عين الكاميرا، لكن إلى ذلك ثمّة تجاوز ناشز للعين بين الأسماء العربية والأعجمية للمحلات، حيث تكتفي بعض المحلّات بكتابة اسمها بحروف لاتينية، كما هو الحال في بقية المدينة الحديثة. مثلاً لافتة لمحل فاخر في رام الله ـ التحتا تقول بالفرنسية Toi et moi وكان يمكن تسميتها بالعربية: «لَكَ وَلِي» ولو بخط صغير مثلاً.

هناك في رام الله ـ التحتا شوارع فيها حياة اقتصادية نشيطة، مثل شارع السهل، وشارع البلدية القديم، وهناك شوارع عرضانية بينهما تبدو ميّتة، ومعظم دكاكينها مغلقة.

إلى ذلك، ثمّة ما يُفرح العين، حيث صارت المطاعم والمقاهي تُرصِّع أرصفتها بقوّارات من النباتات المزهرة أو غير المزهرة على مدار الفصول، لكن شوارعها تعاني كبقية شوارع المدينة من فوضى اصطفاف السيارات على جانبي الشارع، أو حركة السير الكثيفة، وأيضاً من وضع زجاجات الماء والمشاريب تحت أشعّة الشمس على الأرصفة، رغم تحذيرات وزارة الصحة من ذلك.

***
رام الله القديمة والجديدة، وكذا محافظة رام الله مدينة جاذبة للناس في هذه الضفة وخارجها، لكنها، أيضاً، طاردة حيث عدد المهاجرين منها إلى الولايات المتحدة بالذات أكبر من بقية المحافظات الفلسطينية. حركة العمران والبناء فيها نشيطة جداً، وكذلك حركة الاستيطان والتوسع نشيطة، أيضاً.

كانت بيروت مركز حياة (م.ت.ف) وفصائلها والشعب الفلسطيني في المنفى، ثم صارت تونس .. والآن صارت رام الله مركز حياة السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

down town down town



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab