لا حماية  ولا محكمة

لا حماية .. ولا محكمة ؟

لا حماية .. ولا محكمة ؟

 العرب اليوم -

لا حماية  ولا محكمة

حسن البطل

بصراحة، ثمة مطلبان فلسطينيان يتم الالحاح عليهما مع كل مواجهة/ معركة/ مجزرة.. وحرب، وهما: حماية دولية للشعب (للمدنيين والأطفال) ومحكمة جنائية دولية.
المطلبان محقان قانونياً وإنسانياً، لكنهما ـ لشدة أسفي ـ غير واقعيين. لماذا؟ الأول يجب أن يصدر، أصولاً، بقرار من مجلس الأمن، وقرارات مجلس الأمن في الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي إنشائية وأخلاقية ومعنوية.. أي "بلا أسنان". لماذا؟ هل لأن حق النقض (الفيتو) الأميركي بالمرصاد.. أم لأن فلسطين ليست دولة، علماً أن ملفها هول الأثقل والأقدم في الجمعية العامة ومجلس أمنها؟
للمقارنة، فإن مجلس الأمن اتخذ قرار 242 بعد حرب حزيران 1967، وقراري 383 و389 بعد حرب اكتوبر 1973، بل وبشكل خاص، اتخذ سلسلة قرارات عراقية بين أعوام 1991 ـ 2004 بعضها مسلح بأسنان "الفصل السابع" خلاف قراري 242 383. أيضاً، اتخذ قرارات لبنانية ملزمة بعد حرب تموز 2006، حيث قرّر وضع قوات دولية على "الخط الأزرق".
حتى أن الحوار الدولي ـ الإيراني حول المشروع النووي يتم خارج مجلس الأمن، وعن طريق ما يعرف بـ 5 + 1 (أي الدول دائمية العضوية في مجلس الأمن مضافاً إليها ألمانيا).
كما أن اتفاقية الحد من الأسلحة النووية بين الاتحاد السوفياتي (ثم روسيا) وبين أميركا جرت ثنائياً بين الدولتين.
إسرائيل ترفض ليس فقط قوات حماية دولية بينها وبين الفلسطينيين، بل حتى قوات أطلسية، ولو كان بقيادة أميركية أيضاً، رغم، أن أميركا أوثق حلفاء إسرائيل، وهي معنية بتفوق جيشها، وأيضاً ترفع شعار "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" من أعمال المقاومة الفلسطينية المسلحة.
الحال، أيضاً، أن محاكمة إسرائيل على "جرائم حرب" أمام محكمة الجنايات الدولية تعتبر أمراً معقداً قانونياً، حتى لو وقعت فلسطين اتفاقية الانضمام للمحكمة الجنائية بعد أن صارت دولة غير عضو.
توافق أميركا على "إدانة" استخدام إسرائيل "قوة غير متكافئة" بما يقرب من "جرائم حرب" أحياناً، لكن عندما تشكلت لجنة تحقيق دولية، بعد حادث السيطرة الإسرائيلية بالقوة القاتلة على السفينة "مرمرة" التركية، وكانت برئاسة القاضي غولدستون، وقد كانت المسألة بين دولتين: تركيا وإسرائيل وهما حليفتان لأميركا.
المسألة أن إطلاق المقاومة صواريخ على إسرائيل يعتبر عملاً عدائياً يستهدف مدنيين إسرائيليين دون تمييز، مع أن هذه الصواريخ لا تلحق إصابات قاتلة بالمدنيين.. إلاّ نادراً، وفي الحرب الناشبة الآن قتل مدنيان أو أكثر، مقابل عشرات القتلى من جنود الجيش الإسرائيلي وبالمواجهة القتالية وليس بالقصف.
تدّعي إسرائيل أن الضحايا المدنيين الفلسطينيين يسقطون على هامش صراع عسكري، لكن العمليات الانتحارية غير التمييزية تعتبر في القانون الدولي نوعاً من "جرائم حرب".. ولو اعتبرها الفلسطينيون رداً على أعمال "قتل مستهدف" وتصفية إسرائيلية للنشطاء!
في هذه الحرب بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين نحو نصف ألف، وآلافا من الجرحى، لكن للمرة الأولى يقوم المقاومون بأعمال فدائية، شجاعة وجسورة وناجحة، داخل الخطوط الإسرائيلية بلغت أربعة حتى الآن، وكبّدت قوات النخبة الإسرائيلية (لواء جولاني) خسائر ملحوظة.
مع ذلك، يظل مفهوم "النصر" مراوغاً عسكرياً، وأقلّ مراوغة سياسياً، لأن مطالب المقاومة عادلة ومحقة لوقف إطلاق النار، وهي محددة أيضاً، برفع الحصار عن قطاع غزة، وأن تكون أية اتفاقية جديدة لوقف إطلاق النار ذات شروط سياسية، مع صرف رواتب موظفي حكومة حماس، ووضع قوات السلطة على المعابر بموافقة إسرائيل.
المشكلة أن المبادرة المصرية تقدم ما تراه الأهم على المهم، أي وقف إطلاق النار أولاً، ثم النظر في مطالب المقاومة، التي لا تثق بالتزام إسرائيل بهذه المطالب دون تسويف، بدليل إعادة اعتقال كوادر حماس في الضفة، ومحرري صفقة شاليط (وفاء الأحرار).
تقود أميركا، برئاسة كيري، جهوداً سياسية نشيطة ومحمومة للتوصل إلى صيغة تقبلها المقاومة لوقف إطلاق النار، عن طريق التجسير بين الأفكار المصرية والأفكار التركية والقطرية، أو على مرحلتين "هدنة إنسانية" تليها هدنة عسكرية.. وتليها سياسية.
ملاحظة: كان الإسرائيليون يستخدمون "المستعربين" في تنفيذ عمليات اغتيال أو اعتقال للمتظاهرين الفلسطينيين.. وهذه المرة ارتدى 12 مقاوماً زي الجيش الإسرائيلي كاملاً، عدا السلاح، وخاضوا قتالاً جسوراً شجاعاً وناجحاً خلف خطوط العدو، أسفر عن استشهاد 10 فدائيين، وحوالي سبعة جنود وضباط إسرائيليين.
"ما غزي قوم في أرضهم إلاّ ذلّوا" وقد جارينا الغزو بالغزو.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حماية  ولا محكمة لا حماية  ولا محكمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab