لا حاجة لملاجئ لا حاجة لكمّامات

لا حاجة لملاجئ.. لا حاجة لكمّامات !

لا حاجة لملاجئ.. لا حاجة لكمّامات !

 العرب اليوم -

لا حاجة لملاجئ لا حاجة لكمّامات

حسن البطل

ما كانت حجة المقاتل فهد الغريبة في معارضة اتفاق الخروج الفلسطيني من بيروت 1982؟ لا توجد ذخيرة لدى إسرائيل تكفي لـ "مسح" المدينة عن الخارطة!.. لكن بيروت ليست مدينة فلسطينية كما قال عرفات.
في الأيام الأولى لذلك الاجتياح، سئل أبو جهاد من المقاتلين، فصارحهم بالقول: يا إخوان.. نحن نقاتل لتحسين شروط الخروج.
لا يمكن تسوية مدينة غزة بالأرض، لكن حرباً ضارية جارية تستهدف تحسين شروط حصار إسرائيلي طال (الشروط العشرة للمقاومة لهدنة من عشر سنوات)، ووصل في حسابات إسرائيلية، شرّيرة ولئيمة، بعد عملية "عمود السحاب" إلى حساب الحد الأدنى الضروري للفلسطينيين من السعر الحراري اليومي من الغذاء؟
هذه الحرب تبدو حرب صواريخ من جانبنا، وحرب إغارات جوية من جانب العدو، كما هي حال حرب تموز 2006 وصواريخ حزب الله.. لكن مع فارق هو أنها حرب أنفاق أيضاً، لنقل حرب تراشق بالنيران.. إلى معارك اشتباك مع قوات العدو، بقدر خسائره يفكر بالتراجع.
تدعي إسرائيل أن ثلث ميزانية الحرب لحركة حماس تذهب لتطوير الأنفاق، ويمكن إغلاق القسم الأكبر من أنفاق التهريب، لكن يصعب جداً تدمير شبكة أنفاق حرب صارت مثل "أعصاب" في تكتيك المقاومة الفلسطينية.
لبعض ذوي النوايا الحسنة، أو الساذجة، أن يتساءلوا: لماذا لا توجد ملاجئ في غزة؟ لأنها ستصبح قبوراً جماعية (العامرية في بغداد وقانا في لبنان!)، نظراً لما تملكه إسرائيل من قنابل خارقة للتحصينات، ومن ثم، فهذه حرب تخوضها إسرائيل بلا حاجة لكمامات أو غرف "مأطومة" بالبلاستيك، لأن صواريخ المقاومة ليست مجهزة بأسلحة كيماوية، بينما استخدمت إسرائيل سلاح الفوسفور الأبيض في حربها السابقة.
الفارق الآخر بين حروب إسرائيل ضد "حزب الله"، وحروبها ضد "حماس" أن ليس لهذه الأخيرة "مربّع أمني" مكشوف في ضاحية بيروت العاصمة، وقامت إسرائيل بإزالته عن الوجود.
مع ذلك، يبقى السؤال هو قصور أو عجز المقاومة عن امتلاك دفاع جوي، بسيط وفعّال، يحيّد ما أمكن سيطرة إسرائيلية تامة على الأجواء ربما نظراً لفعالية قنابل التضليل الحرارية التي تلقيها الطائرات، بينما لا توجد لسلاح المدرعات الإسرائيلية حماية من صواريخ مضادة للدروع م/د من طراز "كورنيت"، وهذه تحد من فعالية سلاح الدروع الإسرائيلي، كرأس حربة هجوم بري واسع النطاق.
يعترف الطرف الآخر الإسرائيلي بأن "مفاجآت" هذه الحرب تفوق مفاجآت الحرب السابقة، لجهة تكتيكات القصف بالصواريخ، وبالذات لدور الأنفاق في تكتيكات الاشتباك.
هذا أدى إلى أن معادلة إسرائيلية لـ "صفر قتلى" بين قوات الغزو صارت أمراً غير قابل للتحقق، ومن ثم بدء المفاضلة بين "إعادة احتلال" غزة بثمن باهظ، أو موافقة إسرائيل على تعديل صيغة وقف النار لتأخذ بالحسبان بعض شروط المقاومة.. وهو ما يتضح، شيئاً فشيئاً، في الأيام القريبة من الحرب.
.. وستخرج المقاومة وفي أيديها ما يمكنها من القول إنها لم تنكسر، وإسرائيل لم تنتصر.
لكن السؤال يبقى معلقاً، وهو أن الادعاء الإسرائيلي بمسؤولية "التحريض" الفلسطيني على ثقافة العنف لا يعود إلى جهاز التربية الفلسطيني، بل يعود إلى عنف ممارسات الاحتلال، بدليل أن أشبال "بذور السلام" بعد أوسلو هم الذين قادوا الانتفاضة الثانية، أما الانتفاضة الأولى فقد اندلعت رغم تمتع الاقتصاد الفلسطيني برخاء نسبي، على العكس تماماً من الوضع الاقتصادي والإنساني السيئ في قطاع غزة مثلاً، ورفع الحصار شرط من شروط المقاومة للتهدئة عشر سنوات.
حتى بعد انتهاء الجولة الحالية في غزة دون حسم، فإن أسباب اشتعال الضفة ستبقى كامنة بسبب استشراء الاستيطان، وغياب أفق حل سياسي لهذا الصراع الطويل.

arabstoday

GMT 05:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 04:56 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 04:53 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 04:51 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موسم النزول إلى الوحل

GMT 04:48 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 04:46 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف العالمي لحل الدولتين لإقامة «الفلسطينية»

GMT 04:45 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 04:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شوية كرامة بَسْ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حاجة لملاجئ لا حاجة لكمّامات لا حاجة لملاجئ لا حاجة لكمّامات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab