العمرة والجسر و«وعثاء السفر»

العمرة والجسر.. و«وعثاء السفر» !

العمرة والجسر.. و«وعثاء السفر» !

 العرب اليوم -

العمرة والجسر و«وعثاء السفر»

حسن البطل

غادر بشار رام الله، عصر يوم الاثنين الماضي، في طريقه إلى تونس. الفلسطينيون يسافرون كي يسافروا. الجسر ممر إجباري، ومطار علياء ـ عمّان إجباري. وصل بشار عمّان الثانية صباحاً. السبب: عجقة مسافرين لأداء العمرة.
اعتاد عامر السفر للأردن كل أسبوعين لشؤون عمله كطبيب يومي الجمعة والسبت. استنكف عامر عن السفر مساء الخميس. السبب: عجقة (أزمة) مسافرين لأداء العمرة. بدلاً من العودة يوم الأحد، صار يعود لعيادته في رام الله يوم الاثنين. السبب: الأحد يوم عودة المعتمرين!
لأزمة عبور الجسر مواسم كالأعياد اليهودية، ولها مواسم كالأعياد الإسلامية. أيضاً، وكموسم الحج، وكذا يوم أسبوع سفر المعتمرين، ويوم آخر لعودتهم.
الأسبوع الماضي، تصادفت عطلة المدارس مع موجة سفر المعتمرين لأيّام الاثنين حتى الخميس. في يوم ملأ المعتمرون 85 باصاً لسفر 11 ألف معتمر، وفي يوم آخر عاد مسافرون من استراحة أريحا السادسة مساءً، لأن طاقة استيعاب الجسر كانت قصوى.
في يوم مثل هذه الأيّام، من العام الماضي، عمل الجسر 24 ساعة تمهيداً لعودة المعتمرين، وهذا قد يتكرّر هذا العام.
قبل الزمن الأوسلوي قال درويش: «مطار أثينا يوزّعنا على المطارات» هذه استعارة غير مكنيّة، أما مطار عمّان فيوزعنا على المطارات.. وهذه استعارة مكنيّة. جسر وحيد للعبور للفلسطينيين، وللإسرائيليين جسر آخر هو جسر الشيخ حسين.
أسافر مرّة في العام، وأحرص أن يكون سفري في غير مواسم عجقة (أزمة) الجسر، وفي غير أيّام الأحد والأربعاء، وأضطر للمبيت ليلة في فندق بعمّان قبل السفر للمغادرة، وليلة أخرى قبل السفر للعودة.
لا أحكي عن كلفة السفر، غير التذكرة، أو محطات العبور، لكن أيّام العمرة على مدار العام باستثناء شهر رمضان. في مواسم الحج هناك «كوتا» سعودية للعدد حسب نسبة الحجاج إلى سكان كل دولة، لكن لا يوجد تحديد لعدد المعتمرين.
قديماً، تحدثوا عن «وعثاء السفر» وربما خصُّوا الحج قبل عصر السيارات والقطارات والمطارات. لكن، ديكتاتورية الجسر الوحيد، ومواسم وأيّام عبوره، وديكتاتورية المطار الوحيد تجعل سفر الفلسطينيين مشقة و»وعثاء سفر»، خاصة أيّام الصيف. تقول إحصائية العبور الفلسطينية للعام المنصرم إن زهاء 1.8 مليون تنقّلوا عَبر الجسر الوحيد.
قد نسأل: لماذا وحيد؟ أو لماذا لا يكون للحجيج والمعتمرين جسر آخر، أو لماذا لا تقوم السلطة بضبط أعداد المعتمرين حسب طاقة الجسر، أو لماذا يعود المعتمرون بحقائب عديدة وثقيلة محشوَّة بالهدايا.. وخاصة بالبضائع.
هناك مكاتب حج وعمرة، وهناك تجّار يتعاملون مع هذه المكاتب بتذاكر مجّانية للمعتمرين، على أن يحملوا لهم بضائع معفاة أو بسعر قليل لبيعها في أسواق البلاد، ولا أحكي عن عشرات غالونات مياه زمزم؟
هناك أعداد قليلة ممنوعون من السفر في استراحة أريحا لأسباب قضائية فلسطينية مثلاً، وآخرون ممنوعون من السفر لأسباب أمنية إسرائيلية، وربما من دخول الأردن لأسباب سيادية مثلاً.
هذا جانب صغير، لكن إسرائيل، سيدة الجسر الوحيد، تتعامل مع الأرض الفلسطينية (أ. ب. ج) ومع هوُيّة السلطة وجواز السفر الأردني، والأردني يتعامل لأسبابه الخاصة، مع المسافرين الفلسطينيين حسب لون بطاقات العبور: خضراء، زرقاء، صفراء أو «هُويّة القدس»!
صار عبور الجسر أسهل والتسهيلات أكثر عمّا كانت قبل حقبة السلطة، لكن لأزمات العبور حلولا ممكنة، وخاصة لأزمة عبور وسفر وعودة المعتمرين، وهذه لها حل سلطوي فلسطيني بالتنسيق مع مكاتب الحج والعمرة.

فصل جوّي؟
لو كانت الرحلة من أثينا إلى تل أبيب على طائرة «إل ـ عال» لفهمنا أسباب إجبار راكبين فلسطينيين على النزول من الطائرة.. لكنهما أُجبرا على النزول من طائرة يونانية، انصياعاً لركّاب إسرائيليين.
هل اعتذار الشركة مقبول؟ كلاّ.. كان عليها إنزال الركّاب المعترضين الإسرائيليين، وتسفيرهم عَبر طائرة «إل ـ عال»، علماً أن جوازات الفلسطينيين وإقاماتهم تتيح لهم الهبوط في مطار اللد، وخضعوا مع حقائبهم للتفتيش المشدَّد.

تعقيبات
على عمود الخميس 7 الجاري، المُعنون: «ثلاثة إخوة في أخوية فتح»
Nasri Hajjaj: كان في غير فتح أبو الهمّ وأبو الجماجم وأبو الموت وأبو الهوى!
Majed Kayali: بالمعنى المجازي للأخوية صحيح، إذ لا بدّ أن تعلم أن بلال عافاه الله لم ينتم لفتح فهو من القوميين العرب إلى الجبهة الديمقراطية، ثم كمستقل. تحياتي وشكراً على المادة.
Tawfiq Wasfi: ثمة شقيق رابع هو علي الحسن، من مؤسسي الحركة في الكويت وقادتها.
«الفاضل»
على عمود 3 الجاري، المُعنون «الفاضل»
عبد الله أبو شرارة: نعم الفاضل لقباً للدكتور حيدر عبد الشافي. جمعنا به فندق باريسي لأيّام قليلة. كانت له جاذبية لا تغيب عن الحضور عرباً وأجانب. تشعر بقرب منه، وأسف على نهاية الحديث معه.
هكذا يكون القادة قدوةً وتاريخاً.. هكذا يكون الفاضل الفلسطيني.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمرة والجسر و«وعثاء السفر» العمرة والجسر و«وعثاء السفر»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab