أطلّ رأس أرز البندق كما يطلّ رأس السلحفاة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

أطلّ رأس "أرز البندق" كما يطلّ رأس السلحفاة!

أطلّ رأس "أرز البندق" كما يطلّ رأس السلحفاة!

 العرب اليوم -

أطلّ رأس أرز البندق كما يطلّ رأس السلحفاة

حسن البطل

هكذا أبدأ: ملك ومملكة، او هكذا أبدأ: ملكان على مملكتين. الشجرة على مملكة النبات؛ والإنسان على مملكة الحيوان، او هكذا أبدأ: "سيل من الأشجار في دمي أتيتُ.. أتيتُ". إنها عزف درويش على كمان "لا تذكروا من بعدنا إلاّ الحياة". إنها نوطة درويشية لنشيد "نحن نحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً".

ما الذي يحبّب درويش لشجرة السنديان؟ ربما صلابة ما في جذع خشبها السيللوزي. ما الذي دفعه لرثاء "السروة انكسرت" ربما لعلوها السامق والتفاف أغصانها على بعضها، او لأنها تبدو كمئذنة، او لأن المئذنة - الشجرة ترتدي عباءة، او لأن "الشجر العالي كان نساء / كان لغة". أو لأعشاش الطيور!

بعض الأشجار تعمّر على مدى أجيال من عمر الإنسان. الزيتون المبارك مثلاً أو الأرز الخالد مثلاً. أشجار غيرها تخّلف ذرية لها اذا قطعوا جذعها على مستوى الأرض، لكنني رأيتُ شجرة حرجية عجيبة: الجدة والابنة - الحفيدة. قطعوا جذع الجدة، فنبت لها ابنتان. إحدى الابنتين نبت لها بنت هي حفيدة الجدة.

ملك مملكة الحيوان، وسائر رعيته، ليس اكثر من رأس وذيل طويل. هذا نعرفه جميعاً قبل "داعش" وبعدها سواء كان "الملك" يشبه أفعى واقفة تدب على قدمين، او كان من رعاياها هذه الحية: "اقطع رأسها لا ذنبها".

ملكة مملكة النبات من جملتين: جملة الأغصان، وجملة الجذور، والثانية تشبه الأولى شكلاً، إن كانت جملة الأغصان كشجرة السرو، كانت جملة جذورها رأسية، فإن كانت بلوطة وارفة الفروع والأفنان، كانت جملتها الجذرية ممتدة.

أشجار كثيرة، مثمرة وحرجية، تكسرّت خريف العام الفائت تحت وطأة ثلجة مبكرة وثقيلة. شجرة تين انقسم حتى جذعها قسمين كأنهما ضحية ضربة بلطة من مارد خرافي. أشجار أُخرى أطاح الثلج بتاجها، وغيرها طوّح برأسها كما تجزّ سكاكين "داعش" رقاب ملك المملكة الحيوانية!

شجرة زينة حرجية دخيلة على أشجار البلاد فقدت رأسها بسيف الثلج او وطأته، وراحت فروعها وأغصانها تنمو وتمتد كأنها أذرع الأخطبوط. لكن، قبل ان يحول الحول فإذا الشجرة أطلت برأسها كما تطلّ السلحفاة، ورسمت في إطلالتها شكل الصليب الصغير.

سألت صاحب الحديقة الذي هو صاحب الدار عن اسمها، قال إنها تدعى "أرز البندق". من أين جاءها اسمها الثاني، وهي لا تعقد فروعها لا ثمرة تؤكل ولا ثمرة لا تؤكل؟
أعرف أن الأشجار سبقت الى الحياة كائنات مملكة الحيوان العليا، وانها ستبقى بعد فناء ملك مملكة الحيوان. تتكاثر الأشجار الحرجية لوحدها وتشكل غابات، او تتكاثر الأشجار المثمرة والحرجية بفعل الإنسان .. او تموت بسببه!

الطحالب، ثم السرخسيات، ثم النباتات الحولية او الدائمة .. ثم هذه الأشجار، التي قد يمتهنها الإنسان. كيف؟
ورود صناعية؟ نباتات صناعية؟ لا بأس .. ولكن ليس اشجارا صناعية، ولا بالذات اشجارا يتدخل مقص ومنشار الإنسان لجعلها "ترقص" غير رقصتها وترتدي ثوباً غير ثوبها.

سألت مسؤول متحف محمود درويش: ما الذي صنعتم بهذه الأشجار؟ اتركوها ترقص مع الريح رقصتها .. لا تقلدوا أشجار عمّان!

السبت تبدأ "أول نوّه". هل ستعوّض أمطار الشتاء الغزيزة شحة مواسم شتوية؟ لا أدري .. لكن هذا النبات المسمى "الطيوّن" استغل شحة الأمطار، وسيطر على حافات الطريق. نبات أوراقه دبقة، ربما كانوا يستخدمونه في خلطة الطين لبناء البيوت بديلا من التبن والإسمنت.

صحيح أن الأزهار للربيع، وبعض الأزهار للصيف، لكن هذا الطيوّن له صفوف لا تنتهي من أزهار كأنها أزرار قميص خرافي عيون صفراء زاهية او وقحة تطل من هذا الطيون كأنها عيون أفعى او نمر.

يكفيه قليل من رطوبة "الطّل" الليلي ليأخذ شهيقاً عميقاً، ثم يزفر هذا الشهيق بحساب نهاري.

لا أعرف هل سيجد الحرفيش موطئ قدم له في الربيع بعد ان احتل هذا الطيوّن المكان وتمدّد كما تتمدد "داعش".

arabstoday

GMT 07:01 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مقاهي الأنس

GMT 06:59 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«بلا فلسفة»!

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 06:35 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت

GMT 06:31 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«دويتشلاند» السرية والردع النووي الروسي

GMT 06:29 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الشماتة فى الأوطان

GMT 06:26 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تفقد إفريقيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطلّ رأس أرز البندق كما يطلّ رأس السلحفاة أطلّ رأس أرز البندق كما يطلّ رأس السلحفاة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab