لماذا ايران ليست في وارد الحرب

لماذا ايران ليست في وارد الحرب؟

لماذا ايران ليست في وارد الحرب؟

 العرب اليوم -

لماذا ايران ليست في وارد الحرب

علي الأمين

من حسن حظّ اللبنانيين حتى الآن ان القيادة الايرانية ليست في وارد الدفع نحو حرب مع اسرائيل. فهي لا تريد لحزب الله ان ينجز مهمة انهاء ما هو "أوهن من بيت العنكبوت" في هذه المرحلة التي يجري فيها تأخير هذا "الاستحقاق" الى حين انجاز مهمات متقدمة في اولويات الامن القومي الايراني. فالقيادة الايرانية منهمكة في عملية مفاوضات مع "الشيطان الاكبر" على المستوى النووي، وفي ترتيبات ميدانية معه في الحرب الجارية ضد داعش على مستوى "دولة الخلافة"، وفي ترتيبات سياسية وامنية بما لا يزعج واشنطن على مستوى اليمن و"الخليج الفارسي" عموما، وفي قلب هذا المشهد حماية ما تبقى من النظام ورأسه على المستوى السوري.

العدوان الاسرائيلي، الذي استهدف في القنيطرة السورية كوادر من حزب الله على رأسهم جنرال في الحرس الثوري الايراني، فرض على حزب الله التفكير في كيفية الرد على استهدافه الصريح والمباشر، في لحظة انهماكه بمواجهة الجماعات الارهابية او التكفيرية، وفي الذود عن نظام الاسد. فهو لن ينجر الى مواجهة مفتوحة مع اسرائيل في توقيت اختارته قيادتها وفي لحظة سياسية ملتبسة بين الحاجة الانتخابية لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، والشهية الاسرائيلية لقنص حزب الله وايران في خضم الحوار الاميركي – الايراني نووياً.

الحرب لا تحبذها ايران اليوم مع اسرائيل. هذا ما ذهب اليه معظم المحللين، وهذا ما اوحى به بيان النعي الرسمي الايراني للجنرال محمد علي الله دادي، عندما اشار الى ان مهمة الجنرال كانت استشارية للنظام السوري وتتصل بمواجهة الجماعات الارهابية التي يواجهها النظام. ولم تكن من مهماته، بحسب بيان النعي، التحضير لتحرير الجولان او مواجهة اسرائيل. ربما كان هذا النعي هو الذي دفع القيادة الاسرائيلية، عبر مقربين من مكتب نتنياهو، الى ما يشبه الاعتذار من ايران، بالقول ان الجيش الاسرائيلي لم يكن على علم بوجود جنرال ايراني في الموكب الذي استهدفه.

اذا لم تكن الحرب واردة اليوم بين ايران وحزب الله من جهة واسرائيل من جهة اخرى، فان الرد على العدوان الاسرائيلي، بحسب المحللين وما تسرب من مواقف الطرفين آتٍ، "في الزمان والمكان المناسبين". اما متى وكيف فهذا ما ستكشفه الايام او الاسابيع المقبلة...لكن يبقى ان خيار الحرب ليس ايرانيا ولا حزب الله في وارد الخوض فيه. على ان خيار آخر راح الكثير من القريبين من حزب الله يلوحون به كنموذج قابل للتحقق امتدادا للحدود الجنوبية اللبنانية مع الكيان الاسرائيلي، الا ان هذا الخيار بدا فيه العنصر السوري غائباً تماما. فأيّ متابع للاحداث السورية منذ سنوات لم يلحظ في خضم العناوين المطروحة ما يشير الى وجود تشكيل سوري يعتدّ به يضع اولوية مواجهة اسرائيل. ومن ضمنها القوى التابعة للنظام السوري سواء الرسمية او الميليشيوية. من هنا هل يمكن لمقاومة ان تنجح في خارج بيئتها؟ سيما ان الداعي لمثل هذه المقاومة عاجز عن اقناع هذه البيئة بمشروعية عمله.

واذا كان من دلالة لصمت النظام السوري، الذي لم ينبس ببنت شفة، حتى لادانة العدوان او توجيه برقية عزاء بالشهداء سواء من حزب الله او الجنرال الايراني، فهي ان النظام السوري ليس في وارد الانخراط في معمعة هو يدرك انها ذات بعد وجودي له. فاسرائيل حتى اليوم لم تزل ترى في نظام الاسد، بشروطه القائمة، هو الخيار الافضل... الا في حال اندفاع النظام للرد على العدوان الاسرائيلي، ولو بشكوى الى مجلس الامن او باظهار العداء لاسرائيل عمليا وبوسائل عسكرية. الحكومة اللبنانية ادانت العدوان على القنيطرة والرئيس فؤاد السنيورة عزّى بالشهداء، والرئيس امين الجميل كذلك... اما الرئيس بشار الاسد فلم نسمع منه شيئا حتى الآن ولا من معاونيه ايضاً.

ببساطة هذا النظام لا يغامر في خسارة الرضى الاسرائيلي عن بقائه، والا سيصبح عرضة لضربة اسرائيلية نوعية ستوفر لخصومه في الداخل فرص الانقضاض عليه واسقاطه. ولهذا السبب، ولأن الرئيس بشار الاسد هو ممن يتساقط الشهداء اللبنانيون والعراقيون والايرانيون في سبيل بقائه، ستتقدم لدى ايران وحزب الله اولوية حماية النظام على اي حرب مع اسرائيل قد تهدد بسقوطه.حظّ اللبنانيين ان مقتضيات الامن القومي الايراني لا تتلاءم مع نشوب حرب على الحدود اللبنانية السورية مع اسرائيل.

ليست براعة السلطة السياسية هي ما لجمت ارادة الحرب، ولا التضامن اللبناني العام مع مصاب حزب الله في القنيطرة ايضاً... هي ببساطة حسابات ايرانية لجمت حتى الآن الحرب من جهتنا. لكن ماذا لو كان لرأس محور الممانعة رأي معاكس؟ هل كانت المناشدات اللبنانية وتطييب الخاطر لتنفع كي تمنع وقوع الحرب؟ بالطبع لا. بل كان كل رافض للحرب المعروفة النتائج على البلد "متآمراً مع العدو".

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا ايران ليست في وارد الحرب لماذا ايران ليست في وارد الحرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab