لا الأسد رئيساً ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم

لا الأسد رئيساً.. ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم

لا الأسد رئيساً.. ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم

 العرب اليوم -

لا الأسد رئيساً ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم

علي الأمين

الحشد على ابواب السفارة السورية وعلى الطرق المؤدية إليها ليس امراً عفويا، ولا يمكن النظر اليه الا باعتباره عملاً منظما من قبل جهة قادرة ومحترفة. هذا لأن احدا من اللبنانيين لا يشكّ بأنّ النظام السوري يعجز عن توفير هذه العراضة اللبنانية – السورية، هو الذي يستعين على قضاء حوائجه السورية بأطراف لبنانية وعراقية وايرانية.
هي عراضة لبنانية اكثر منها حشد سوري، منبعا ومصبّا. لكن ليس هذا من صنع حزب البعث السوري في لبنان. وهو ايضاً ليس تعبيرا عن كفاءة سفير النظام السوري في لبنان على جذب هذه الحشود التي كانت تتقاطر الى مركز السفارة السورية في بعبدا يوم الاربعاء.
هي عراضة لبنانية، أشرف عليها حزب الله وادارها وعاونه في تنفيذها بعض قوى 8 آذار... فهذه الحشود جيء بها من مناطق لبنانية عدّة، ونُقِلَت بالباصات إلى السفارة السورية، مسبوقة بتحذير مباشر للمشاركين بأنّهم في حال لم يشاركوا ستُصادر بطاقات هوياتهم التي أُخذت منهم قبل أيّام واستردّوها في السفارة بعد انتخاب بشّار الأسد.
رافق عملية التحضير للعراضة بّ اشاعات خلقت حالة من الخوف لدى العديد من السوريين، بأنّ عدم المشاركة سيجعل من يتخلف عن الركب الانتخابي ملاحق في عمله وفي مكان اقامته او لجوئه.
هذا كان حال الجزء الاكبر من الذين جُلِبوا او قدموا الى المشاركة في العراضة. هذا حصل في منطقة صبرا وعند "محطة الرحاب" بضاحية بيروت الجنوبية وفي امكنة اخرى في الجنوب والبقاع.
التهويل والترهيب والجهاز المنظم نجح في تطويع جزء من السوريين في لبنان، علما أنّه لم ينجح في جلب الاّ نسبة ضئيلة لا تتجاوز 10 في المئة من عديد اللاجئين السوريين في لبنان.
في المقابل حقّق القائمون على هذه العراضة مجموعة مكاسب لا يمكن اغفالها، وهي بالدرجة الاولى والثانية والثالثة لبنانية بحتة: فقد اظهر حزب الله وحلفاؤه في 8 آذار هشاشة "التانيين" في لبنان. سواء كانوا من قوى 14 آذار او من المعارضين السوريين. إذ نجح، وأمام الاجهزة الامنية والقوى السياسية، في تقديم هدية في الشكل الى النظام السوري من دون ظهور اي رد فعل معتبر وملموس، يُشار اليه بالبنان، في لبنان. لا بل زاحم هذا الغياب السياسي والشعبي عن الردّ على المشهد المصطنع انزلاق بعض الفئات الحزبية نحو مسار عنصري يدعو الى طرد السوريين من لبنان.
كما نجح منظمو العراضة في توجيه رسالة ميدانية مفادها التالي: من يستطيع ان يحمي الرئاسة السورية في لبنان، وقادر على صناعة هذا المشهد كرمى للرئيس السوري على اعتاب قصر بعبدا في الحازمية، هو أقدر على حماية الرئيس اللبناني المنتظر، وقصره، اذا اراد. ومن يحمي يستطيع ان يهدّد كذلك، ليس امنياً فحسب بل سياسياً ايضاً.
إلى ذلك أمّنت هذه العراضة توجيه رسالة طازجة، هدفها اعاد توكيد القدرة على التعطيل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني في حال ظلت مساراته المحلية او الخارجية غير متوافقة مع القابض، ليس على الميدان اللبناني فحسب بل، على جزء من سوريا ايضاً.
على أنّ هذه الرسائل من على منصة بعبدا، اتجاه كل طامح للسكن في القصر الرئاسي، هي محاولة لاستثمار الانجازات العسكرية السورية لحزب الله، في لبنان، بعدما اظهرت المواقف الدولية، لا سيما الاميركية، أنّها لا تعير اهتماما لها، وأنّها ليست في وارد التعامل مع الانتخابات السورية بغير اعتبارها مهزلة.
وكما أنّ الرئيس الاميركي باراك اوباما قابل عمليا التقدم المحدود عسكريا للنظام وحلفائه في سورية بتقدّم مواز ومحدود بإعلان دعم المعارضة عسكريا، فإنّه اكد بوضوح لا لبس فيه على سياسته في عدم التدخل بعمل عسكري مباشر ضمن ما سمّاه "الحرب الاهلية في سورية". ما يعني أنّ واشنطن افرغت الانجاز العسكري للنظام من اي مضمون سياسي. بل ذهبت بشكل صريح لأول مرة امس الى المساواة بين الديكتاتور في سورية وبين الارهاب، بما يسقط أيّ محاولة من النظام السوري للنفاذ دوليا من خرم "الحرب على الارهاب".
من هنا يصير مشهد العراضة في بعبدا ليس أكثر من تثبيت منصّة رسائل على اعتاب القصر، ثم اطلاقها، لمحاولة تجيير المكاسب العسكرية التي حقّقها حزب الله في سورية داخل ميزان الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
لكن في المحصّلة، وخلافا لقول البعض إنّ حزب الله يشارك في انتخاب الرئيس السوري، فالحقيقة المرّة أنّ حزب الله عاجز عن انتخاب الأسد أو تعويمه، كما هو عاجز عن الانفراد بانتخاب شبيهه في لبنان. وبالتالي فإنّ المشهد الذي صنعه حزب الله في بعبدا هو مشهد كاريكاتوري، فلا الأسد رئيس ممكن بعد الآن، ولا بعبدا يمكن دخولها بجحافل سورية بعد اليوم.

 

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا الأسد رئيساً ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم لا الأسد رئيساً ولا بعبدا يمكن اجتياحها بعد اليوم



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab