في زمن التفاهمات عون يعود إلى حجمه

في زمن التفاهمات.. عون يعود إلى حجمه

في زمن التفاهمات.. عون يعود إلى حجمه

 العرب اليوم -

في زمن التفاهمات عون يعود إلى حجمه

علي الأمين

لا يبدو ان حزب الله مهتم بحوار وطني واسع من اجل انضاج عملية انتخاب رئيس للجمهورية. بل هو يميل ويسعى الى تفاهمات ثنائية وخارج المؤسسات الدستورية حفاظاً على خصوصيته، وتثبيتاً لمرجعية تسعى لتلعب دورا كان للوصاية السورية. كما لا يبدو ان الرئيس سعد الحريري مستاء من الاستجابة للحوار الثنائي مع حزب الله الذي عرضه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه عشية العاشر من محرّم. يوم اعلن صراحة تأييد حزب الله العماد ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية؟ ذلك بعد اسابيع من دعوة الحريري إلى مشاورات وطنية واسعة لانتخاب رئيس توافقي.

استدعاء السيد نصرالله تيار المستقبل الى الحوار انطلق من حاجة حزب الله الى استكمال خطوات تقارب بدأت مع تكليف الرئيس تمام سلام رئاسة الحكومة، واستكملت بعد تشكيل حكومة بلا ثلث معطل ولا ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. شروط كانت من مقدساته خلال السنوات الاخيرة. لا بل كان وصل حزب الله الى تشكيل الحكومة كلّها، مع الرئيس نجيب ميقاتي في 2011، شرط استبعاد تيار المستقبل والحريري.

ليس خفيّاً انّها كانت مرّة تجربة حكم حزب الله في حكومة لا "مستقبل" فيها. وقد لمس الحزب انّ تفاقم الازمة السنيّة الشيعية، مع انخراطه في الحرب السورية، لا يحتمل الذهاب بعيدا في خصومة اطياف الشارع السني بلبنان. خصوصا بعدما ظهرت عليه مجموعات جهادية ارهابية مستعدة للانتحار في مواجهته. حينها راح يترحّم على خصومة تيار المستقبل الذي لم ينخرط في لعبة السلاح، ولا استهوته ادبيات التكفير والعنف المسلّح.

لو لم يكن هناك تيار المستقبل في الساحة اللبنانية، لعمل حزب الله ليل نهار من اجل ايجاده. فالاولويات تبدّلت لديه حاليا، وما كان غير آبه به في زمن الممانعة بات يشكّل خطرا وجوديا عليه مع تداعي هذا المحور وتبدّل الازمان بعد انفجار الثورة السورية. فالمشهد السني – الشيعي يتضخّم، ويعلم حزب الله انّه لايمكنه ادارة ظهره لخطر الشرخ مع السنّة، بعدما فشل في ابتداع قوى داخل الطائفة السنية "معتبرة: ومؤيّدة له. وبات مضطراً الى اعادة فتح باب التواصل مع تيار المستقبل.

إذ كلّما زاد الشرخ بين حزب الله وتيار المستقبل كان العماد ميشال عون يستفيد. هكذا جنى في حكومة ميقاتي 11 وزيرا. وتدلّل على حزب الله، فقدّم نفسه رأس حربة ضدّ "المستقبل". وكبر حجم الجنرال من دون ان يكبر دور المسيحيين. وبدت قوّته متأتية من التحالف حزب الله، وليس نتيجة حيوية سياسية ومجتمعية مسيحية. فاستفاد من زخم الممانعة، وعندما تراجع هذا الزخم تراجع دور الجنرال، وهو الى تراجع أكبر مع استحالة استعادة هذا المحور زخمه القديم. ويدرك الجنرال انّ حاجة حزب الله الى ترميم العلاقة مع تيار المستقبل بدأت تؤثّر فيما يفترضه من تداعيات الوفاء والاحترام الكبيرين الذي يكنّهما له السيّد نصرالله، خصوصاً لدعمه في رئاسة الجمهورية.

ولعلّ مقدمات هذا الاهتزاز بدأت من عدم مراعاة حزب الله موقف الجنرال عون من التمديد لمجلس النواب، باكتفاء الحزب بتأييده في الرئاسة من دون جهد يذكر لتثمير التأييد. وحتّى عندما انخرط عون في حوار مع المستقبل، اصرّ في احدى اطلالاته المتلفزة على ان يكون حزب الله طرفا في حوار ثلاثي يؤسّس لمرحلة لبنانية جديدة. بينما لا يبادله نصرالله هذا الاهتمام، بأن يقترح مشاركته في الحوار المزمع مع الحريري.

بالتأكيد حزب الله يتمسّك بتأييد عون للرئاسة، نظرياً، لكنّه تأييد يبقى رهن نضوج الظروف الاقليمية التي ستُتَرجم توازنات اقليمية ومحلية في اختيار شخص الرئيس. وحزب الله لن يكون خارجها، ولا صاحب قرارها الحاسم. تحولات فرضت اولويات جديدة في الصراع الداخلي، أقله بتخفيف حدّة المواجهات، ومحاولة تطوير التفاهم الحكومي الى انتخاب رئيس توافقي. وهو مسعىً بات واضحا نضوجه روسياً وفرنسياً على الاقلّ. وان كان هذان البلدان ليسا مقرّرين رئيسيين في هذا الاستحقاق. لكن الفرنسيين نقلوا عن الايرانيين رغبة في انتخاب رئيس. وثمّة اشارت سعودية حملها الموفد الروسي الى لبنان اخيرا تؤكد وجود ارضية اقليمية تتشكّل على قاعدة التوافق حول انتخاب رئيس.

إذاً فالبعد الاقليمي يتغير باتجاه التهدئة واستيعاب التوازن الناشىء بين القوى الاقليمية الفاعلة داخل لبنان. هو مشهد توازن جعل حزب الله يفتح باب الحوار على المستقبل، وهو نفسه جعل عون ينتقل من موقع حليف حزب الله الى التابع له، بوضوح هذه المرّة. لكنّه بالطبع، المدلّل... بين الاتباع.

 

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في زمن التفاهمات عون يعود إلى حجمه في زمن التفاهمات عون يعود إلى حجمه



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab