حوار المستقبل  حزب الله لا تنتظروا الكثير

حوار المستقبل - حزب الله: لا تنتظروا الكثير

حوار المستقبل - حزب الله: لا تنتظروا الكثير

 العرب اليوم -

حوار المستقبل  حزب الله لا تنتظروا الكثير

علي الأمين

اثنى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه عشية الاربعاء (ليلة العاشر من محرم) على دور تيار المستقبل في المواجهة التي خاضها ويخوضها الجيش اللبناني في البيئة السنيّة ضد المجموعات المسلحة ولاسيما في طرابلس ومحيطها. هذا الثناء ارفقه باستعداد حزبه لفتح حوار مع تيار المستقبل، علما ان رئيس التيار سعد الحريري، وهو يمدّ يده للحوار في اكثر من مناسبة، شدد على الانخراط في اوسع حملة تشاور على المستوى الوطني لملء الفراغ الرئاسي.

مع الاستعداد الذي ابداه نصرالله لا يبدو ان الرئيس الحريري الا في موقع المرحب بما يعتبره استجابة من حزب الله لما دعا اليه، علماً ان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اعتبر كلام نصرالله "غير كاف وقيد الدرس". فهل بدأ الحوار؟ وما هي العناوين التي يمكن ان يبحثها الطرفان؟

في مقاربة ملف الرئاسة الاولى حزب الله اعتبر مسبقاً ان هذا الاستحقاق خارج الحوار، حين اكد نصر الله ان الطرف المعني والذي يقرر فيه بالنسبة لحزب الله هو العماد ميشال عون. اما تيار المستقبل، وان كان يرفض ان يكون هذا الاستحقاق بنداً من بنود الحوار الثنائي مع حزب الله، الا انه يرفض بالمقابل ان يكون بحثه حكراً على العماد عون، بل لا يزال يشدد على ضرورة التوافق المسيحي حول الرئيس، مع "تشاور وطني واسع حول الرئاسة".

بداية يدرك حزب الله والمستقبل، ان هناك حوارا ناجحا ويسير بقوة المصالح وتقاسم النفوذ داخل الحكومة، يلبي مصالح الطرفين في المؤسسات. اذ يكفي استحضار مرسوم تعيين اساتذة الجامعة اللبنانية لنلاحظ ان لعبة المحاصصة كانت في اقصاها، فبعدما بدأت بوسطة مشروع المرسوم بنحو 400 مرشح مكتمل الشروط للتثبيت في ملاك اساتذة الجامعة، خرج المرسوم من مجلس الوزراء بعد اشهر بنحو 1400. والمثير في هذا المرسوم المثقل بالشوائب ان احداً من القوى المتصارعة لم يعترض على مضمونه ولا بكلمة او تساؤل، وهذا في بلد مثل لبنان لا يعني قانونية الملف، بل ببساطة وراحة ضمير نقول انه تمّ ارضاء القوى السياسية على حساب القانون. مثل هذا الحوار مستمر ومنتج لأصحابه ما دام يلبي منطق المحاصصة سواء باسم "المقاومة" ام باسم "مشروع الدولة" ام باسم تسيير اعمال الحكومة لا فرق. لكن في ما يتصل بالجمهورية وبرأس الدولة وبتسيير عمل المؤسسات الدستورية، فسمة التعطيل هي الحاكمة ولا راد لحكمها بعد.

لكن السيد نصرالله استبق استعداد حزبه للحوار بهجوم غير مسبوق على السعودية والمدرسة الوهابية، ثم الحق الدعوة بتأكيد انتصار حزبه مع نظام الاسد في القلمون واعلانه الاستمرار في حربه السورية. وطمأن الجميع انه ليس في وارد الانسحاب قبل الانتهاء من الحرب على التكفيريين في العالم العربي والاسلامي.

من هنا يعتبر قريبون من تيار المستقبل ان الهجوم على السعودية والاشادة بالمستقبل لا يساعدان على تأمين شروط نجاح الحوار. ويتساءل القريبون هل ان قيام سعد الحريري بمهاجمة خامنئي مع اشادته بنصرالله كان ليساعد على نجاح الحوار؟ لا بل يرى نائب في تيار المستقبل ان اشادة نصرالله بالمستقبل كما وردت، بين هجوم على السعودية واصرار على عدم بحث خروج حزب الله من سورية، ما هي الا محاولة لزيادة النفور في البيئة السنية من خطاب الحريري الاعتدالي.

ما يمكن استخلاصه من اوساط متابعة لهذه العلاقة بين الطرفين ان شروط الحوار حول الملفات الرئيسة لم تزل رهن الحسابات الاقليمية، ومنها الرئاسة الاولى، وما يطمح اليه حزب الله هو حماية الحوار الحكومي والتطلع الى طيّ السجال حول ملف وجود حزب الله في سورية، اقله، وتوفير غطاء رسمي لهذا القتال في الحدّ الأقصى. فيما الحريري، الذي ما عاد يكرر لازمة انسحاب حزب الله، يطمح الى استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب في لبنان بمشاركة حزب الله تمهد لعودته الى لبنان، وتواكب انتخاب رئيس للجمهورية يشكل ضمانة لها.

بين هذين الطموحين تبقى العلاقة الايرانية – السعودية عائقا يحول دون الوصول الى نتائج ايجابية. علاقة يقول العارفون انها في اكثر مراحلها سوءا ولا مؤشرات على تطورات ايجابية تحملها، خصوصًا ان هناك من بدأ يتحدث في داخل السعودية عن نشاط امني ايراني وصل الى ارض المملكة، ويتحدث عن اصابع ايرانية في التفجير الذي استهدف مواطنين شيعة خلال احيائهم ذكرى عاشوراء قبل ايام. والغاية، بحسب هؤلاء، اثارة النعرات الطائفية في المملكة بين السنّة والشيعة. والى هذه الاتهامات غير الموثقة، يمكن ملاحظة ان القيادة الايرانية تتهم القيادة السعودية بأنها هي من يقف وراء خفض اسعار النفط لخفض ارباحها. المؤشرات الايجابية التي التقطها بعض اللبنانيين وبدأوا بالبناء عليها على مستوى الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، لا يبدو انها تحمل ما يتجاوز الحفاظ على التنسيق لحماية شبكة المصالح الحزبية في الوزارات والمجالس وفي المشاريع وعدم القطيعة، اما في ما يتجاوز هذا المستوى، فلا مؤشرات تدل على ان مقتضيات الأمن القومي الايراني باتت تتطلب حصر مهام حزب الله في بقعة جغرافية اسمها لبنان.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار المستقبل  حزب الله لا تنتظروا الكثير حوار المستقبل  حزب الله لا تنتظروا الكثير



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab