لماذا الشغور الرئاسيباقٍ

لماذا الشغور الرئاسي...باقٍ؟

لماذا الشغور الرئاسي...باقٍ؟

 العرب اليوم -

لماذا الشغور الرئاسيباقٍ

علي الأمين

لم يقل الرئيس الاميركي باراك اوباما جديدا في ملف الرئاسة اللبنانية. فالدعوة التي وجهها الى اللبنانيين عبر وفد بطاركة الشرق ليست سوى تكرار لموقف الادارة الاميركية التقليدي من اي استحقاق انتخابي، اي الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية. وتشير اوساط، متابعة من واشنطن لما احاط بلقاءات البطاركة في البيت الابيض، الى ان قضية حماية المسيحيين في الشرق، ضمن كتاب السياسة الاميركية، ليست منفصلة عن الائتلاف الدولي الذي اطلقته الادارة الاميركية من جدة في السعودية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش.

لفتت هذه الاوساط الى ان الرئيس الاميركي لم يبد اهتماما لما حاول بعض اعضاء الوفد تأكيده، بخصوص دور النظام السوري في حماية المسيحين. وشددت هذه الاوساط على ان الاستراتيجية الاميركية باتت واضحة وجلية في سورية. فقد قالها اوباما بوضوح وكررها في اللقاء، بأن ثمة اكثرية سنيّة في سورية يجب ان تكون مشاركة في الحكم، وان نظام الاسد لم يعد قادرا على اقناع السوريين بأنه الخيار الممكن لحكم سورية، كل سورية.

لم يقل اوباما اكثر من جملة قصيرة في الشأن الرئاسي اللبناني، وهي كما سبقت الاشارة، تكرار لموقف مبدئي بضرورة ان ينجز اللبنانيون استحقاق انتخاب رئيسهم. كما ان عدم اهتمام اللبنانيين في انجاز هذا الاستحقاق سريعا لا يبدو مثار قلق اميركي. فجلّ ما تقدمه الادارة الاميركية على هذا الصعيد هو النصيحة لا اكثر ولا أقل. لذا لم يبد بعض المسؤولين في وزارة الخارجية اهتماما حيال بعض المطالبات اللبنانية، والمسيحية بالدرجة الاولى، بضرورة اطلاق تحرك ديبلوماسي اميركي تجاه الاطراف المؤثرة في الاستحقاق، والتي حددها البطريرك بشارة الراعي بدولتي ايران والسعودية.

مصادر لبنانية متابعة في واشنطن خرجت بانطباع غير متفائل حيال انجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب. إذ يبدو ان لبنان بات يرتبط بالملف السوري الذي حسمه ليس مستعجلا، اميركيا في الحدّ الادنى. والاولوية العراقية تستقطب الاهتمام الاميركي والاقليمي من دون اي وعود بالوصول بهذا الملف الى برّ اﻷمان في وقت قريب، خصوصا ان الرئيس الاميركي تحدث عن مدى زمني طويل نسبيا لانهاء الحرب على تنظيم داعش.

وتلفت هذه المصادر، المتابعة لسياسة واشنطن في الشرق الاوسط، الى ان سكّة الاهتمام الاميركي تتجه الى ترميم العلاقة مع المكون السنيّ في المنطقة بالدرجة الاولى. ما يفسر اصرار واشنطن على استبعاد ايران والنظام السوري عن جبهة الحرب الاقليمية على داعش. فإلى الحسابات الاميركية تجاه ايران، برز شرط سعودي لانضواء المملكة في هذه الجبهة الاقليمية والدولية ودعمها، وهو استبعاد ايران عن المشاركة فيها. علما ان -واستنادا الى المصادر نفسها- الثقة لم تزل مهتزة بين الادارة الاميركية والقيادة السعودية. فهناك في مركز القرار السعودي من لا يزال يعد الايام لنهاية عهد الرئيس اوباما، على اعتباره غير واضح ولا حاسم في تحديد العدو من الصديق في الشرق الاوسط. وهذا يتهم ادارة اوباما بالتنسيق السرّي مع ايران في العراق وفي سورية وانه غير جاد في انهاء تنظيم داعش ولا في لجم السياسة الايرانية في المنطقة التي ادت الى تمدد الارهاب بهذا الشكل.

خلاصة ما تقدم ان العلاقة السعودية – الايرانية لم تتقدم الى الامام بل تراجعت رغم الخطر الذي مثله "داعش" على السعودية بسبب التعاطف الشعبي المتنامي في البيئة العربية السنية مع هذه الظاهرة، بعدما اكتسحت في ايام قليلة اكثر من ثلث مساحة العراق، ورغم عجز ايران عن نصرة حلفائها في الحكومة العراقية في وجه خطر داعش، واضطرارها الى الاستعانة عمليا بالتدخل الاميركي في العراق، وتشجيع حلفائها العراقيين على هذا الخيار من خلال رفع الغطاء عن حكومة المالكي.

من هنا فإن الانكفاء الايراني الاجباري في العراق جعل ايران اكثر تصلبا من السابق في حماية اوراق قوتها في بقية الاقليم، كما جعل المملكة العربية السعودية اقلّ استعجالا من السابق للخوض في صفقات اقليمية مع ايران سواء في اليمن او لبنان او سورية، قبل اتضاح صورة الموقف الاميركي، والافق السياسي الذي سترسمه الحرب المقررة على داعش في العراق وسورية خلال المقبل من الايام. لذا يمكن القول إن معركة الرئاسة الاولى في لبنان ليست على سلم الاولويات الاقليمية والدولية. اما زيارة ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديرك بلامبلي الى طهران امس، ولقاؤه مستشار السيد خامنئي علي ولايتي، حاملا اليه الملف الرئاسي اللبناني، فهما خطوة تنطوي على اقرار دولي بدور ايران المحوري في هذا الاستحقاق، من دون ان تخلص اللقاءات التي يعقدها بلامبلي في طهران الى خطة عملية لاجراء الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب.

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الشغور الرئاسيباقٍ لماذا الشغور الرئاسيباقٍ



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:56 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024
 العرب اليوم - نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab