نوح والطوفان كن مع السيد وافعل ما شئت

نوح والطوفان: كن مع "السيد" وافعل ما شئت

نوح والطوفان: كن مع "السيد" وافعل ما شئت

 العرب اليوم -

نوح والطوفان كن مع السيد وافعل ما شئت

على الأمين

خلاصة الموقف في سورية أنّ الحرب مستمرة، وليس من افق لتسوية في المدى القريب، وأنّ الانتصار، ان كان سيتحقق في الميدان مع الوقت، فهو لن يكون لصالح بقاء النظام السوري ولا استمرار حكم الرئيس بشار الأسد. لكن في المقابل ثمة مزيد من الحصانة تتوفر لدور النظام في تدمير الدولة السورية.

فالموقف الدولي من سورية، ولاسيما الاميركي والروسي والاوروبي، ومعهم ايران، قاعدته لا تقوم على فكرة اسقاط النظام السوري بل تتركز على محاربة الارهاب. اكثر من موقف اوروبي واميركي سياسي وعسكري يشدد على اولوية قتال "داعش" وتحييد النظام. ومعيار المعارضة المقبولة "من تصوب سلاحها ضد الارهاب وبعد القضاء على هذا الارهاب، يمكن البحث في مستقبل النظام السوري". ولأي مراقب ان يستخلص من ذلك أنّ الأزمة السورية لا يزال امامها الكثير من الوقت قبل ان تنتهي.

من هنا يدرك حزب الله اللبناني انه بات تحت مظلة دولية تتحكم بخيارات الأزمة السورية، بل هو اسير المعادلة الدولية التي لم تقرر بعد وقف الحرب ولا معالجة الأزمة. هو اسيرها الذي يهرب في مواجهة الأزمة الى الأمام بلا افق... بل يلاصق جدرانا تدميه. ومهما رفع من شعارات حماية المقامات المقدسة، وشق الطريق نحو القدس،

وحماية الشيعة والأقليات وصولا الى حماية لبنان، وحماية المقاومة، وغيرها، فهو محكوم بالاستنزاف الذي فاقم من أزماته واستهلك رصيده النضالي، وحوّله الى ميليشيا في حرب اهلية خارج ارضه، ان لم نقل قوة محتلة، وأداة قمع بيد الأسد.

لم يعد الانسحاب من سورية ممكناً لحزب الله ولا استمراره فيها مجدياً. هذا أسوء ما يمكن ان يصل اليه، صار مثل "بالع الموس" كما يقول المثل الشعبي. إذ يكفي الا يسمع حزب الله ومناصروه اعتراضات اميركية او اوروبية او حتى اسرائيلية على قتاله في سورية ليطرحوا تساؤلا: لماذا؟
ويكفي الا تحاك المؤامرات من أجل دفعه إلى الانسحاب من سورية ليقولوا: ماذا يجري؟
ويكفي تدمير سورية المستمر ليقال: ماذا حقق تدخلنا لهذا البلد الجار ولأهله وماذا كسبنا؟

ويكفي ايضاً ان تتراجع مطالبات خصومه من اللبنانيين بانسحابه من سورية ليثير فيهم شكوكاً.. هي اسئلة تجاوزها الزمن وتنّم، في عقول من ينتظرون على ضفة النهر بصمت واسترخاء، عن بساطة وغباء من يظن ان حزب الله قادر على التحكم بخياراته، أو أنه هو من يحدد بوصلة خياراته.

"لم تعد الدولة السورية موجودة"، هكذا قالت اسرائيل أخيرا. ولن يستطيع حزب الله الاستمرار في التحكم بأجزاء منها. فالوقائع تشير الى مزيد من غرقه في رمالها المتحركة. الوهن اصاب بنيانه كما كل من يستمر في القتال خارج حدوده لسنوات وظاهرة نوح زعيتر، وصوره التي انتشرت الى جانب عناصر حزب الله ومسؤوليه قبل يومين، ما هي إلا دلالة جديدة على هذا الوهن، وهي صورة عن طبيعة التحولات التي طالت بنيته وجعلتها تغرق في ثقافة الميليشيا وسلوكها.

فإذا كانت العصبية المذهبية تعبيرا عن فقدان جوهرة المقاومة بريقها، تلك التي كانت وسيلة حماية وحصانة في قتاله الملتبس، فقظ صار شعار "لن تُسبى زينب مرتين" اقوى من سواه. وإن كان يرفعه شعارا في كل القرى والبلدات الشيعية، فإن ذلك لم يعد كافياً. فقد بات حزب الله يدرك ان النزف الحاصل يحتاج الى تقديم مزيد من المبررات والذرائع، بل يحتاج الى انتصار لم يعد احتلال الزبداني يكفيه. ويحتاج الى إنهاء مسيرته السورية... لكنه لم يعد قادرا على الوعد سوى بأن أهل الجنة مشتاقون للمقاتلين، وفي ذلك لن يستطيع مجاراة تنظيم داعش وامثاله.

هذه الحرب التي يخوضها حزب الله لا تختلف عن بقية الحروب الأهلية. فهو سعى الى استقطاب المقاتلين بعنوان مذهبي حينا، وبعنوان مصلحي حينا آخر، فوجد نفسه امام وقائع مافياوية تخترقه او تتسلق عليه وتتقاطع معه. خصوصا في منطقة تعاني من الحرمان والاستضعاف ومن غياب الدولة امنياً وانمائياً مثل البقاع. هذا رغم الانتصارات الالهية التي حققتها ورغم ما دفعته من اثمان بشرية طيلة ثلاثة عقود. فهي مرغمة على الاحتفاء بانتصاراتها الالهية... وفوق حرمانها وبؤسها جاءت الحرب في سورية لتزيدها اختناقا. وسط وقائع من هذا القبيل، في البقاع تحديدا، ينمو الفساد، ليصبح نوح زعيتر نموذجاً محبباً ومطلوباً.

نوح زعيتر هو المثال العلني، لكن في الخفاء ما هو اشد وأدهى عن تجارة السلاح وخوات التهريب وعمليات السلب المتزايدة تحت شعار حفظ المقاومة ولبيك يا نصرالله.. ودائما على قاعدة "كن مع السيد وافعل ما شئت".
هكذا قال لنا نوح زعيتر.
 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوح والطوفان كن مع السيد وافعل ما شئت نوح والطوفان كن مع السيد وافعل ما شئت



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab