عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض

عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض

عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض

 العرب اليوم -

عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض

بقلم : طلال سلمان

تحول أنظمة القمع باسم الإسلام، وكذلك الأحزاب التي تحول الطائفية إلى استثمار سياسي، منظمات الإرهاب التكفيري مثل «داعش» و «النصرة» إلى «حليف مؤقت».. أو أنها توظف بعض جرائمه الجماعية لأغراضها المحلية، طامسة بذلك الدلالات الفعلية لتلك الجرائم.

1 ـ من ذلك، مثلاً، المحاولات التي بذلتها ولا تزال تبذلها أحزاب وقوى سياسية لبنانية معينة لاستثمار المذبحة التي ارتكبها «الدواعش» في بلدة القاع البعلبكية والتي أودت بخمسة شهداء من أبناء هذه الضيعة الحدودية الصابرة على الحرمان، في «المحافظة» التي تم استيلادها بالتقسيط الزمني المريح، وقبل استكمال شروط حياتها والقدرة على خدمة أهلها.. إلا بحضور المحافظ المتحمس للعمل، لو توفرت له الإمكانات.

لقد استعادت بعض القوى السياسية المتحدرة من صلب الميليشيات الطائفية، مناخ الحرب الأهلية لتحول الجريمة البشعة ضد لبنان، دولة وشعباً، إلى استهداف مقصود لطائفة بالذات وليس للوطن بجهاته جميعاً المثخنة بجراح الإرهاب ذاته مرات ومرات من قبل.

وهكذا تم فصل المذبحة التي ارتكبها سفاحو «داعش» في «القاع» عن سياقها، بوصفها جريمة أخرى ضد الشعب اللبناني جميعا، وضد دولته كلها، تماماً مثلها مثل العمليات الإرهابية السابقة التي ضربت الضاحية الجنوبية مراراً، وبيروت وطرابلس وعبرا في صيدا.. فضلاً عن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في عرسال.

ان الاستثمار الرخيص و(المتواصل) لهذه الجريمة المروعة يكاد يشكل تبرئة مجانية لـ«داعش»، وإن استخدمها بعض أصحاب التاريخ الداعشي في الحرب الأهلية فرصة للاستعراض، مذكراً بتاريخه الدموي، قافزاً ـ بالسلاح المستعار من الضحايا ـ إلى المنبر للتحريض متاجراً بدماء الأبرياء.. من أجل زيادة رصيده الانتخابي.. ولا انتخابات!
& & &
2 ـ في مجال آخر، تلجأ بعض الأنظمة العربية إلى حالة من الإنكار والتزوير في صراعها الدموي المفتوح ضد بعضها بعضاً، وتدفع الشعوب الثمن.

فمن أجل إسقاط النظام السوري، بل سوريا جميعاً، وكذلك العراق، أو حتى اليمن، يمكن لهذه الأنظمة الملكية «التحالف» مع «داعش» و «النصرة» ـ أحدهما أو كليهما ـ في محطات معينة، و «على القطعة»، أو التمييز بين هذين التنظيمين، كما تفعل الإدارة الأميركية، فترى في «النصرة» حليفا مقبولاً، أو أداة مناسبة في لحظة معينة ولغرض محدد، وتغري بعض الأنظمة العربية باعتماد هذا السلوك، ولو إلى حين، فتقبل على مضض، وقد تدفع الثمن غالياً.

& & &
3 ـ تقصدت السلطة في أنقرة تبرئة الأتراك من جريمة التفجير في مطار إسطنبول قبل أيام، والتي أودت بحياة العشرات من الضحايا، وأعلنت أن مرتكبيها هم ثلاثة من «الإسلاميين الآسيويين»، المنخرطين في تنظيم «داعش».

لكأن هذه السلطة تعلن أن ليس لهذا التنظيم وجود في تركيا!. وأن طوابير سياراته التي تقصدت أن يشهدها العالم أجمع وهي تعبر منها إلى الموصل في العراق (حيث تمت الصفقة الأولى عبر الإفراج عن الرعايا الأربعين من الدبلوماسيين والموظفين الأتراك هناك)... أو إلى الرقة أو منها أو فيها، كانت متشحة جميعاً بالسحر فلا ترى، ثم أن أياً من الأتراك لم ينتمِ إلى «داعش»، ولم ينفذ عمليات إرهابية فيها، حرصا على حمايتها كنقطة انطلاق لطوابير سياراته المسلحة إلى الجوار العربي في سوريا والعراق.

بالمقابل، فإن «السلطان» التركي يجاهر بأنه سيمنح الهوية التركية لمن يطلبها من اللاجئين السوريين.. كأنما الهوية التركية تشكل بوليصة تأمين ضد «داعش».
& & &
4 ـ فجأة، ومن خارج السياق، أعلنت المخابرات المركزية الأميركية أن الطائرات الحربية الأميركية قد دمرت طابورا يتألف من مئتي سيارة لتنظيم «داعش».

جميل هذا التذكير بوجود أساطيل من الطيران الحربي الغربي، بالقيادة الأميركية، وفيها طائرات بريطانية وفرنسية وألمانية وأـسترالية الخ... تجوب فضاء العراق بكامله، ليلاً ونهاراً، ولها وتحت تصرفها كل مطاراته، بما في ذلك «الإقليم الكردي»، بل وتمد خطوطها إلى الفضاء السوري، فتحمي هجوم الأكراد على «عين العرب»، قبل حين، وتواكب الآن هجومهم على منبج، وانتشارهم في بعض أرياف حلب.. حتى لو أقلق ذلك تركيا التي تقتل أكرادها يومياً، وفي حرب مفتوحة.

وجميل أن تنتبه الإدارة الأميركية، وبعد سنتين من اجتياح جحافل «داعش» العراق فلم ترها العيون التركية، ولا حتى العيون الأميركية والغربية الحليفة، ولا الطائرات من دون طيارين، إلى ضرورة تعزيز القوات المسلحة العراقية لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي الذي يتوسع مسرح عملياته، يوما بعد يوم، حتى أنه اجتاح ليبيا وبعض مصر وقلب أوروبا، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية ذاتها كما تؤكد بلاغاته التي تنفيها واشنطن.

... ولولا اننا في رمضان لصدقنا كل هذه التخريفات.

arabstoday

GMT 00:02 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع لبنان ..سأخونك يا وطني*

GMT 06:02 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:10 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

الرئاسة بالصوت اللبناني.. ولو كره الكارهون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض عن «داعش» وحلفائها من «القاع» إلى أقصى الأرض



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab