النمل الأبيض
الخطوط الجوية في أذربيجان تعلن تعليق رحلاتها إلى 7 مدن روسية الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية كانت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله عند معبر على الحدود السورية اللبنانية مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهدافهم بطائرة مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمال غزة وسائل إعلام لبنانية تفيد بأن القوات الإسرائيلية شنت قصفاً استهدف ثلاثة مواقع في منطقة البقاع إيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي عقب هجوم من الحوثيين برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مؤقت منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان بعد أن قام بمحاصرته "اليونيفيل" تعلن أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المناطق السكنية والزراعية والطرق جنوب لبنان هيئة مراقبة الطيران في روسيا تعلن إغلاق جميع مطارات موسكو مؤقتا تحسبا لهجمات بطائرات مسيرة
أخر الأخبار

النمل الأبيض

النمل الأبيض

 العرب اليوم -

النمل الأبيض

غسان شربل

أنا العربي الجديد. أقسم أنني تغيرت. تنازلت وتعلمت. لا أشبه أبداً ذلك العربي السابق. المغرور والمتطلب والمتعجرف. العربي الذي كان يصدّق الأكاذيب ويتعاطى الأوهام. لم أعد أتحدث مطلقاً عن حق هذه الأمة في مكان لائق تحت الشمس. لم أعد أحلم لا من قريب ولا من بعيد بالوحدة العربية. لم أعد أطالب بأن يكون للعرب دور رائد في الإقليم. علمتني التجارب أن كل هذا الكلام كان كلاماً ومكلفاً.

أنا العربي الجديد. لا أتحدث مطلقاً عن حقوق المواطن. وحقه في الشراكة. والرقابة. ولا عن حقوق الإنسان. واحترام الدستور. والمواثيق الدولية. والحريات الأساسية. ومعاملة السجناء. والقضاء المستقل. والفصل بين السلطات. ومكافحة الفاسدين.

أنا لا أطالب أبداً أن يقوم الجيش الوطني بشطب العدو من الخريطة كما وعدنا. ولا أن يهدر كل يوم ليذكرنا بأنه يذود عن الحياض. وأن يصمّ آذاننا بالأناشيد الوطنية التي تمتدح القوات المسلحة والقائد الملهم. أنا مواطن قنوع وخنوع لا أريد من الجيش أكثر من أن ينساني. أي أن لا يسكب حممه على أجساد مواطنيه وأن لا يحول أحياءهم مستودعات لعظام أبنائهم.

أنا العربي الجديد. لا أطالب بتعليم يستحق التسمية. ولا بجامعة عصرية. ولا بخطة تنمية. ولا بفرص عمل. أطالب فقط بقطرة ماء كي لا أموت من العطش. وقطرة كهرباء كي لا أموت من الظلم والظلام. وكسرة خبز كي لا أتوارى من الجوع. أطالب فقط بهدنة. كي أحصي كم بقي من أطفالي. كي أرفع ركام ما كنت أسميه بيتي. كي أعثر على قبر في ما كنت أزعم أنه وطني.

ما هذا الانحدار. ما هذا الانتحار.

كان على رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أن يخاطب مواطنيه في ذكرى الاستقلال. بدا الرجل محرجاً. صحيح أن بلاده لا تتعرض لتهديد وجودي. وخريطتها ليست مهددة بالتآكل. وجيشها ليس غارقاً في زحمة المليشيات. و»داعش» لا يتمدد على جزء من أراضيها. والحرب الأهلية لا تلتهم مدنها وقراها. لكن الصحيح أيضاً هو أن مواطنيه يريدون نتائج ملموسة. يريدون منه أن ينفذ ما وعد به قبل عام لجهة مكافحة الفساد.

لم توجّه إلى حكومة مودي اتهامات باختلاس المال العام. لكن اتهامات طاولت بعض مساعديه وتحدثت عن فوائد غير شرعية حققوها بفعل مناصبهم. جدد مودي تأكيده أن «الأمة ستتخلص من الفساد... وعلينا أن نبدأ من القمة». وزاد أن «الفساد يشبه النمل الأبيض ينتشر ببطء ويصل إلى أي مكان ولكن يمكن القضاء عليه بواسطة حقنة تعطى في الوقت المناسب».

حدّد مودي مهلة ألف يوم لمد شبكة الكهرباء إلى كل القرى وقال: «بعد سنوات من الاستقلال لا تزال 18500 قرية بلا كهرباء». وجدد رئيس الوزراء عزمه على مكافحة الفقر بلا هوادة محذراً في الوقت نفسه من النتائج الكارثية لـ «سم التعصب».

أنا العربي الجديد. أشعر بحسد فظيع وقاتل. أعرف أن أمواج النمل الأبيض كانت أشد فتكاً في بلداننا من أمواج الجراد. يكفي الاستماع إلى ما يقوله العراقيون أنفسهم. يتحدثون عن هدر تريليون دولار. يتحدثون عن البلايين التي ضاعت في مرحلة ما بعد صدام حسين. يكفي النظر إلى ما يجري في ليبيا. وفي سورية. وفي لبنان حيث يخطئ من يسيء تقدير دور النمل الأبيض.

أنا العربي الجديد أحسد الهندي على أوضاعه. أحسده على رئيس وزرائه وإن كان متهماً بالتعصب. أنا العربي الجديد وقعت ضحية النمل الأبيض والأسود معاً. النمل الأسود الحامل سمّ التعصب وكهوف الماضي. أكل النمل الخريطة والمؤسسات. أكل الخبز وسرق الكهرباء. أكل الأطفال والزرع.

ما هذا الانحدار. ما هذا الانتحار.

arabstoday

GMT 09:00 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 08:52 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الشرع وترمب وماسك

GMT 08:51 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 08:45 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النمل الأبيض النمل الأبيض



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab