إنها معركة الإقليم

إنها معركة الإقليم

إنها معركة الإقليم

 العرب اليوم -

إنها معركة الإقليم

غسان شربل

لن تدوم حروب الإقليم إلى الأبد. ستأتي ساعة يجلس فيها المتحاربون والمتنافسون إلى طاولة للبحث في شروط الأمن والاستقرار. عندها سيطالب كل طرف بالاعتراف له بدوره وموقعه ومداه الحيوي استناداً إلى الأوراق التي جمعها خلال فترة المبارزة في الإقليم. في هذا السياق يمكن تفسير مجموعة أحداث ومواقف. اندفاع الحوثيين وداعميهم حتى باب المندب. انطلاق عملية «عاصفة الحزم».

خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتصريحات الرئيس رجب طيب اردوغان على رغم زيارته المقررة لإيران غداً. وكذلك ما يحصل في سورية.

ولنفترض أن تلك الطاولة عقدت اليوم. باستطاعة المفاوض الإيراني القول صراحة أو مداورة إن بلاده موجودة على حدود السعودية عبر الأراضي العراقية واليمنية. وأنها موجودة على حدود تركيا ليس فقط عبر الحدود المشتركة بل أيضاً عبر الأراضي العراقية والسورية وقرب البوابة الأردنية. وأنها موجودة على حدود الأمن والمصالح المصرية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وعلى رغم فرار السودان من حلف الممانعة. وأنها موجودة على حدود إسرائيل عبر جنوب لبنان وبعض الجولان السوري.

يستطيع المفاوض الإيراني أيضاً أن يقول أو يلمح إلى أن بلاده أقوى من أميركا في العراق. وأقوى من روسيا في سورية. وأقوى من العرب في لبنان. هذا فضلاً عن اليمن.

منذ بدايات العقد الماضي، أطلقت إيران هجومين متوازيين. الأول في الملف النووي والثاني لانتزاع الموقع الأول في الإقليم، خصوصاً بعد إسقاط نظام صدام حسين. في الهجوم الثاني وتحت لافتة المقاومة والممانعة قامت بإضعاف الأهمية الاستراتيجية للمنافسين المحتملين في المنطقة. منعت خروج الحلقة اللبنانية من «هلال الممانعة» بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أطلقت حرب 2006 في لبنان وأسقطت بعد سنوات حكومة الرئيس سعد الحريري. منعت محاولة إعادة التوازن في العراق ومنعت الرئيس إياد علاوي من تولي رئاسة الوزراء. وفي بيروت وبغداد كانت الرسائل موجهة إلى السعودية وتركيا تماماً كما حدث حين منعت لاحقاً سقوط الحلقة السورية.

حققت إيران نجاحات في الهجوم الإقليمي. انتزعت صفة اللاعب الأول في بغداد ودمشق وبيروت مستفيدة من الانسحاب الأميركي ومحدودية الدور الروسي. نجحت أيضاً في سعيها إلى لعب دور المرجع السياسي والديني لجزء كبير من الشيعة العرب.

في ظل الفصل الأخير من المفاوضات النووية، أطلقت إيران الفصل الأخطر من هجومها الإقليمي وتمثل في الانقلاب الحوثي ودفعه إلى حدود عدن وباب المندب. ولعلها راهنت على ثلاثة أمور: الأول عدم رغبة باراك أوباما في اتخاذ أي موقف صارم يؤدي إلى تعطيل المفاوضات. والثاني، توقعتْ أن لا يصل غضب السعودية إلى حد اتخاذ قرار الحرب. والثالث أن لا تلتقي إرادة مصر وتركيا مع إرادة السعودية.

أي قراءة هادئة للمعركة الدائرة في الإقليم تفيد بأنه لم يكن أمام السعودية غير ما فعلت. لا تستطيع قبول سقوط باب المندب في يد الحوثيين وإيران، ذلك أن هذا الممر حيوي لتدفق النفط وسلع أخرى. ولا تستطيع التعايش مع يمن يقيم فيه زعيم ميليشيا إيراني الهوى هو عبدالملك الحوثي على ترسانة صاروخية يمكن أن تشكل ورقة تهديد دائم أو ابتزاز مفتوح.

واقع الأمر أن إيران اصطدمت في محاولتها لإعادة صياغة موازين القوى في الإقليم بالثقل السعودي. ثقل السعودية الإسلامي والسياسي والاقتصادي وثقل علاقاتها الدولية
وحين قررت السعودية وضع قدراتها العسكرية في تصرف هذا الثقل ولد سريعاً تحالف لجبه الحلقة اليمنية من الانقلاب الكبير. لم تقبل السعودية محاولة التسلل إلى خاصرتها البحرينية ولم تقبل أيضاً محاولة التطويق عبر باب المندب.

إنها معركة الإقليم. من المبكر الجزم بانعكاسات التفاهم النووي على مجرياتها. أثبتت التجارب أن الإدارة الدولية للإقليم غائبة أو هزيلة أو تعيش مرحلة انتقالية. وأن باستطاعة اللاعبين الإقليميين وضع الكبار أمام وقائع جديدة. لهذا اتهم اردوغان إيران بالسعي إلى «الهيمنة».

ولهذا قال السيسي لجنرالاته إن باب المندب يعني الأمن القومي العربي. ومن هنا يمكن النظر إلى «عاصفة الحزم» كمحاولة لإعادة التوازن الإقليمي ولجم الهجوم الإيراني الكبير. فحروب الشرق الأوسط الرهيب لن تدوم إلى الأبد. ولا بد من امتلاك أوراق فعلية للمشاركة في رسم ملامح النظام الإقليمي الجديد.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنها معركة الإقليم إنها معركة الإقليم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab