عقدة القصر
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

عقدة القصر

عقدة القصر

 العرب اليوم -

عقدة القصر

غسان شربل

الوضع هادئ في الشرق الأوسط. مستقر. وآمن. عاصمة الرشيد تعمل كالساعة السويسرية. دار الأوبرا مكتظة في الموصل. والأنبار تنوء تحت تكاثر الأعراس. العلاقات السنية - الشيعية تعاني الاختناق من شدة العناق. وعلاقات أربيل مع بغداد سمن وعسل. جمع الخليفة البغدادي كبار معاونيه. أمر بتسريع ترجمة أمهات الكتب. اطمأن الجنرال قاسم سليماني إلى سير الأوضاع في الهلال فتفرغ لكتابة مذكراته.

الوضع ممتاز في سورية. لا سيارات مفخخة ولا انتحاريين ولا براميل. «المجاهدون» الأجانب تحولوا سياحاً. يلتقطون صوراً تذكارية لما تبقى من سورية. لا أيتام في حمص ولا أحياء مطحونة. ومصانع حلب تعمل بكامل طاقتها. مواويل المزارعين في إدلب تتردد في الأودية. وكوباني في أيد أمينة. والمكونات غارقة في غرام عنيف.

الوضع نموذجي في لبنان. زحمة سير خانقة بسبب ارتفاع عدد السياح العرب والأجانب. لا تشييع في الجنوب لمقاتلين سقطوا في سورية. ولا حديث عن «بيئة حاضنة» في طرابلس وعكار. النواب يعملون بكامل لياقتهم بعد بطالة مديدة وتمديد ممتع. والحكومة شديدة التماسك كالبنيان المرصوص. المحللون العسكريون يعانون البطالة. وحمام السلام يرفرف فوق مخيمات اللاجئين والنازحين القدامى والجدد. القصر الجمهوري خلية نحل. استقبل الرئيس ميشال عون السفيرين الإيراني والأميركي والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري. ثم عقد اجتماعاً خصص بمنع اقتراب فيروس إيبولا من «شعب لبنان العظيم». وفي مكتب جانبي كان نواب من «تكتل التغيير والإصلاح» يدرسون اقتراح تعديل دستوري بجعل ولاية الرئيس مفتوحة على مصراعيها.

أنا صحافي يحب الإثارة. المناطق الهادئة الوادعة لا تثير شهيتي. لهذا نقلت اهتمامي إلى القارة السمراء. أقلقني الوضع في بوركينا فاسو. نسبة البطالة تقترب من الـ60 في المئة. ومثلها نسبة الأمية. و40 في المئة من السكان يعيشون في فقر مدقع. وعلى رغم ذلك يصر الرئيس على متابعة رسالته في إسعاد شعبه.

غضب المعارضون لأن الرئيس بليز كومباوري المقيم في القصر منذ سبعة وعشرين عاماً يحاول مجدداً تعديل الدستور لتمديد إقامته. غاب عن أذهانهم أن سيد القصر غالباً ما يعتبر الدستور حاجباً مطيعاً يقف على بابه. وأن أي كلام عن موعد انتهاء ولاية الرئيس هو في النهاية مؤامرة إمبريالية ترمي إلى حرمان الشعب من قائده التاريخي.

انزعج الرئيس من وقاحة الشعب وسذاجته. لا يصل القائد إلى القصر ليتحول أسيراً لشكليات الدستور وكيديات الحاسدين. واجب الرئيس ألا يغادر إلا حين يناديه القبر. آنذاك يذهب مثقلاً بالأوسمة وملفوفاً بالعلم الوطني تجره عربة مدفع وسط نواح الحاشية وبكاء الإذاعة الرسمية.

المعارضة وقحة وظالمة. تقول إن النقيب كومباوري الذي دخل القصر في انقلاب في1987 لم يستطع غسل أصابعه من دم سلفه وصديقه توماس سانكارا. ولا من دم صحافي صدق أن من حق الصحافي نشر الحقائق وإزعاج القصر. فضلاً عن جملة أحداث غامضة شديدة الوضوح. وأنه سبق وتحايل على الدستور لعجزه عن رؤية رجل آخر يمسك بالأختام.

يقول المعارضون أيضاً إن كومباوري كان تلميذاً نجيباً لمعمر القذافي. وسبح في عطاياه. واستضاف القمة الأفريقية التي قررت انتهاك الحصار الذي كان مفروضاً على ليبيا بسبب أزمة لوكربي. وأنه أرسل أسلحة إلى سيراليون وليبيريا والكونغو. وأنه برع في تأجيج النزاعات ثم في تقديم نفسه وسيطاً. وتقول أيضاً أنه لم يكن غريباً عن شبكات «الألماس الدامي» في قارة القهر والمناجم والدموع.

تعب الناس من الرئيس. معظمهم ولدوا تحت صورته. تعبوا من أناقته وبراعاته ومن نفوذ شقيقه. من شعوره أنه أنقذهم وإصراره على حمل المشعل. حاول مقاومة العاصفة لكنهم احتلوا الشوارع. لم يكن أمامه غير الاستقالة والفرار من القصر والبلاد وهذا ما فعل. لا شك أن خبر فراره استقبل باهتمام وقلق من حكام أفارقة يرفضون مغادرة القصر في الكونغو والكاميرون وتشاد. أغلب الظن أن «الربيع الأفريقي» سيكون باهظاً أيضاً.

ما أصعب مغادرة القصر. لا مهنة أخرى تغري من يجربه. عقدة القصر مأساة أنجبت أنهاراً من الدم. كأن الرئيس يموت إذا انتهت ولايته. لهذا يرفع شعار «أنا أو لا أحد». لهذا يفضل أن يكون اسم خليفته الطوفان.

أتظاهر بأنني صدقت حين يقول لي حاكم إنه ينتظر لحظة التفرغ لملاعبة أحفاده. كشف «الربيع العربي» أعراض لعنة القصر لدى من غادر ولدى من عاند. أظهرت الأيام أن عقدة القصر مستشرية من واغادوغو إلى بيروت مروراً بعواصم كثيرة.

arabstoday

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 13:43 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 13:42 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 13:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 13:34 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 13:31 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

البلد الملعون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدة القصر عقدة القصر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab