المدينة والقاموس
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

المدينة والقاموس

المدينة والقاموس

 العرب اليوم -

المدينة والقاموس

غسان شربل

تبدد باريس آخر أيام السنة. تمسح جروحها وتخلع فستانها المبلل بالدم. لبعض الأماكن سطوة لا تقاوم. تستدعيك من دون أن تناديك. تدخلها معتذراً كمن تأخر عن موعده. ترتبك كأن كل غياب خيانة.

ترتدي المدن في البال صورة لا تتغير. وباريس قصة أخرى. ما أكثر الخواتم في أصابعها. ما أكثر الأساور في اليدين. تذكرك الشوارع بأسماء من أفنوا أعمارهم لجعل العالم أقل وحشة ووحشية. فولتير وستندال وبلزاك وهوغو وشاتوبريان. بودلير ورامبو وأراغون. روايات ومسرحيات وقصائد ومذكرات. وعطور ومناديل ومواعيد.

مدينة مشرعة وقابلة للطعنات. لكنها عصية على الموت السريع. سلحتها الأيام والتجارب بصمامات أمان ومظلات. مؤسسات تستوعب وتحاسب. إن أخطأ الرئيس يذهب الرئيس. وإن أخطأ الحزب يذهب. الفرنسي يقرر اسم الحاكم ولون أفكاره. الدستور ليس نادلاً ذليلاً لدى سيد الإليزيه. ولقيم الجمهورية حصانة لا تسمح للمغامرين بافتراسها. رسوخ المؤسسات وحكم القانون.

طلّقت منذ زمن طويل لعبة الأصنام والبخور والهالات المحظور الاقتراب منها. تحاكم الحاكم حياً وتحاكمه ميتاً. لا تمل من تشريح جثة نابوليون ودماغه وأزقة قلبه. تستدعي شارل ديغول من تراب «كولومبي لي دو زيغليز» وتعيد امتحان قامته وسلوكه عند المنعطفات. تستدعي أيضاً فرنسوا ميتران، آخر الكبار، وتسأله ويجيب. لا التاريخ يستعبدها. ولا الرواية الوحيدة. ولا الزعيم الأوحد. ينشر كاتب غسيل الحكم والحاكم من دون أن يتحسس أصابعه وأسنانه وأولاده.

تكشف المكتبة هموم المدينة والبلاد. تسأل فرنسا نفسها عن موقعها في عالم يتغير. تسأل عن الاقتصاد والمناخ. وتسأل عن الإرهاب. وتسأل أيضاً عن نفسها وهويتها وقدرتها على منع تمزق نسيجها بفعل جاذبية التطرف والتطرف المضاد. رجلان يستوقفان كتابها حالياً. اسم الأول فلاديمير بوتين الذي يتلاعب باستقرار أوروبا ويقود انقلاباً صارماً في الشرق الأوسط. اسم الثاني ابو بكر البغدادي الذي صبغ سنتها الحالية بالخوف والدم وحوّل فرنسوا هولاند جنرالاً رغماً عنه.

لم يعد الشرق الأوسط يحضر في المكتبات عبر الظلم التاريخي اللاحق بالفلسطينيين. تراجعت القضية المركزية هنا بعدما تراجعت هناك. صار الشرق الأوسط نبع الإرهاب والتطرف ورفض الآخر. تكاثرت الكتب عن «داعش» و «دولته» ومنابعه وثروته وأخطاره. وفي وسائل الإعلام الفرنسية نقاش واسع مفتوح حول أفضل السبل لتحصين الجاليات الإسلامية ضد جاذبية «داعش» ومنع تحول الأحياء المهمشة أحزمة ناسفة في قلب باريس. ويحدث أن يحتدم النقاش ويسأل أحد المشاركين بتوتر ظاهر: لماذا يكره البغدادي باريس؟

في طريق العودة الى الفندق كشفت لهجة السائق أنه من أصول مغاربية. سألته رأيه في هجمات باريس فأجاب: «إنها جريمة فالإسلام يمنع قتل الأبرياء». سالته إن كانت لديه مشكلة في العيش في ظل نظام علماني فرد: «لا، شرط أن يكون علمانياً بالفعل ويقف على مسافة واحدة من الجميع. على فرنسا أن تتغير. المسلمون اليوم مكون رئيسي فيها وهذا يجب أن يكون حاضراً وفي صورة عادلة في هويتها وثقافتها. لم نصل الى هذه المرحلة بعد. سأعطيك مثالاً. يمنع الحجاب في فرنسا لكن يسمح بالمِزوَد وشجرة الميلاد. لماذا تخاف فرنسا من الحجاب ولا تخاف بريطانيا منه؟ الحقيقة أن هناك عملية تضخيم مقصودة لتخويف الفرنسيين من الإسلام والمسلمين. أنا لا أنكر وجود دعاة متطرفين لكن الأكثرية تريد العيش بسلام».

قال السائق إنه ولد في فرنسا قبل اثنين وثلاثين عاماً. وتعلم في مدارسها. سألته لماذا لا يرجع الى بلاد ابيه فأجاب: «لا فرص عمل هناك. ثم إذا اعتقلت هنا يحميك القانون. إذا اعتقلت هناك يمكن أن تتبخر وأعرف حالات عدة». قلت أمازحه: «مع من تقف إذا تواجه فريق فرنسا لكرة القدم مع فريق من بلدك الأصلي؟». رد مبتسماً «لماذا لا تطرح عليّ إلا الأسئلة الصعبة؟».

تبدد باريس آخر أيام السنة. تمسح جروحها وتحاول إزالة بصمات البغدادي. الأمر يتخطى مسرح الجريمة. فرنسا خائفة من أن تصبح بلاد قاموسين وهويتين. قبل شهور ذهبت للقاء اللاجئين السوريين في برلين فشممت رائحة المخاوف نفسها.

arabstoday

GMT 10:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:37 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 10:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الشَّجَا يبعثُ الشَّجَا

GMT 10:31 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إذن أو استئذان والمهم وقف النار الآن

GMT 10:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أقلُّ من سلام... لكنّه ضروري

GMT 10:19 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة والقاموس المدينة والقاموس



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab