ترامب نسخة شقراء عن أوباما
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

ترامب نسخة شقراء عن أوباما

ترامب نسخة شقراء عن أوباما

 العرب اليوم -

ترامب نسخة شقراء عن أوباما

بقلم - خير الله خير الله

بكلام أوضح، وعد دونالد ترامب بالكثير ولم يقدّم سوى القليل. لم يكن في نهاية المطاف سوى نسخة أخرى عن باراك أوباما الذي اختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط والخليج بالملفّ النووي الإيراني.

بقي الكلام الأميركي الكبير في التعاطي مع تركيا مجرّد كلام. أظهرت إدارة دونالد ترامب مرّة أخرى، بعد خيانتها الأكراد، أنّها من النوع الذي لا يمكن الاعتماد عليه. وهذا ما جعل بعض العرب يعتمد الحذر في التعاطي معها.

جاءت زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لتركيا برفقة وزير الخارجية مايك بومبيو لتؤكد أن لإدارة ترامب حسابات خاصة بها تجعلها تتخلى عن حلفائها في حال دعت الحاجة إلى ذلك، على الرغم من كلّ التضحيات التي يمكن أن يقدّموها. تبيّن أن الولايات المتحدة ليست مستعدّة للتضحية بعلاقتها بتركيا من أجل حفنة من الأكراد في سوريا. أثبتت مرّة أخرى حجم لا أخلاقيتها عندما يتعلّق الأمر بمجموعة وقفت إلى جانبها في الحرب على الإرهاب وعلى “داعش” على وجه الخصوص. اكتفى دونالد ترامب في تبريره للتخلي عن الأكراد بقوله إنّهم “ليسوا ملائكة”. هذا صحيح ولكن لماذا اكتشف ذلك بعد كلّ هذه السنوات من التعاون معهم؟

ظهر مع مرور الوقت أنّ دونالد ترامب لا يختلف كثيرا عن باراك أوباما، عندما يتعلّق الأمر بالمبادئ الكبرى، مثل حريّة الشعوب. الدليل على ذلك واضح كلّ الوضوح. ما الذي يختلف فيه ترامب عن أوباما عندما يتعلّق الأمر بالشعب السوري الذي انتفض على نظام أقلّوي لا يؤمن سوى بنهج واحد هو إلغاء الآخر؟ لم يفعل ترامب شيئا للسوريين الباحثين منذ العام 2011 عن نوع من كرامة. على العكس من ذلك، عمل كلّ ما يستطيع عمله من أجل بقاء النظام في دمشق وتمكينه من متابعة حربه على شعبه بواسطة إيران والروس في الوقت ذاته. لدى إيران ميليشياتها المذهبية التي تقاتل السوريين ولدى روسيا سلاح الجوّ وقوات على الأرض تتولّى مهمات لا يستطيع غيرها توليها من نوع الفصل بين الأكراد والأتراك في مناطق سورية معيّنة وعندما تدعو الحاجة.

ما الذي فعله ترامب من خلال بنس وبومبيو اللذين التقيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ استسلم عمليا للرغبات التركية من جهة وسلّم الملف السوري بكامله إلى روسيا من جهة أخرى. عمليا، صارت تركيا في سوريا وستسيطر على منطقة بعمق ثلاثين كيلومترا بموافقة أميركية. هذا هو الواقع الجديد في سوريا. في حال قبول الأتراك بعودة الجيش التابع للنظام إلى مواقع على الحدود الرسمية بين البلدين، ستكون هذه العودة ذات طابع شكلي لا أكثر. ما حصل هو أن تركيا ستقيم “منطقة آمنة” في العمق السوري. سترسل إلى هذه المنطقة مواطنين سوريين لجأوا إلى أراضيها. لن يريح ذلك تركيا فحسب، بل سيريح أيضا الأوروبيين الذين كانوا في العمق مع العملية العسكرية التركية في الشمال السوري ورفعوا صوتهم معترضين عليها من باب رفع العتب ليس إلّا. هناك في نهاية المطاف رغبة أوروبية في تفادي تدفّق لاجئين سوريين على دول القارة، خصوصا ألمانيا.

جاءت العنتريات التركية لترامب، بما في ذلك الرسالة العجيبة الغريبة التي وجهها إلى إردوغان، لتتوج سلسلة من التصرفات التي لا تنمّ سوى عن رغبة في تقليد باراك أوباما وإنْ بطريقة غير مهذّبة.

بدأت علامات الاستفهام في شأن جدّية إدارة ترامب تطفو منذ التدخل الأميركي، بناء على طلب بريطاني، لمنع استعادة الحديدة من الحوثيين في أيّار – مايو 2018. معروف أن بريطانيا مهتمّة بالمحافظة على الحوثيين لأسباب خاصة بها في مقدّمها مستقبل ميناء الحديدة على البحر الأحمر. لكنّ الطفل يعرف أن لا فائدة من التفاوض مع الحوثيين عبر الوسيط الدولي مارتن غريفيث أو من دونه في غياب انتصار عسكري في حجم استعادة الحديدة. لم يظهر في أيّ وقت اهتمام أميركي جدّي في اليمن وفي الدور الإيراني الذي لا يستهدف سوى السيطرة على قسم من هذا البلد وتحويله إلى قاعدة تهدّد أمن كلّ دولة من دول الخليج العربي، في مقدّمها المملكة العربية السعودية.

لم يحدث أي تطور يشير إلى رغبة أميركية في ترجمة الكلام الجميل إلى أفعال، لا بعد إسقاط إيران طائرة من دون طيّار فوق مضيق هرمز ولا بعد الاعتداء الإيراني على منشآت نفطية سعودية تابعة لشركة “أرامكو”، ولا قبل ذلك، لدى حصول الاعتداء الإيراني المموّه جيدا على ناقلات للنفط قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي.

هناك ما يدعو إلى القلق بسبب التصرّفات الأميركية، خصوصا بعدما أبعد ترامب جون بولتون من موقع مستشار الأمن القومي. كان بولتون شخصا واضحا يعرف الكثير عن إيران وتصرفاتها وسلوكها العام. إن دلّ التخلّص من بولتون على شيء، فهو يدلّ على رغبة في مهادنة إيران والسعي إلى إيجاد تسوية معها وذلك على الرغم من تمزيق الرئيس الأميركي للاتفاق في شأن الملف النووي معها.

لا يمكن تجاهل أنّ العقوبات الأميركية على إيران أثرت عليها كثيرا، بل تكاد تخنق اقتصادها. لكنّ ما لا يمكن تجاهله أيضا أنّ هذه العقوبات لم تؤد بعد إلى كبح المشروع التوسّعي للملالي الذين يديرون شؤون “الجمهورية الإسلامية”، وهو مشروع يقوم على الاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية في كلّ المنطقة العربية من أجل تمزيقها.

الخوف كلّ الخوف من استمرار حال الفوضى التي تسود واشنطن حيث يبني المقيم في البيت الأبيض كلّ مجده على أنّه معترض على كلّ ما قام به سلفه، فإذا به نسخة أخرى عن باراك أوباما ولكن بشعر أشقر وخطاب سياسي أقلّ ما يمكن أن يوصف به أنّ لا علاقة له بالدبلوماسية من قريب أو بعيد.

من حق كلّ من يتعاطى مع دونالد ترامب التزام جانب الحذر. وعد بالتصدي لإيران بعدما تلا خطابا يصف بدقة ليس بعدها دقّة سياستها العدوانية ليس تجاه الدول العربية فحسب، بل تجاه الولايات المتحدة أيضا. اكتفى بالعقوبات وانصرف إلى الإعداد باكرا للعودة إلى البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر 2020.

هل تكون المنطقة كلّها، وليس أكراد سوريا وحدهم، ضحيّة الحملة الانتخابية لترامب التي تقوم على تفادي أي صدام عسكري مع أيّ أحد في أي منطقة من العالم؟

بكلام أوضح، وعد دونالد ترامب بالكثير ولم يقدّم سوى القليل. لم يكن في نهاية المطاف سوى نسخة أخرى عن باراك أوباما الذي اختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط والخليج بالملفّ النووي الإيراني. لماذا لا يقول دونالد ترامب صراحة إنّ أميركا قرّرت مغادرة الشرق الأوسط والخليج، على غرار ما فعلته بريطانيا أواخر ستينات القرن الماضي؟ لماذا لا يقول إنّ المنطقة كلّها لم تعد تهمّه وأن على كلّ دولة من دول المنطقة أن تدبّر أمورها بنفسها؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب نسخة شقراء عن أوباما ترامب نسخة شقراء عن أوباما



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab