لا مشروع غير السلطة لدى عسكر السودان
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

لا مشروع غير السلطة... لدى عسكر السودان

لا مشروع غير السلطة... لدى عسكر السودان

 العرب اليوم -

لا مشروع غير السلطة لدى عسكر السودان

بقلم -خير الله خير الله

لم يشذّ عسكر السودان عن القاعدة. وعدوا في بيانهم الرقم واحد الذي اعلنوا فيه عن تفردهم بالسلطة والانتهاء من حكومة عبدالله حمدوك بإجراء انتخابات عامة صيف العام 2023... تمهيدا لتسليم السلطة الى المدنيين!

لماذا لا يسلمون السلطة الى المدنيين الآن ولماذا قرروا التخلّص من المكوّن المدني في السلطة واستبداله بحكومة جديدة لا تضم سوى اختصاصيين؟ لا أجوبة عن مثل هذا النوع من الأسئلة باستثناء انّ العسكر يريدون السلطة ويريدون حكومة تحت وصايتهم المباشرة ليس الّا.

هل لدى العسكر في السودان مشروع آخر غير السلطة التي يعشقونها عشق الاخوان المسلمين لها؟ الاهمّ من ذلك كلّه، ما سيطرح نفسه في الأسابيع القليلة المقبلة. سيظهر مدى تأثّر الضباط الذين استولوا على السلطة، وازاحوا المكوّن المدني منها، بتجربة عمر حسن البشير التي استمرت ثلاثة عقود (1989 – 2019) واخذت السودان الى خراب على كل الصعد.

لم يكن لدى البشير من همّ آخر غير السلطة. استطاع التلاعب بزعيم الاخوان حسن الترابي. استخدمه غطاء في مرحلة معيّنة قبل ان يتخلّص منه ويدخله السجن تمهيدا لإعدامه. تدخّل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الذي كانت تربطه علاقة قويّة بالبشير، مرتين لإنقاذ الترابي من حبل المشنقة!

بالنسبة الى البشير، كان كلّ شيء يهون من اجل السلطة. يستطيع ان يكون مع ايران و"حماس" ثم ينقلب عليهما فجأة. كان مع تركيا التي لديها اطماعها المعروفة في السودان وفي البحر الأحمر... وكان ضدّ تركيا في الوقت ذاته. سلّم البشير الإرهابي الفنزويلي الاصل "كارلوس" الى فرنسا من اجل استرضاء الغرب بعدما ضاق عليه الخناق. وعندما وجد نفسه محشورا في زاوية، ذهب الى استفتاء على انفصال الجنوب. اصبح الجنوب السوداني دولة مستقلة في التاسع من تموز – أيلول 2011. خرج من الاستفتاء خاسران. شمال السودان وجنوبه الذي لا يزال يبحث عن استقرار داخلي على الرغم من مرور عشر سنوات على اعلان الاستقلال.

ثمّة عادة متبعة لدى العسكريين الذين ينفذون انقلابات عسكريّة. لا تخلو بياناتهم الأولى عن كلّ أنواع الوعود. حتّى الباكستاني ضياء الحق الذي انقلب على ذو الفقار علي بوتو في العام 1977، تمهيدا لشغل موقع رئيس الدولة العام التالي، وعد بانتخابات عامة كي يصلح ما افسده بوتو. كانت النتيجة أنّ نظامه الذي استمر عشرة أعوام والذي انتهى بمقتله في حادث سقوط طائرة في ظروف غامضة، اسّس لباكستان مختلفة. نقل ضياء الحقّ البلد الى حال من التزمت الديني قضت على كلّ ما له علاقة بثقافة الحياة في باكستان التي كانت في الأساس بلدا اسلاميا معتدلا تأسّس، على يد محمد علي جناح، من اجل حماية المسلمين في الهند. ما اسسه ضياء الحق انتج كلّ أنواع المتطرفين، بما في ذلك "طالبان" التي خرجت أصلا من المدارس الدينية الباكستانية وتوجهت منها الى أفغانستان.   

ليس معروفا الى اين سيأخذ البلد كبار ضباط الجيش السوداني، الذين حسموا امر نظام عمر حسن البشير. هل لا يزال الزمن يصلح لانقلاب عسكري... ام انّ السودان يبقى حالة شاذة في ضوء التجارب التي مرّ فيها منذ استقلاله في العام 1956...؟

كلّ ما توحي به هذه التجارب انّ السودان، بأحزابه السياسية المعروفة، تأرجح دائما بين الحكم المدني والحكم العسكري. ليس سرّا انّ المدنيين بادروا من انفسهم الى تسليم السلطة إلى العسكر بعد عامين على الاستقلال. كان ذلك في العام 1958.

منذ استقلّ السودان في العام 1956، يلجأ المدنيون الى العسكر في كلّ مرّة يثبت فيها فشلهم في إدارة البلد... ويلجأ العسكر إلى واجهة مدنيّة بين حين وآخر بغية تغطية عجزهم عن ممارسة الحكم وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والسياسيّة المتلاحقة.

في العام 1958، سلّم السياسيون السلطة الى العسكري ابراهيم عبّود بعد ما اكتشفوا انّهم غير قادرين على ممارسة مسؤولياتهم. ما لبث إبراهيم عبود نفسه، وكان برتبة فريق، ان وصل الى طريق مسدود في العام 1964. كان كافيا نزول المواطنين الى الشارع واطلاق شعار "الى الثكنات يا حشرات" كي ينتهي زمن العسكر وكي يعود المدنيون الى السلطة التي ما لبث ان تسلّمها انقلابي أرعن عديم الثقافة اسمه جعفر نميري. بقي النميري في الرئاسة حتّى العام 1985 قبل ان يضطر الى التنازل في ضوء ترهّل بلغه السودان على كل صعيد. لم يكن النميري يعرف ما الذي يريده. بدأ عهده بشعارات عروبيّة بالية، من النوع الذي استخدمه قبله جمال عبدالناصر، وانتهى بالبحث عن طريقة يسترضي بها الاخوان المسلمين الذين نخروا المجتمع مستفيدين من حال التسيّب التي سادت في السنوات الأخيرة من حكم النميري ومن الدور التخريبي الذي لعبه حسن الترابي وقتذاك.

بعد فترة قصيرة من الحكم المدني، نفّذ ضباط إسلاميون كان يرعاهم زعيم الاخوان المسلمين حسن الترابي في منتصف العام 1989 انقلابا عسكريا. كان ذلك من منطلق شعار انّ "الإسلام هو الحلّ". خرج البشير على طاعة الترابي ومارس حكما عسكريا مباشرا انهته في العام 2019 ثورة شعبيّة يرفض كبار الضباط الاعتراف بها وبحقها في تشكيل سلطة تكون بالفعل السلطة المسؤولة عن إدارة شؤون السودان وإعادة بناء اقتصاده وإيجاد حلول لمشاكل في غاية التعقيد من نوع مشكلة شرق السودان.

اتخذ السودان منذ إيداع عمر حسن البشير وأركان نظامه السجن خطوات عدة تميّزت بالجرأة، خصوصا في مجال الانفتاح على العالم ودول المنطقة والتخلص من العقوبات التي فرضت على البلد. لكنّ كلّ هذه الخطوات تبدو ناقصة في غياب تفاهم في العمق بين المدنيين والعسكر. تبيّن ان الوصول الى مثل هذا التفاهم مستحيل...

إذا لم يمتلك العسكر مثل هذه القناعة، التي تفضي الى وقف الابتزاز للمدنيين والقبول بنوع من توزيع للأدوار في ما بين الجانبين العسكري والمدني، سيبقى السودان في دوامته الازليّة. تهدّد الدوامة السودانيّة بمزيد من الازمات والانقسامات الداخلية التي لن يعثر لها عن حلّ مهما بذل المجتمع الدولي من جهود من اجل مساعدة السودان وتمكينه من استغلال ثرواته الكبيرة.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا مشروع غير السلطة لدى عسكر السودان لا مشروع غير السلطة لدى عسكر السودان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab