نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده

نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده

نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده

 العرب اليوم -

نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده

حازم صاغية

سياسيون ومثقفون وإعلاميون عراقيون يتبارون اليوم في كيل التهم للولايات المتحدة الأميركية. فهي، في عرفهم، قصرت في إنجاد العراق، ومارست التنصل من مسؤولياتها عنه، وحين تدخلت جاء تدخلها المتأخر حرصاً منها على الأكراد، لا على العرب، وعلى أربيل، لا على بغداد. وعلى جاري العادة العربية المألوفة، ذهب البعض أبعد، فلقن الأميركيين، الغافلين عن مصالحهم الاستراتيجية، كيف يخدمون هذه المصالح.

وقد يؤخذ الكثير على الإدارة الأميركية وعلى سياستها المنكفئة، في سورية قبل العراق، وقد يستحق النهج الأوبامي نقداً صارماً يسائل مزاعمه الأخلاقية. لكن المؤكد أن العراقيين الذين يؤاخذون الولايات المتحدة اليوم هم آخر من يحق لهم ذلك.

فساسة بغداد الذين كانوا في سرهم يريدون للقوات الأميركية أن تبقى في بلاد الرافدين، كانوا في علنهم يتنافسون في إبداء رغبتهم في إجلاء تلك القوات. والتنافس هذا غالباً ما اتخذ شكل المزايدة الاتهامية بين السنة والشيعة، بحيث جعل كلاً من الطرفين يتباهى بأنه الأكثر سعياً لذلك والأشد إلحاحاً عليه. وهذا بمثابة امتداد لمزايدة بدأت بُعيد حرب 2003، وكان هدفها إحراز البراءة من كل شبهة علاقة بالأميركيين. فحليف أميركا المتواطئ معها هو الشيعي الحاكم في نظر السنة، وهو السني الإرهابي في نظر الشيعة.

وبعد شهر عسل قصير تلا دخول الأميركيين بغداد، وإزاحتهم صدام حسين الذي لم يُزحه العراقيون منذ 1968، صار الحصول على اعتراف عراقي بهذا العون الهائل أشبه بالمعجزة. أما الذين كان يذبحهم صدام، لا سيما أبناء العائلات الدينية الشيعية ممن كانوا يُقتلون فرداً فرداً، فما إن حولتهم الحرب الأميركية حكاماً لبلدهم حتى أهدوا جزءاً معتبراً من السيادة العراقية لإيران. وجاء تثبيت نوري المالكي في موقعه الذي حُرم منه إياد علاوي الدليل الذي لا يُدحض على أن طهران باتت تمتلك اليد العليا في بغداد المغلولة اليدين.

فصعوبة أن يقال شكراً للأميركيين لا تعادلها إلا سهولة إهداء البلد إلى إيران. ذاك أن الأميركيين، في آخر المطاف، ليسوا مسلمين وليسوا شيعة، بل هم، بحسب وعي راكمته التيارات النضالية العربية على أنواعها، مجرد شرطي إمبريالي وشيطان أكبر. إنهم رجس ينبغي اجتنابه.

وفي هذه الغضون، بني نظام هو بين الأسوأ والأكثر فساداً في العالم، يتزاحم فيه النهب والمحسوبية واستباحة المؤسسات. حتى «الصحوات» التي كان يمولها الأميركيون، والتي قاتلت تنظيم «القاعدة» وهزمته، لم يحتملها نظام طائفي حتى النخاع، جلفٌ في طائفيته حتى العظم. أما الواقف على رأس النظام المذكور فلا يكف عن تذكيرنا بمدى ما يدغدغه صدام حسين كنموذج مُشتهى.

في المقابل يُسهى عن حقائق يصعب السهو عنها. فحين تكون الحرب دائرة بين «داعش» والأكراد، تكون بين خصم صريح وكامل للولايات المتحدة، تفرع عن عملية 11 أيلول (سبتمبر) التي ضربت نيويورك وواشنطن، وبين صديق صريح وكامل للولايات المتحدة، صديقٍ لم يتردد ولم يتلعثم في توجيه الشكر لها على إطاحة صدام، ولم يقل شيئاً في الغرف المغلقة وشيئاً آخر في الهواء الطلق، ولا جعل العداوة الدونكيشوتية لواشنطن موضوع مزايدة بين أطرافه. أما ما بني في أربيل، وهو بعيد جداً من أن يُعد مثالاً، فيستحق الدفاع عنه ألف مرة أكثر من الدفاع عن ذاك المسخ الذي بني في بغداد.

arabstoday

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 06:54 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيتو الدائم

GMT 06:53 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 06:51 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروز تستقبل الرئيس

GMT 06:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إبداع عقارى!

GMT 06:42 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

شوقى وحافظ.. رفاق العمر والوطن والعبقرية

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده نقص المسؤولية بين أميركا والعراق وأكراده



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab