ثلاث نساء في بيروت
فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
أخر الأخبار

ثلاث نساء في بيروت...

ثلاث نساء في بيروت...

 العرب اليوم -

ثلاث نساء في بيروت

بقلم - حازم صاغية

لم يتسنّ للمرأة اللبنانيّة أن تبني صورة عنها تعادل وزنها وتأثيرها، أو تصف كفاحها لإحراز الوزن والتأثير هذين.
صحيح أنّ لبنان عرف مثقّفات وكاتبات وفنّانات وأكاديميّات بارزات، وبين نسائه ظهرت مهنيّات ونساء – أعمال وسياسيّات وصحافيّات ومناضلات وناشطات ذهبن بعيداً في ما آمنّ به. وكانت الثورة الملوّنة في 2019 – 2020 مسرحاً باهراً لاستنطاق الحضور اللامع والفاعل للنساء.
تلك التحوّلات هبّت في وجه الصورة التقليديّة الراسخة للمرأة – الأمّ والمرأة – الزوجة والمرأة – الابنة أو الأخت، ناهيك عن «الجنس اللطيف» و«سيّدات الصالون» اللواتي يحضُنّ نشاطاً فولكلوريّاً أو مهرجاناً من طبيعة سياحيّة أو مؤسّسة توصف بالرعائيّة.
قبل ثلاثة أسابيع كسبت صورة المرأة اللبنانيّة إضافة نوعيّة جدّاً وناصعة جدّاً. المناسبة المؤلمة التي كانها تنفيذ حكم الإعدام بلقمان سليم، دلّتْنا إلى ثلاث سيّدات ضمّهنّ بيت واحد وجمع بينهنّ قتيل كبير.
النساء الثلاث، اللواتي وضعَتهنّ الجريمة في مرمى الإعلام، يُترجمن لبنان الآخر، لبنان المتعدّد، الملوّن، النهضويّ والتنويريّ، العابر للهويّات والطوائف، المنتصر للضحايا والمعذّبين.
الأمّ سلمى مرشاق سليم سوريّة – لبنانيّة – مصريّة، والزوجة مونيكا برغمان ألمانيّة – لبنانيّة، وبينهما الأخت رشا الأمير. رشا، التي عاشت في فرنسا قبل لبنان، تكتسب هويّاتها الكثيرة، لا من الجنسيّات، بل من الأفكار واللغات والأمكنة. لقد عملت في الصحافة إبّان سكنها في باريس، ثمّ أصدرت رواية «يوم الدين» وكتاباً لغويّاً تعليميّاً سمته «كتاب الهمزة». في هذه الغضون شاركت رشا أخاها لقمان تأسيس «دار الجديد» للنشر. عبد الله العلايلي ومحمّد خاتمي كانا ممّن اهتمّت الدار بنشر أعمالهما.
الكتابة وما يتّصل خصوصاً بالوعي النهضويّ وبالإصلاح الدينيّ وجدا صوتاً مبكراً في الوالدة سلمى التي عاشت، هي الأخرى، في مصر قبل انتقالها إلى لبنان. لقد عرّفت سلمى، في كتابين، بنقولا حدّاد الذي سمّته «الأديب العالِم»، وبإبراهيم المصري الذي وصفته بـ «رائد القصّة النفسيّة». أمّا الاهتمام الذي لازمها بـ «الشوام»، أي السوريّين واللبنانيّين ممّن هاجروا مبكراً إلى مصر – وسلمى نفسها من ذريّاتهم – فجاء تعبيراً عن القيم الحديثة والتحرّريّة التي حملها هؤلاء «الشوام» ورعاها الوجود البريطانيّ المستنير حينذاك.
هذا الوعي العابر كمّله فهم للسياسة عابر أيضاً حمله زوجها المحامي محسن سليم. فهو، ولم تكن الهويّات الطائفيّة انفجرت على النحو الذي نعرفه اليوم، كان قريباً من حزب «الكتلة الوطنيّة» الذي ربط بين جبل لبنان وضاحية بيروت الجنوبيّة، أي بين المسيحيّين والشيعة، وكانت الضاحية يومذاك لا تزال لبنانيّة الهوى، صلتها ببيروت أوثق من صلتها بطهران. وعملاً بوعي مُصلَح للدين، دافع سليم عن المثقّف البارز صادق جلال العظم وعن الأديبة ليلى البعلبكي حين تعرّض لهما وعي متزمّت في تديّنه. قبلذاك تولّى دعوى الصحافيّ كامل مروّة، مؤسّس جريدة «الحياة»، الذي اغتالته مخابرات عبد الناصر وزبانيتها في بيروت.
هذه الميول والتوجّهات تتجمّع كلّها في مونيكا برغمان. فهي أصدرت بالفرنسيّة كتاباً عن الصحافيّ الجزائريّ سعيد مقبل الذي أسّس، في بلده، صحيفة «لوماتان» اليوميّة الناطقة بالفرنسيّة، قبل أن يصرعه في 1994 متعصّبون، إمّا من الإسلاميّين أو من العسكر، في الجزائر العاصمة. ومونيكا عابرة أيضاً: صارت لبنانيّة جدّاً فيما ظلّت ألمانيّة جدّاً ولم تجد في هذا ما ينفي ذاك. لقد عملت في صحافة بلدها الأصليّ ودرست لغة بلدها الجديد في بون قبل أن تتابع درسها في دمشق. وبعد زواجها من لقمان أسّسا معاً «أمم للأبحاث والتوثيق»، وأخرجا فيلمي «مَقتلة» عن ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا في 1982 و«تدمر» عن معاناة السجناء اللبنانيّين في ذاك السجن بسوريّا.
دأب السيّدات الثلاث يمتدّ من البحث عن الحقيقة والدفاع عن الضحيّة والسعي إلى عالم أكثر عدلاً ونظافة إلى العيش في عمق اللغات وعلى حدودها، وفي البلدان وعلى تخومها... فهنّ كنّ وما زلن يعبرن الهويّات بينما يتسارع الهبوط العامّ إلى ما دون الهويّة، وإلى القتل المتعصّب الذي أودى بلقمان مثلما أودى من قبل بكامل مروّة وسعيد مقبل ممّن ضُمّوا جميعاً إلى عائلة الأحزان الكبرى.
سيّداتنا الثلاث أرقى ما يصل بعضَ لبنان ببعضه الآخر، وما يشدّه إلى العالم كما يشدّ العالم إليه. وهنّ كان في وسعهنّ أن يشكّلن جسراً بين أجمل ما في أمس هذا البلد وبين غدٍ لم يُكتب له أن يأتي.
فسلمى ومونيكا ورشا لم يفقدن حبيبهنّ فحسب. إنّهن يُقمن لصق جادة أُطلق عليها اسم «جادة الخميني»، وعلى مقربة من جداريّة لقاسم سليماني تهيمن اليوم على المشهد العامّ. هذا عدوان، صارخ ودائم ومتواصل، على سيّداتنا الثلاث.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث نساء في بيروت ثلاث نساء في بيروت



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab