الواقع لا الأفكار المُسقطة عليه
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الواقع.. لا الأفكار المُسقطة عليه

الواقع.. لا الأفكار المُسقطة عليه

 العرب اليوم -

الواقع لا الأفكار المُسقطة عليه

حازم صاغية

تلاحق في العقود الأخيرة انهيار المنظومات الفكريّة، الكلّيّة والجزئيّة، التي كان لها اليد الطولى في صياغة القناعات السياسيّة للعرب. وجاءت ثورات «الربيع العربيّ» بتعريتها الواقع القائم تطيل قائمة المنظومات المنهارة.
فالعروبة أو القوميّة العربيّة بدأت تترنّح مبكراً مع الانفصال السوريّ عن «الجمهوريّة العربيّة المتّحدة»، التي ضمّت مصر وسوريّة، في 1961. حتّى إذا حلّت هزيمة الناصريّة في حرب حزيران (يونيو) 1967، انطوى المشروع ولم تبق له إلاّ ذرائع منهَكَة في تبريرها أنظمة الاستبداد العسكريّ.
لكنّ الفكرة الوطنيّة تعرّضت أيضاً لهزائم متلاحقة، ربّما ظهرت بداياتها مع الحرب الأهليّة في لبنان عام 1975 ومع تصدّع المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ الذي حاول أن يرث القوميّة العربيّة. إلاّ أنّ المؤكّد أنّ انهيار العراق، بعد تحريره واحتلاله في 2003، شكّل الضربة القاصمة للمشروع المذكور.
وفي هذه الغضون أصاب الديموقراطيّة، ومعها الليبراليّة والنيو ليبراليّة، ما سبق أن أصاب الاشتراكيّة من قبل. ذاك أنّ الأخيرة التي فقدت موقعها العالميّ بانهيار الاتّحاد السوفياتيّ وكتلته، فضلاً عن تحوّل الصين إلى اقتصاد السوق، لم تُلهب مرّةً مخيّلة الشعوب العربيّة ولم تصنع قناعاتها العريضة. صحيح أنّ العراق والسودان عرفا حزبين شيوعيّين شعبيّين، إلاّ أنّهما شكّلا الاستثناء الذي يبرهن القاعدة، سيّما وأنّ انصرام الوقت الضائع، وقت الانخداع بالأوطان والتحديث، وافتتاح زمن الهويّة، فتّتا الحزبين وألحقاهما بجماعات الهويّة إيّاها.
أمّا البسملة والحمدلة بالديموقراطيّة، لا سيّما في مناخ حرب العراق في 2003، فلم تحجبا المصاعب الهائلة في الانتقال إليها في بلدان مفتّتة ومتنازعة. وبالفعل ما لبثت هذه المصاعب الهيكليّة أن ابتلعت الديموقراطيّة التي لم يبق منها إلاّ مصوّتون لطوائفهم وبرلمان موزّع بين طوائف متزايدة الطائفيّة ومتزايدة العنف. وفي السياق ذاته تحوّل التبسيط النيو ليبراليّ لبعض منظّري العولمة، عن العالم كقرية كبرى، إلى مزاح سمج في عالمنا الذي «تضمّ كلّ قرية فيه عالماً كبيراً» (التعبير للباحث الشابّ فادي بردويل).
أمّا الليبراليّة، وهي دائماً أضعف من الاشتراكيّة الضعيفة، فشاركتها التقلّص إلى أمزجة فرديّة أو نخبويّة ضيّقة لا تكتم عجزها عن تجريب ذاتها في منطقة تفتقر إلى الدول وإلى توطّد المجتمعات.
لكنْ مع الثورات العربيّة، امتُحن الإسلام السياسيّ بوصفه «الحلّ»، على ما يقول «الإخوان»، فانتهى الأمر انتكاسة في مصر وكارثة في المشرق الآسيويّ يتصدّرها انفجار التنازع السنّيّ – الشيعيّ وصعود حركات كـ»داعش» و»النصرة».
في هذه الغضون انهار ما يمكن أن نسمّيه نظريّة الثقافة العربيّة التي حاولت، من خلال الثنائيّات الجوهريّة، أن تحاكي النظريّات الكبرى، عبر مواقف صارخة من «الحداثة» و»الأصالة» أو «المعاصرة» و»التراث» يراد لها أن تصاغ قانوناً.
ولا شكّ أنّ هذا التصفير وذاك العري من المرتكزات التي تسعى الأنظمة العسكريّة والاستبداديّة إلى البناء عليها، وإلى إقناعنا تالياً بأنّها هي وحدها ما يملأ الفراغ الكبير، بعدما أمعنت تلك الأنظمة نفسها في التفريغ الذي نعيشه الآن.
وبالفعل، فالاستجابة الفكريّة العربيّة للمخاض الجيولوجيّ الراهن حجّةٌ في يد العسكريّين والمستبدّين الذين يطيب لهم التباهي بعطالة المثقّفين وثقافتهم.
لكنْ كائناً ما كان الأمر، يتبدّى أنّ وداع الإيديولوجيّات الكبرى حافز، ولو مبدئيّ، على الرجوع إلى الواقع لمحاولة التعرّف إليه بانشقاقاته وتفاصيله وأرقامه التي لم تُعرها تلك الإيديولوجيّات الأهميّة التي تستحقّ.
فالسوسيولوجيا لا الإيديولوجيا، على ما كتب ذات مرّة الزميل حازم الأمين، قد تكون الممرّ الإجباريّ لفهم صحيح بيّنت الثورات درجة افتقارنا إليه. ألم تنشأ السوسيولوجيا نفسها، مع أوغست كونت، عن إحباطات الثورة الفرنسيّة كما عبّرت عنها «الثورة المضادّة» مطالع القرن التاسع عشر؟
في أغلب الظنّ أنّ المعنى الوحيد اليوم لأولويّة الهمّ الثقافيّ يكمن هنا.

arabstoday

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 13:43 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 13:42 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 13:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 13:34 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 13:31 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

البلد الملعون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع لا الأفكار المُسقطة عليه الواقع لا الأفكار المُسقطة عليه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab