الدراما السورية حرمان السوريين من النصر العسكري

الدراما السورية: حرمان السوريين من النصر العسكري

الدراما السورية: حرمان السوريين من النصر العسكري

 العرب اليوم -

الدراما السورية حرمان السوريين من النصر العسكري

غسان الإمام

أميركا في إجازة. باراك أوباما مشغول بهندسة صورة تذكارية لإنجازاته المتواضعة في ولايته الأولى. هؤلاء الأميركيون متسامحون. انتخبوه ثانية. وينتظرون منه أن يقول ما لا يستطيع أن يفعل، في ولايته الثانية. أوروبا تتثاءب عندما تغفو أميركا. تركيا سحبت مسلسل «مهند ونور» من التداول العربي. أطفأت التلفزيون. فهي تنام عندما تتعطل لغة الكلام في أميركا وأوروبا. حتى الخليج الذي يسهر عادة مع الدراما السورية صمت، لكن بعيون مفتوحة. فقد تابع المخضرم الأخضر الإبراهيمي مخرج مسلسل «باب الحارة» الذي أنتجته روسيا. وعرضته في الأسبوعين الأخيرين. ودار حول إبقاء بشار في الحارة. وحرمان السوريين من نصرهم العسكري. صحا المخرج الأخضر (79 سنة) من غفوته. وأعاد طرح حكاية «الحوار التفاوضي» حلا للدراما السورية، بسيناريو روسي جديد. لكن بشار (بطل المسلسل) أبلغ المخرج بأنه يرفض الحوار مع ثوار باب الحارة. ويصر على تحقيق «نصره» عليهم. بعد 45 ألف شهيد سوري، يقول الإبراهيمي إنه «تشرف» بمقابلة «الرئيس بشار». ويبدو أن اللقاء لم يكن ناجحا. فقد أوفد بشار الدبلوماسي المفضل لديه فيصل مقداد، إلى موسكو، ليبلغها احتجاجه حول زعم الأخضر، بأنها موافقة على تنحيه. وعلى تشكيل حكومة انتقالية من النظام والثوار، مع صلاحيات تنفيذية كاملة. ويبدو أن المقداد نقل أيضا إلى موسكو رفض بشار التنحي، بعد نحو سنتين (منتصف عام 2014). والدستور السوري الجديد فيه مادة تمنحه «حق» الترشح في العام المذكور. ومرة رابعة «2021». ومن ثم، فهو مصمم على متابعة القتال «حتى النصر» والقضاء على الثورة. في محاولة لإنقاذ الخطة الروسية التي يخرجها الإبراهيمي، عادت موسكو إلى موقفها السابق. فاعتذرت ضمنا لبشار. وقالت إن الخطة تستند إلى قرارات مؤتمر جنيف (30 يونيو «حزيران» الماضي) التي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية، من دون أية إشارة إلى وضع بشار. وهكذا، بات واضحا أن الإبراهيمي أنهى دوره بنفسه. فلم يعد يملك ثقة بشار. ولا هو يملك موافقة فصائل المعارضة المسلحة والسياسية، على التفاوض مع النظام، إذا لم يغادر بشار منصبه. بل رفض معاذ الخطيب شيخ الائتلاف (أكبر فصائل المعارضة السياسية)، تلبية دعوة روسية لزيارة موسكو، وطالبها بإدانة مجازر النظام. ومضى الروس في تراجعهم، إلى درجة نفي حكاية الموافقة الروسية/ الأميركية المشتركة، على تشكيل حكومة انتقالية، حسب قرارات جنيف. وكانت حكاية الموافقة المشتركة من تأليف الأخضر الإبراهيمي. وما زال مصرا عليها. روسيا لم تفقد الأمل. ما زالت تقول إن بالإمكان رتق الفتق، ربما للتغطية على إخفاقها إلى الآن في تحقيق أي تقدم. تلك هي الملابسات المعقدة لمسلسل «باب الحارة» الجديد. ولم يبق أمام موسكو سوى عشرين يوما، لتحقيق «معجزة» جمع الفرقاء حول المائدة، أملا في فرض «حل تفاوضي». فستعود أميركا من إجازتها. وربما لن تترك روسيا وحدها في إدارة الأزمة السورية. غباء بشار، في رفض الحوار مع المعارضة، أحبط ذكاء روسيا في محاولة إنقاذه، والحفاظ على دور له في «الحل التفاوضي». بعد الهزائم العسكرية التي مني بها. وبمعنى آخر، فقد أخفقت موسكو في حرمان الثورة السورية، من استكمال نصرها الميداني. فقد تجاوزت المعارضة السياسية والمسلحة مرحلة التفاوض مع الأسد، ولا سيما أنه هو الذي تراجع عن دعوته لها إلى الحوار. أود هنا أن أتناول موقف فصيل سياسي داخلي ما زال موافقا على التفاوض مع نظام بشار، للوصول معه إلى حل يجنب سوريا «التدخل الخارجي». هذا الفصيل هو ما يعرف اختصارا بـ«هيئة التنسيق» التي يرأسها المحامي حسن عبد العظيم الأمين العام للاتحاد الاشتراكي العربي. سبق لي أن سجلت اعتراضي هنا، على قصف معارضين له بالبيض والبندورة، عندما زار القاهرة بدعوة من الجامعة العربية. وقلت إن المعارضة التي ترفض موقفه المتسامح مع النظام، لا تملك حق الاعتداء عليه، وإهانته في عاصمة أكبر دولة عربية. هذا الحرص على كرامة حسن عبد العظيم لا يمنع من تخطئة مقولات، ما زال يحتفظ بها منذ عهد الدكتور جمال الأتاسي مؤسس تنظيم الاتحاد الاشتراكي. وعندما سرب الراحل الأتاسي إليّ نسخة من اتفاق «الجبهة التقدمية»، لإذاعتها عبر وكالة الأنباء التي أمثلها، ذهلت بما تضمنته من «تنازلات» تفقد أحزاب الجبهة الحق، في ممارسة النشاط بين الطلبة. والنقابات. ونقلت إليه ملاحظتي، فأجابني رحمه الله بأنه لا بد من التعاون مع «نظام الأمر الواقع». وأمضي فأقول اليوم إن احترامي وثقتي بنزاهة الراحل الكبير. وثقافته. وعروبته، يجب أن لا تمنع الاعتراف بأنه كان سياسيا غير ناجح، سواء كان في الحكم أو المعارضة. نعم، فهو مدين لحافظ الذي أخرجه من سجن صلاح جديد. لكنّ وفاءه لحافظ لم يحرج الأخير. فقد اخترق الاتحاد الاشتراكي أمنيا وسياسيا. ووزّر المنشقين عنه. حسن عبد العظيم يرأس اليوم ائتلافا سياسيا وحزبيا معارضا. وفي هذا الائتلاف، أشخاص كانوا في صلب نظام الأب. وما زالوا يتزاحمون على الشاشات العربية. والإيرانية. والروسية، داعين إلى تفاوض المعارضة مع النظام. ورافضين التدخل الخارجي، غير مدركين أن ذبح نحو خمسين ألف إنسان غير المقولات الوطنية والقومية التقليدية. في دبلوماسية الإبراهيمي أخطاء فادحة تدل على عدم إدراك، لطبيعة المجابهة في المشرق العربي. الرجل يدعو إلى نشر قوات «حفظ السلام» للفصل بين قوات النظام والثوار. وإذا ما طبق الاقتراح، فسيجمد الوضع السياسي والميداني. ويلحق أذى بالغا بالمعارضة. ويبقي على نظام الأسد، بهيكليته المافيوية والإدارية، ووحشية وتخلف مؤسسته المخابراتية والإدارية. ويحول قوات حفظ السلام، إلى قوات احتلال دائم. ومهين للاستقلال وللسيادة. هذا النوع من التدخل الخارجي مرفوض. وعلى أية حال، فقد بلغت الثورة مستوى من القوة، بحيث لم تعد بحاجة إلى تدخل خارجي. ويكفيها أن تتلقى أسلحة قليلة متطورة، لاستكمال نصرها التام والنهائي. وإذا كان من دور لحسن عبد العظيم بالذات، فهو العمل بجديته. ونزاهته، لتوحيد الفصائل المقاتلة التي أخشى اقتتالها بعد سقوط النظام، أكثر من خشيتي من الاقتتال الطائفي. وصل الإبراهيمي إلى دمشق في يوم مجزرة الخبز. و«تشرف» بمقابلة الرئيس بشار في اليوم التالي، من دون أن يتشرف بإلقاء كلمة رثاء لشهداء الخبز. الذين يقال إن عددهم تجاوز المائة شهيد. أما سيرغي لافروف فما زال عند موقف روسيا بأن بإمكان السوريين القبول بالتفاوض مع نظام ما زال يظن أنه قادر على تحقيق نصر على ثورة 23 مليون إنسان. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 07:15 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد وقف إطلاق النار؟

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ليس نصراً ولا هزيمة إنما دروس للمستقبل

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما السورية حرمان السوريين من النصر العسكري الدراما السورية حرمان السوريين من النصر العسكري



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab