مذكرات الشرع تمجيد للأب وصمت عن الابن
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

مذكرات الشرع: تمجيد للأب وصمت عن الابن!

مذكرات الشرع: تمجيد للأب وصمت عن الابن!

 العرب اليوم -

مذكرات الشرع تمجيد للأب وصمت عن الابن

غسان الإمام

انتهت حرية الثقافة السياسية لدى «البعث»، بغدر الجيل الحزبي الثاني والثالث، بمثقفي النخبة في الجيل الأول، وإقصائهم عن السلطة والسياسة. وعندما طلب الناشر (عزمي بشارة) من «صديقه» فاروق الشرع أن يكتب مذكراته، أصر وزير الجيل الثاني على أن «يستأذن» قيادة بشار للجيل الثالث!
نحن، إذن، في «الرواية المفقودة» أمام مذكرات صدرت تحت الرقابة الرسمية. مع ذلك يصر الناشر في مقدمة الكتاب، على أن الشرع من أهم وزراء الخارجية العرب، «إن لم يكن أهمهم على الإطلاق»!
ومن حسن حظ الناشر أنه لم يذكر اسمه، ربما لكي لا يحاسبه مثقفو السياسة، عما إذا كان الشرع حقا أكثر أهمية من وزراء خارجية كعمرو موسى. ومحمود رياض. وعبد العزيز بوتفليقة. أو أن ما كتبه الشرع تحت الرقابة يطغى، مثلا، على مذكرات أكرم الحوراني (من الجيل الحزبي الأول) التي كانت أهم مذكرات سياسية سورية أو عربية، في النصف الثاني من القرن العشرين. فقد كتبت والحوراني يتمتع بحرية تامة، خارج الأسوار السياسية والحزبية.
ما زالت دور النشر العربية تترك للمؤلف أن يكتب على هواه (على عماها). فهي لا تملك المحررين الخبراء في كتابة المذكرات، كما لدى دور النشر الغربية. فتأتي المذكرات جافة. خالية من المعلومات المنشودة، بما في ذلك مذكرات الشرع الذي روى «الحقائق» كما رآها هو. فكان دائما على «حق». والآخرون متهمون دائما عنده بـ«الكذب. الخداع. التآمر. الخيانة» حسب المنطق الحزبي في دولة بوليسية.
ومن الطرافة الاعتراف بأني عرفت وزراء الخارجية الثلاثة، بالمصادفة أو بحكم المهنة. كنت في المدرسة الابتدائية أرى «زميلي» التلميذ الصغير وليد المعلم وهو يتدرب على عمله المقبل كوزير للخارجية. فقد كان يتسلى بصبر عجيب، بهز قدميه القصيرتين وهو جالس بأدب خجول على مقعده الخشبي في الفصل. وأخطأت فدخلت كلية شكسبير الإنجليزية في الجامعة. فلفت نظري زميل هادئ. دائم العزلة عن الزملاء. ولم أعرف أنه «مشروع الوزير» فاروق الشرع، إلا عندما رسمه بعد ثلاثين سنة الرئيس الأسد وزير دولة ثم وزير خارجية. ثم جلست هنا في باريس ساعات طويلة مع «غريمه». وسابقه. ونائب رئيسه عبد الحليم خدام. ولعل قارئ «الشرق الأوسط» يتذكر الحلقات الثلاث التي كتبتها عن اللقاء.
قرأت مذكرات الشرع، ذهابا، من أول صفحة إلى الأخيرة (495). وأعدت قراءتها من الأخيرة إلى الأولى. أحزنني هذا الرجل. فهو ما زال يلوك في الذهاب والإياب أفكار رئيسه الراحل. لم يغادرها كما فعل «صديقه» عزمي بشارة الذي نقل «كاتيوشا» النضال من الكتف السوري. إلى الكتف القطري.
يبدو أن الشرع في غاية الأمان، لكونه «وديعة» الأب لدى الابن. فلو غادر القفص، فسيلاحقه أهالي عشرات ألوف القتلى من عشيرته، في سهل حوران، لتمجيده الأب. ولصمته عن الابن. كما أنهم لا يوافقونه على تحيزه الواضح لإيران. ولعدائه المستتر للسعودية.
يعترف الشرع بنشوء «مراكز القوى» في النظام والصراع بينها. وهو أمر طبيعي في دولة فاشية مغلقة. لكنه يستثني نفسه منها. الواقع أنه كان هو أيضا مركز قوة. وكان صراعه المستمر مع عبد الحليم خدام دليلا على ذلك، بسبب الغيرة. واختلاف الشخصية. وأسلوب العمل. ويقول إن خدام كان يطرح نفسه بنبرة راديكالية ضد «المرجعية العربية»، مناديا بمنح الروس قواعد في سوريا. ثم يتهمه بخطف سبحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، خلال زيارة الأسد لليمن، وقدر ثمن حباتها بألوف الدولارات.
ولا ينتبه الشرع، في مذكراته، إلى أن رئيسه الأسد كان يشجع مراكز القوى على الصراع الشخصي والمصلحي بينها. فكان يسخر من خدام أمام الشرع. فيصفه بـ«شيخ عين التينة» صاحب الأسلوب «الفج». وربما كان يسخر من الشرع أمام خدام. وفي اعتقادي الشخصي، أن الأسد كان يملك قدرة فائقة على الاحتواء. والاستيعاب. وتفكيك واختراق الأحزاب ومراكز القوى، خصوصا من السنة. فيختار وزراءه ومساعديه منهم، بعد اختبار ولائهم وانضباطهم سنين كثيرة (كالشرع)، حريصا على أن يكونوا دون المستوى العادي للذكاء والكفاءة، كمحمود الزعبي الذي ظل رئيسا للحكومة 13 سنة متوالية!
كان الأسد يظهر وكأنه فوق الصراع، ليتحكم به بـ«الريموت كونترول». كما فعل في الصراع الخطير بين شقيقه الأصغر رفعت وقادة الفرق العلوية في الجيش. أما خدام فقد كان أكثر انفتاحا وذكاء من الشرع «الحوراني المنضبط» الذي لا يصلح، في تقديري، للعمل الدبلوماسي، بسبب الهواجس. والجفاء في الطبع. وانغلاقه الآيديولوجي. وقال لي خدام «إن مدير مكتبه وليد المعلم كان أفضل من الشرع». وأضيف من عندي أن الشرع أضاع فرصا كثيرة للتوصل إلى اتفاق حول الجولان. ويبدو ذلك واضحا في مذكراته التي سأعرض فيها تفاصيل عمله، يوم الثلاثاء المقبل.
للأمانة، لا بد من القول إن فاروق الشرع كان مركز القوة الوحيد الذي لم ينغمس في فساد سائر مراكز القوى. وإذا كان قد أثرى، فبفضل مخصصات سفرياته الباهظة. والهدايا التي تلقاها. وكان عليه إيداعها خزانة الدولة، كما ينص القانون في الدول الديمقراطية.
كانت علاقة الشرع بشعبه وقيادته الحزبية واهية. وجهه في محادثاته وصوره حمل دائما تعبير الجدية الصارمة. والعصبية المتوترة. فعانى من أزمة قلبية نجا منها بعمليتين جراحيتين. ويقول إنها لم تؤثر على ملكاته الذهنية. مع ذلك، نسي الشرع أو تجاهل عمدا في مذكراته أحداثا خطيرة.
لا كلمة في المذكرات عن أحداث حماه (1982). لا كلمة عن اعتصام وتأميم النقابات المستقلة (1980). لا مراجعة نقدية لغزوة الأردن (1970). وحرب النكسة (1967). وإسقاط حكم القيادة القومية للحزب (1966). ودور الشريكين اللدودين الأسد وصلاح جديد في كل ذلك. مع تجاهل تام لتوريط أميركا للأسد في لبنان (1976). هناك القليل القليل عن حروب الرهائن. والمخيمات. وشيعة «حزب الله» و«أمل». وفلسطينيي الأسد ضد فلسطينيي عرفات. وكلها أسقطت ألوف الضحايا والجرحى.
تروي المذكرات تفاصيل غير وافية، حتى عن غيبوبة الأسد القلبية (1982). وعن محاولة «الإخوان» اغتياله (1980). دفع الأسد بعفوية قنبلة يدوية تدحرجت نحوه. انفجرت الثانية بقربه. فأصابته بجروح في الصدر والقدمين. خرج من المستشفى، ليعرض على «الإخوان»، بدهائه الشديد، توزيرهم واستيعابهم في الحكم! فرفضوا. وهربوا إلى الأردن.
لا شيء في المذكرات عن تصعيد دور المخابرات. وتسييسها، بعد المواجهة الصعبة مع رفعت الأسد، بحيث سيطرت على الجيش. والحزب. والإدارة الحكومية. وأدارت الفساد. والإرهاب. والاغتيالات: كمال جنبلاط (1977). صلاح البيطار والصحافي سليم اللوزي (1980). الرئيس بشير الجميل. إيلي حبيقة (الثمانينات والتسعينات). ورفيق الحريري الذي تكفل استشهاده في (2005) بإخراج القوات السورية من لبنان.
حديث الثلاثاء المقبل أيضا عن مذكرات فاروق الشرع (77 سنة) ودوره الدبلوماسي في تنفيذ سياسة الأسد المزدوجة: التضامن مع العرب. وإدخال «حصان طروادة» الإيراني إلى المشرق العربي.

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذكرات الشرع تمجيد للأب وصمت عن الابن مذكرات الشرع تمجيد للأب وصمت عن الابن



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab