حل سوري للحروب العربية

حل سوري للحروب العربية!

حل سوري للحروب العربية!

 العرب اليوم -

حل سوري للحروب العربية

غسان الإمام

الروس والإيرانيون الذين قالوا إن «الحل سوري» لم يصدقوا أنفسهم. استمروا في التدخل من ثقب الباب. واصلوا تسليح «جناب» الرئيس بشار. وواصل الإبراهيميون الخضر مفاوضة الروس للعثور على حل غير سوري! الإيرانيون الذين يبدو أنهم نفضوا أيديهم وأنفسهم أخيرا، من عميلهم السوري، آثروا الذهاب إلى الرئيس محمد مرسي، لإقناعه بأن «الحل السوري» هو حل إقليمي سني/ شيعي، يجب أن يقدمه مكتب إرشاد إخواني، ومرجعية الفقيه خامنئي. صدق «الإخوان» المصريون «الإلهام» الإيراني. فلم تكد بعض وسائل الإعلام المصرية شبه الرسمية تنتهي من الإشادة بالحل الخليجي لتمصير خمسة مليارات دولار، حتى دعت إلى «تفعيل» الدورين المصري والإيراني معا، في ما يتعلق بالقضية السورية! وأضافت بحماسة أن مصر تتعامل مع إيران بصفتها «قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها» وأخطأ مبارك في معاداتها. ثم عددت الأسباب «الوجيهة» لسياسة مصر الجديدة، فقالت إن مصر تود «انتهاج سياسة خارجية تنأى عن الاستقطاب (العربي/ الإيراني)»، لأن إيران من الدول القليلة التي ترتبط بعلاقات «ودية» مع نظام بشار الأسد. ثم أحالت المفلس على المفلس، كما يقول المثل، فوجدت في إيران المفلسة مصدر «استثمارات خارجية» تريد مصر أن تجتذبها! بعد استضافة مصر لقاسم سليماني القائد الإيراني لـ«فيلق القدس» استضافت نده المدني وزير الخارجية علي أكبر صالحي. تحمس صالحي للانحياز الإخواني، فدعا دول المنطقة إلى البحث عن حل للأزمة، من خلال «منطق سوري/ سوري». والمعنى أن يكون للأسد والشبيحة دور في هذا الحل! ورفض صالحي الاعتراض العربي على التدخل الإيراني في الدراما السورية، بحجة وجود شيعة في العراق. ولبنان. وسوريا. شبيحة صحافة الأسد لاحقت الوسيط الأخضر الإبراهيمي، بحجة «انحيازه» ضد الحل السوري الذي قدمه بشار. مع ذلك ما زال الأخضر متمسكا بالحكاية. ويتكلم عنها بالروسية. أخفق لافروف في استحضار الحل المفقود. فاستحضر الأخضر أميركا أوباما وضمها إلى فريق البحث عن البديل السوري الضائع. حكمت هيلاري العالم طيلة وجود أوباما الأول في البيت الأبيض. «اخترعت» هيلاري الربيع العربي الإخواني. مرضت. فاعتزلت. انتهز أوباما الفرصة. فشكل إدارته الجديدة من أنصار بشار (بزعامة جون كيري) ومن أعداء نتنياهو (بزعامة تشاك هاغل). وهكذا، بدأ أوباما بدوره رحلة البحث عن حل أميركي/ روسي، لحل سوري: حكومة انتقالية بمعرفة الدولي الأخضر الإبراهيمي. الإشكال الوحيد اشتراط القوميسار بوتين تطعيم الحل بـ«نفس علوي». واشتراط العم أوباما حرمان «جبهة النصرة» من الجنة السورية. كيف تبدو سوريا بعد استئصال قاعدة «تفتناز» الجوية؟ بشار بـ«سبعة أرواح». يستخدم الصواريخ والطائرات لتدمير عشرين هيليكوبتر نسي الشبيحة تدميرها قبل الفرار. وهناك قوة شبيحة تبذل جهدها للمحافظة على عشرين مروحية أخرى، لتدمير ضواحي دمشق وقرى سهل حوران التي لجأ أهلها إلى مخيم الزعتري في الجنة الأردنية. عموما، الحالة السورية أشبه بـ«طوز خرماتو» عراقية. خليط من مالكي. طالباني. صدري. أنباري. بارزاني. قطعت سنة الأنبار طريق المالكي إلى دمشق. فقطع المالكي طريق السنة إلى عمان. بانتظار وصول دولة الإبراهيمي من جنيف الأميركية/ الروسية، وعودة طالباني من غرفة الإنعاش الألمانية، بعضهم تقدم بحل للأزمة الناشبة في طوز خرماتو السورية: قوات «حفظ سلام» بين داحس والغبراء، على أمل انتهاء حروبها عندما يشيب الغراب. ويفنى التراب. لست هازلا إذا قلت إن هناك حالة «طوز خرماتو» في كل بلد عربي. في لبنان، طوز خرماتو طائفي يدعو إلى انتخاب كل طائفة نوابها. في الضفة وغزة «طوز» يحول دون المصالحة. في العراق، طوز خرماتو مالكي يعتبر كل عربي سني أو كردي مدانا، إلى أن تثبت إيران براءته. في الأردن، طوز إخواني يطالب بأكثر من صوت انتخابي. في مصر، طوز إخواني ينادي بأقل من صوت لكل معارض ساكن في «حتة» التحرير. في تونس، طوز نهضوي ضد خرماتو علماني... السحر العجيب ربما قادر على جمع هذه المجموعة من «الطوزات» العربية، في «خرماتو» عسكري يبدد طوز بشار، بقيادة الإبراهيمي أو نبيل العربي، وبإذن دولي. أو أميركي. لكن ماذا بعد؟ هل يضمن الضامنون سلاما بين الطوزات العربية المعسكرة في الداخل السوري؟ هل هذه الطوزات قادرة على الصبر، على مشاكلها الخاصة بها، وهي معسكرة في سوريا؟ أعود إلى حكاية «الحل السوري» الذي شغلت روسيا وإيران العرب والعالم بخرافته، لتغطية رغبتهما في الاحتفاظ بالطوز العلوي، جاثما على صدر 23 مليون سوري. ثم أسأل: هل سوريا في وضع يؤهلها للبحث عن حل سوري لحروب عربية تنشب داخلها؟! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل سوري للحروب العربية حل سوري للحروب العربية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab