سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

 العرب اليوم -

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر

جهاد الخازن

بعد التبولة والكنافة أقرأ أن الفلافل والكبّة والليموناضة وعصير الرمّان والطحينة والزعتر إسرائيلية.

لا يكفي أنهم سرقوا الأرض وقتلوا أهلها أو شردوهم، فهناك حرب أخرى لسرقة أطعمة لا أزعم أنها فلسطينية فقط، وإنما هي عربية أقدَم من إسرائيل وخرافات التوراة كلها.

هذا موضوع أعود اليه عقداً بعد عقد، وكنت أيام الدراسة في جامعة جورجتاون أتردد على مقهى في مبنى ووترغيت المشهور، قرب شقتي المجاورة، وفوجئت يوماً بأن التبولة كتب عليها «سلطة إسرائيلية». كانت بلا توابل أو حامض أو زيت مع برغل خشن... يعني لا يكفي أنهم سرقوها، بل اعتدوا عليها مطبخياً.

بعد ذلك رأيت في برنامج تلفزيوني أميركي الثوب المطرز الفلسطيني يوصَف بأنه من التراث الإسرائيلي، كأن مهاجرة اشكنازية طرزته. وقد ادّعوا يوماً أن بعض أشهر الأطعمة الشامية، من نوع الحمص والباذنجان المتبل، إسرائيلي ما يبرر حرباً أخرى.

اليوم أعود الى الموضوع بعد أن وجدت في سوبرماركت قرب البيت من مجموعة «ويتروز» العالمية نشرة دعائية من 32 صفحة عنوانها «مذاق إسرائيل» وتضم الأطعمة التي بدأت بها.

الفلافل، أو الطعمية، جزء من العرب والعروبة والانتماء، فكيف أصبح المستوطنون يدّعون اختراعها؟ هل هناك مصري أو شامي لم يأكل ساندويش فلافل صغيراً كبيراً؟ سجلت مرة أنني عندما زرت حلب أول مرة لاحظت أن الطحينة (أو الطراطور باللهجة المحلية) بيضاء، وسألت البائع فقال: لبَن حبَّاب، لبن.

في البيت كنا «نمارس» الليموناضة، ثم أقرأ في الدعاية لإسرائيل أن اسمها «ليمونانا» مع شرح أن ليمون كلمة عبرية... يعني أضعنا الليمون الحامض بعد الأرض ومَنْ عليها.

أسوأ من ذلك الزعتر، فهو جزء من الفطور في أي بيت سوري أو أردني أو لبناني أو فلسطيني. والزميلة العزيزة فاتنة تأتيني به من الضفة الغربية لأنه هناك «أطعَم» من غيره. أما عصير الرمّان فكنا نعرفه في البيت، أو في الشارع. ولا أنسى بائع عصير الرمان عند مدخل سوق الحميدية في دمشق. كذلك لا أنسى «الحلوى» فهي أيضاً ضمن تراث إسرائيل مع أن الأصل تركي حتماً والمطبخ العربي نقل عنهم.

أقول ما يقول الفلسطينيون: أخدوا حيفا ما حكيناش. أخدوا يافا ما حكيناش. ياخدوا الزعتر؟ والله لندبحهم.

وكلمة جد، حربي ضد اسرائيل وقف على المقاطعة، ناساً وبضائع. وكنت بعد بدء عملية السلام في التسعينات معها وأشجع أبو عمّار على المضي فيها، وقررت يوماً أن أنهي مقاطعتي لمتاجر «ماركس اند سبنسر» البريطانية لأن السلام قادم. هو إنتكس وعدت الى المقاطعة، والآن قررت أن أضم مجموعة «ويتروز» الى المقاطعة بعدما ارتكبوا بحق الكبّة والفلافل والزعتر وغيرها.

لست وحدي، فقد قرأت بضع عشرة رسالة الكترونية تقاطع أو تنتقد. مثلاً:

- غيل: آخر مرة كنت في المنطقة كان الاسرائيليون مضيافين. أطعموني غازاً مسيلاً للدموع وماء ملوثاً. لا «ويتروز» بعد اليوم.

- روي: لا شيء «أطعَم» من فلافل مع جرعة عنصرية.

- لوسي: «ويتروز» إخجلوا من أنفسكم. هناك خيارات أفضل من اختياراتكم العنصرية.

- تيري: مخيب للآمال جداً. أوقفوا هذا الرياء.

أقول العالم كله ضاق بإسرائيل، وأطالب بحرب سلاحها الملاعق والشوَك إذا لم يعترف الغزاة بسرقة الفلافل والزعتر والكبّة و...

arabstoday

GMT 14:31 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

طيّ صفحة الحرب على السُّنّة في سوريا ولبنان

GMT 12:41 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

كبيرة آسيا

GMT 12:38 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لا تتركوا الساحة لفكر التجهيل والعتمة

GMT 12:33 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

من يمول إعمار غزة.. وبأي شروط؟!

GMT 12:31 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 12:30 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

آلَةُ العَيشِ صِحَةٌ وشَبَابٌ

GMT 12:27 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مصر ومضات الحضارة المتجددة

GMT 12:26 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ترمب والحوثي... أفلح إن صدق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر سرقوا الأرض والآن الفلافل والزعتر



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:37 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة
 العرب اليوم - تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab