عيون وآذان علاقات عامة ايرانية

عيون وآذان (علاقات عامة ايرانية)

عيون وآذان (علاقات عامة ايرانية)

 العرب اليوم -

عيون وآذان علاقات عامة ايرانية

جهاد الخازن

إيران تريد فتح صفحة مع العالم الخارجي، وتحديداً الولايات المتحدة، وكنت أتمنى لو أن السياسة المعتدلة التي أعلنها الرئيس حسن روحاني وأيّدها المرشد آية الله علي خامنئي، تشمل الجيران من دول الخليج، فتطمئن إلى أن الجمهورية الإسلامية طوَت الأحلام الفارسية القديمة. كان المرشح للرئاسة روحاني أعلن أن سياسته هدفها رفع العقوبات الدولية وإنهاء عزلة ايران، وهو رئيساً بدأ ينفذ فعلاً ما وعد به، ومساعدوه يقولون إن الأسباب الاقتصادية تبرر الأسباب السياسية للتفاوض مع الولايات المتحدة، فالاقتصاد الإيراني انكمش 5.4 في المئة في السنة الأخيرة وحدها، والتضخم السنوي بلغ 41.4 في المئة، وقد انهار التومان واشتدت البطالة. بعد ثماني سنوات عجاف في رئاسة المتشدد محمود أحمدي نجاد، بدأ العهد الجديد حملة علاقات عامة فاجأت الشرق والغرب. آية الله خامنئي بعث عبر «تويتر» رسالة تهنئة إلى اليهود بمناسبة السنة العبرية، والرئيس روحاني تبادل رسائل مع الرئيس باراك اوباما وتحدث عن «حوار بناء» في مقال نشرته «واشنطن بوست»، وقال الرئيس الأميركي في مقابلة مع تلفزيون آي بي سي، إنه يحاول فتح حوار مع إيران، وإن هذه قد تلعب دوراً في حل الأزمة السورية. وقال الرئيس الإيراني إن بلاده ترضى لسورية الرئيس الذي يريده السوريون، بمعنى أنها لا تصرّ على بشار الأسد. وثمة حديث وتسريبات عن احتمال اجتماع الرئيسَيْن الأميركي والإيراني على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كأن يلتقيا «صدفة» في أروقة المنظمة العالمية، حيث سيلقي روحاني خطاب إيران الثلثاء القادم. وهو سيقابل الرئيس فرانسوا هولاند. حملة العلاقات العامة الإيرانية شملت أيضاً الإفراج عن سجناء سياسيين، كانوا ثماني نساء وثلاثة رجال، وإعلان المرشد أن ايران لا تريد امتلاك سلاح نووي، وتعهد الرئيس روحاني بأن بلاده لن تسعى «أبداً» لامتلاك سلاح نووي مع تعهده بشفافية كبيرة في البرنامج النووي الإيراني. البرنامج النووي هو بيت القصيد، وكلام المرشد والرئيس مهم ومطلوب وكافٍ إذا فتحت ايران أبوابها لتفتيش دولي، وأقنعت العالم الخارجي بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي فعلاً. طبعاً هذا لا يناسب دعاة الحرب، مثل السناتور جون ماكين الذي يرفض أي اتفاق مع إيران لا يشمل استسلامها من دون قتال، وشريكه السناتور لندسي غراهام، الذي أعلن في اجتماع لأنصار إسرائيل أنه سيعرض مشروع قرار على مجلس الشيوخ يعطي الرئيس صلاحية إعلان حرب على ايران من دون الرجوع إلى الكونغرس، ليفوِّت على الرئيس فرصة تحويل المسؤولية عن أي ضربة إلى الكونغرس كما فعل إزاء سورية. لندسي يريد حرباً تدمر المنشآت النووية الإيرانية وأيضاً القدرة العسكرية الإيرانية حتى لا تستطيع الرد على الضربة هي وحلفاؤها. هذا موقف إسرائيلي خالص وراءه مجرم الحرب بنيامين نتانياهو، الذي أعلن صراحة أنه لا يكتفي بوقف البرنامج النووي العسكري في إيران، بل يريد إلغاءه، فهو اشترط مقابل رفع العقوبات أن تدمر إيران المنشآت النووية في قم (يقصد منشآت تحت الأرض لا تستطيع الغارات الجوية تدميرها)، ووقف تخصيب اليورانيوم، والتخلص من اليورانيوم المخصب الموجود، أي تصديره وبيعه، ووقف إنتاج قنبلة نووية. مَنْ يطلب هذا؟ يطلبه مجرم حرب يرأس عصابة جريمة تحتل بلداً وتشرد أهله أو تقتلهم وتدمر بيوتهم أو تسرقها. إسرائيل تملك ترسانة نووية، وتريد أن تهيمن على المنطقة (تدمير السلاح الكيماوي السوري جزء من هذه الخطة، وتنفيذه أصبح ممكناً بعد جريمة استعماله في الغوطتين التي يشير تقرير الأمم المتحدة إلى مسؤولية النظام عنها). إيران تصر على استمرار البرنامج النووي بتخصيب محدود لإنتاج الكهرباء، وعصابة إسرائيل تسيطر على السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، فلا أعرف هل تنجح السياسة الخارجية الإيرانية الجديدة، ولكن أقول إن الأقربين أولى بالمعروف، وواجب إيران قبل أن تمد يدها إلى حلفاء إسرائيل أن تبدأ بتحسين العلاقات مع جاراتها من الدول العربية. نقلا عن  جريدة الحياة  

arabstoday

GMT 09:51 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 09:50 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 09:45 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

تعزيز الدبلوماسية العامة في عالمنا اليوم

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

حكايات زائفة تملأ «النت»

GMT 07:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 07:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان علاقات عامة ايرانية عيون وآذان علاقات عامة ايرانية



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مأزق البرهان

GMT 00:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

إشكالية الزمن!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab