عيون وآذانشعر الغزل في زمن الشقاء

عيون وآذان(شعر الغزل في زمن الشقاء)

عيون وآذان(شعر الغزل في زمن الشقاء)

 العرب اليوم -

عيون وآذانشعر الغزل في زمن الشقاء

جهاد الخازن

بعض شعر الغزل لننسى أسباب الشقاء.
الإمام الشافعي قال: ولولا الشعر بالعلماء يزري / لكنت اليوم أشعَر من جرير. وبما أنني والقارئ لسنا من العلماء، بل من المتعلمين البسطاء، فان الشعر لن يزري بنا لأنه لا يوجد ما سيزري به.
الغزل تغيّر، وفي الشعر العربي القديم شواهد لا تكاد تحصى عن خصال الجمال وأهمها دقة الخصر وكبر العجيزة. والشنفرى الأزدي له قصيدة مشهورة عن أم عمر التي «أجمعت فاستقلت» يقول فيها: فدقَّت وجلّت واسبكرّت وأكملت / فلو جنّ انسان من الحسن جنت. وللقارئ: الشاعر يمدح نحول خصرها وضخم عجيزتها، واسبكرّت فهي بمعنى أنها طويلة. أما عروة بن أدينة فله قصيدة تبدأ بقوله: إن التي زعمت فؤادك ملـّها / خلقت هواك كما خلقت هوى لها. وفيها: بيضاء باكرها النعيم فصاغها / بلباقة فأدّقها وأجلـّها. والمعنى هو ذاته في شعر الشنفرى.
وكان النابغة في قصيدة يمدح بها النعمان أشار الى زوجته المتجردة، ما أثار حفيظة الملك عليه. النابغة قال: والبطن ذو عكن لطيف طيه / والاتْب تنفجه بثدي مقعد. وبعده: محطوطة المتنين غير مفاضة / ريا الروادف بضّة المجرَد.
والحديث هنا هو نفسه، فالعكن ما انطوى وتثنى من لحم البطن، والاتب الثوب، ومتناها مكتنزان.
أجمل مما سبق كثيراً شعر العذريين، وقيس قال:
أقول لظبي مرَّ بي وهو شارد / أأنت أخو ليلى فقال يُقال
أيا شبه ليلى ان ليلى مريضة / وأنت صحيح إن ذا لمحال
أما جميل فقال:
هي البدر حسناً والنساء كواكب / وشتّان ما بين الكواكب والبدر
لقد فضلت حسنا على الناس مثلما / على ألف شهر فضلت ليلة القدر.
وقال قيس بن ذريح: واني لأهوى النوم في غير حينه / لعل لقاء في المنام يكون.
في المقابل عمر بن أبي ربيعة كان عملياً ورأيه:
سلام عليها ما أحبت سلامنا / فان كرهته فالسلام على أخرى.
في المقابل أبو نواس كان قليل الأدب ثم خفيف الظل عالي الثقافة، وله قصائد عدة، أكثرها قصير، في جنان، ومنها:
أتاني عنك سبّكِ لي فسبّي / أليس جرى بفيكِ إسمي فحسبي.
وأيضاً:
جنان حصلت قلبي / فما أنْ فيه من باق
لها الثلثان من قلبي / وثلثا ثلثه الباقي.
وهو سخر من إحداهن وقال:
وقالت تزوجني على مهر درهم / وقلت اذهبي عني فمهرك غالي.
أبو فراس له شعر غزلي جميل منه:
وقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا / فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر.
وهو قال صادقاً:
ومن ذاق طعم الحب مثلي فانه / عليم بأن الحب مرٌّ مطاعمه.
وقصيدة إبن خلدون في ولادة بنت المستكفي لا تُنسى، فأختار بيتاً منها:
ربيب ملك كان الله أنشأه / مسكا وقدّر انشاء الورى طينا.
أحمد شوقي له قصيدة قصيرة مشهورة في أم كلثوم التي غنتها له، وأختار منها:
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها / وينثني فيه تحت الوشى عطفاها.
وضاق المجال وعندي ألف بيت من شعر النسيب، فأقول ما قال أمير الشعراء لأم كلثوم:
يا جارة الايك أيام الهوى ذهبت / كالحلم آها لأيام الهوى آها.

 

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذانشعر الغزل في زمن الشقاء عيون وآذانشعر الغزل في زمن الشقاء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab