يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا

يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا!

يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا!

 العرب اليوم -

يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا

بقلم - هدي الحسيني

من دون أحذية على الأرض تقوم الولايات المتحدة كداعم مالي وعسكري رائد - في حربين كبيرتين. في كلتا الحالتين، كافحت الدولتان اللتان تتلقيان المساعدة الأميركية - أوكرانيا وإسرائيل - لتحقيق أهدافهما، وفي حالة إسرائيل، يتم إلقاء اللوم على الولايات المتحدة في أجزاء كثيرة من العالم بسبب مدى دعمها.

وتقود الولايات المتحدة أيضاً حملة انتقامية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والتي زادت شدتها في الأيام الأخيرة، حيث أثارت كل ضربة جديدة مخاوف بشأن صراع يلوح في الأفق مع إيران. فمنذ اغتيال قاسم سليماني لم تتردد إيران عبر عملائها من القيام بعمليات ضد المصالح الأميركية في المنطقة؛ مما أثار نقاشات عسكرية أميركية حول نوعية الردع الأميركي.

حتى قبل هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كانت القوات الإيرانية تشن ضربات صاروخية وبطائرات من دون طيار، وتعمل من خلال وكلاء منحوها قدراً من الإنكار. وكانت ردود الفعل الأميركية باستمرار مؤقتة، وغير مركزة. لذلك؛ يجري الحديث الآن عن كيف يجب أن يبدو الردع في الشرق الأوسط من أجل أن يكون تدبيراً فعالاً ضد الإجراءات الإيرانية؟ في نقاشاتهم حول استراتيجية إيران يرون أن قادة إيران يركزون على ثلاثة أشياء. الأول هو حماية النظام. إنهم يريدون أن ينجو النظام وسيبذلون قصارى جهدهم للقيام بذلك. وتتحرك الأولويتان الثانية والثالثة في بعض الأحيان ذهاباً وإياباً بالترتيب: فهي تهدف إلى تدمير دولة إسرائيل، وتهدف إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة.

كان هذا يحدث قبل وقت طويل من هجمات «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. في عام 2019، كان لدى الإيرانيين تخطيط هجوم متقدم جداً على المنشآت الأميركية وعلى المرافق الأخرى في جميع أنحاء المنطقة. ومرة أخرى، بهدف دفع أميركا خارج المنطقة شنّوا عدداً من الهجمات منخفضة المستوى في صيف عام 2019، بما في ذلك إسقاط طائرة استطلاعية من دون طيار واختارت أميركا عدم الرد. وكانت الردود مشوشة بالمثل طوال بقية العام، فتم تصعيد الهجمات الإيرانية.

حجة المنتقدين الآن، أنهم، لو تصرفوا في وقت سابق وبشكل مباشر أكثر، لما أُجبروا على اتخاذ إجراء حتى ضد سليماني في يناير (كانون الثاني) من عام 2020. لذلك؛ فإن الدرس الذي تم استخلاصه، أنه في مسائل الردع، وفي مسائل تأسيس المصداقية مع إيران، كان من الأفضل التصرف مبكراً «ومن الأفضل التصرف بدرجة معينة من القوة التي سيعرفها الإيرانيون ويفهمونها».

بعد الضربة التي قتلت الجنرال سليماني، كان هناك توقع بأنه سيكون هناك رد أكبر بكثير من إيران. فضربوا قاعدة عين الأسد (في العراق) بعدد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى. وأدرك الأميركيون أن الإيرانيين كانوا يحاولون قتل الأميركيين في ذلك الهجوم. ولم يتمكنوا من القيام بذلك، وطارت لكماتهم إلى حد كبير في الهواء بسبب إعادة تموضع القوات الأميركية.

نحن في حاجة إلى أن نفهم أن الإيرانيين اعتقدوا دائماً وما زالوا، أنه يمكنهم العمل تحت خط أحمر معين في العراق وسوريا يسبب الألم لأميركا، وهم لا يعتقدون أن الأميركيين سيردون على ذلك.

مع مراجعة السياسة الأميركية تجاه إيران، الملاحظ أن حرب إسرائيل على غزة تجاوزت المائة وعشرين يوماً ومعها أسئلة تناقش داخل الدوائر الأميركية الأمنية، منها: هل سيكون من الممكن لإسرائيل اجتثاث «حماس» تماماً؟ الردود كثيرة على المستوى العالي جداً الذي اتخذه الإسرائيليون في سياستهم هدفاً لهم. ولا تزال هذه الإجراءات مستمرة في غزة ولم تكتمل للغاية حتى الآن. ثم لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي للقيام به، ويظهر لهم أنه، لن يقتصر الإسرائيليون على غزة. عندما يجدون قيادات «حماس»، سيضربونهم في أي مكان.

من الصعب جداً استئصال منظمة متطرفة عنيفة تماماً. وجد الأميركيون ذلك بشكل خاص في حالة «داعش». اليوم، ما زالوا يواصلون الإجراءات صعوداً وهبوطاً في وادي نهر الفرات، إلى حد كبير مع شركائهم الأكراد في سوريا وأحياناً في العراق لملاحقة الخلايا المعزولة لـ«داعش».

ويجب أن نتذكر أن الأميركيين لم يقولوا أبداً أن هدفهم هو تدمير «داعش» بالكامل. فهم أرادوا إزالة قدرتهم على التصرف دولياً، والترابط مع خلايا «داعش» الأخرى، وفي نهاية المطاف، حتى تتمكن منظمات الأمن المحلية من التعامل مع المشكلة. «داعش» لم يمت بعد، لن يختفي ما دامت الظروف التي أدت إلى إنشائه موجودة.

كان هناك الكثير من الحديث والكثير من الاختلافات في الرأي بين الخبراء الأمنيين حول الوجود الأميركي في سوريا؛ إذ مع زيادة تصرفات إيران وهجماتها على الوجود الأميركي في الخارج، كثر التساؤل عما إذا كانت فكرة حكيمة إبقاء القوات الأميركية في سوريا في هذا الوقت! إذ يتفوق الاعتقاد بأن (القوات الأميركية في سوريا) كان لها تأثير جيد ضد «داعش»، ودعم القوات الكردية. ويتذكرون أنهم يجلسون أيضاً على رأس عدد كبير من نزلاء السجون، وإذا أرادوا الانسحاب، فمن شبه المؤكد أن هؤلاء الناس سيعودون إلى القتال. وهؤلاء من أخطر الإرهابيين في العالم، الموجودين في معسكرات الاعتقال تلك. لذلك؛ إنها أكثر تعقيداً بكثير من مجرد مهمة مكافحة الإرهاب البحتة. إنها تميل إلى وضع القليل من العراقيل والصعوبات على قدرة إيران على العمل هناك أيضاً.

يدرك الخبراء في النقاشات أن القوات (الأميركية) في مكان ضعيف ومكشوف ومعرّض لهجوم كتائب «حزب الله» والوكلاء الإيرانيين الآخرين. خلال الأشهر القليلة الماضية، قامت الولايات المتحدة القيادة المركزية بعمل رائع في حماية الأميركيين الموجودين هناك، وهذه الهجمات ستستمر.

كما جرى الحديث كثيراً في الماضي عن تحسين الدفاع الصاروخي الإقليمي في الشرق الأوسط كشكل آخر من أشكال الردع والعمل مع الشركاء المتحالفين في القيام بذلك. ومرد ذلك أن ما توصّل إليه العسكريون أنه إذا تجولت واستطلعت بهدوء في معظم دول الشرق الأوسط، فسيقولون إن التهديد الأكثر خطورة هو إيران وإن تهديدها الأخطر على المنطقة هو في الواقع قوتها الصاروخية الباليستية والمسيّرات.

ويقول المناقشون: يكمن جمال الهندسة المشتركة للدفاع الجوي والصاروخي في أنه على عكس العمليات البرية، الذي لا يتطلب التخلي عن السيادة؛ لأن ما تفعله حقاً هو أنك تتعامل بالمعلومات. ولأن كل القضايا مطروحة على الطاولة؛ يتبين أن ما يحدث في غزة سيكون له تأثير على المستوى السياسي وصار الجميع في المنطقة يدرك التهديد الذي ينبع من إيران.

وقال قائد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، مؤخراً: إن إيران «متورطة بشكل مباشر للغاية» في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وما تمكّن الحوثيون من القيام به هو خلق أزمة كبيرة بالنسبة إلى أميركا عن طريق إغلاق نقطة خنق بحرية حرجة تؤثر على استراتيجيتها للأمن القومي واستراتيجيتها للدفاع الوطنية. فالدوائر العسكرية تأمل بأن يحدث أحد أمرين: إما تخفيض قدرتهم الهجومية إلى الصفر عن طريق تدمير مواقع إطلاق الصواريخ، ومواقع الرادار الخاصة بهم، ومراكز قيادتهم، والمواقع التي يبنون فيها هذه الصواريخ، وإذا لزم الأمر، قيادة الحوثيين. ويعتقدون أيضاً أنه إذا واصلت أميركا ضرب الحوثيين، حتى على مستوى عالٍ جداً، فلن يؤدي هذا إلى التصعيد بالضرورة.

وبينما تنظر هذه الدوائر المغلقة إلى المشاكل في العالم اليوم، ترى أنه من المؤكد أن ما يحدث في الشرق الأوسط هو مصدر قلق كبير للجميع، ولكنها تعتقد أن أكبر مشكلة نواجهها هي في الصراع الأوكراني - الروسي. وتعتقد أن إمكانية الحرب، الحرب الكبيرة، لا تزال حقاً في أوروبا أكثر من الشرق الأوسط.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا يتخوفون من الشرق الأوسط والخطر في أوكرانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab