فقاعة أوباما

فقاعة أوباما

فقاعة أوباما

 العرب اليوم -

فقاعة أوباما

طارق الحميد

نشرت مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية قصة مطولة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما٬ ونظرته للسياسة الخارجية٬ تحت عنوان: «٬«The Obama Doctrine أو «مذهب أوباما»٬ وعلى أثر ذلك نشرت صحف عربية أن أوباما يهاجم السعودية٬ ويكره العرب!

ومن الخطأ تصوير وجهة نظر أوباما هذه على أنها موقف من العرب٬ أو السعودية٬ فهذا غير صحيح٬ ويجب أن لا نندفع عاطفيا بهذا الاتجاه٬ فوجهة نظر أوباما هذه لا تتعلق بطرف محدد بقدر ما أنها توضح أنه يعيش في فقاعة٬ وأنه مثقف روائيا٬ وليس سياسيا٬ حالم يقرأ الرواية وليس كتب التاريخ والسياسة٬ أو التقارير التي تقدم له٬ حيث أظهر أوباما أن بمقدور الرئيس تجاهل وتجاوز المؤسسات بأميركا! نقول: إن ما نقلته المجلة ليس ضد أحد بعينه لأن أوباما انتقد الجميع٬ باستثناء إيران وروسيا طبعا.

انتقد الأوروبيين٬ والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي٬ مثلما انتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه «شارد الذهن».

وانتقد نتنياهو٬ والرئيس التركي٬ ودول الخليج٬ معتبرا إياهم باحثين عن «عضلات» أميركا لخدمة مصالحهم٬ ومطالبين بـ«الركوب المجاني»! كما أظهرت القصة أن أوباما أبلغ ضيفا أجنبيا بأنه سمع بانتقاداته له عبر عضو بالكونغرس٬ وقال له إنه كان من الواجب أن يواجهه بتلك الانتقادات! كما قال أوباما٬ مقاطعا٬ لرئيس الوزراء الإسرائيلي٬ الذي كان يشرح له وضع المنطقة٬ بأنه هل تعتقد بأن أول رئيس أميركي أفريقي٬ وابن والدة تعيله٬ لا يعرف المنطقة! كل ذلك يقول: إننا نتعامل مع رجل يعيش في فقاعة٬ وممتلئ بالغرور٬ والمثالية٬ وهو الذي كان يحلم برؤية وائل غنيم رئيسا لمصر٬ ويرى٬ وبحسب «ذي أتلانتيك»٬ أن «داعش» لا تشكل خطرا داخليا على أميركا٬ وإنما التغير المناخي! وأنه دعا لرحيل بشار الأسد لأنه كان يعتقد أن الأسد سيرحل بنفس سرعة رحيل الرئيس المصري السابق مبارك!

كما تظهر القصة أيضا أن أوباما كان ينتقد وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون٬ والوزير الحالي جون كيري٬ ويتضجر من مندوبته بالأمم المتحدة سامنثا باور٬ وكذلك مسؤولة الأمن القومي سوزان رايس٬ وأن أوباما قلق من التقارير التي تقدم له خشية أن تكون مضللة٬ وتقوده إلى تدخلات خارجية لا يريدها! والأدهى أن فريقه المقرب يصف الشارع الذي تقطن فيه أهم مراكز الدراسات بالعاصمة واشنطن٬ بالمنطقة المحتلة عربيا. فهل بعد ذلك يمكن أن يقال: إن أوباما٬ الذي هاجم المجتمعات العربية٬ وقيمها٬ كما هاجم الأوروبيين٬ يكره العرب٬ أو السعودية فقط؟

بالطبع لا٬ حيث هاجم الجميع٬ وحتى أعضاء إدارته٬ وحلفاءه الغربيين٬ ولذا فإن قصة «ذي أتلانتيك» تظهر أننا أمام رئيس يعيش في فقاعة٬ ومثقف روائي حالم٬ ومحبط٬ استعجل وهاجم الجميع قبل رحيله٬ وها هي إدارته الآن تحاول التبرير للحد من أضرار آرائه غير الدبلوماسية٬ ناهيك عن كونها غير سياسي

arabstoday

GMT 10:16 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

بريطانيا وألمانيا... وقفُ نارٍ مستدام

GMT 07:17 2022 السبت ,23 تموز / يوليو

وباء المزايدة السياسية!

GMT 03:55 2022 الخميس ,27 كانون الثاني / يناير

بريطانيا تنتظر انقلاباً

GMT 08:07 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

ألاعيب القوى الكبرى بالنار في ليبيا

GMT 04:18 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

الهجرة من بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقاعة أوباما فقاعة أوباما



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab