السعودية مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة

السعودية.. مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة

السعودية.. مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة

 العرب اليوم -

السعودية مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة

طارق الحميد

أصدر بعض من مثقفي الشيعة السعوديين بيانا يرفضون فيه إعلان السلطات السعودية إلقاء القبض على خلية تجسس مكونة من 18 شخصا، منهم 16 سعوديا من أبناء الطائفة الشيعية متهمون بالتخابر مع إيران، علما بأن الرياض لم تتحدث عن طائفة، كما لم تسمِّ إيران رسميا. وأقل ما يمكن قوله عن بيان المثقفين الشيعة هذا أنه فضيحة، وورطة، خصوصا أن الموقعين على البيان يتهمون بلادهم باللعب على ورقة الطائفية، ومحاولة التهرب من استحقاقات الإصلاح الداخلي بعملية تحاشد واضحة مع بيانات الرموز الإخوانية في السعودية. وهذا خطأ فادح، فلو كلف موقعو البيان أنفسهم وتأملوا ما تفعله الاستخبارات الإيرانية بإيران نفسها، لما وقعوا في هذا الخطأ، وأصدروا هذا البيان الفضيحة الذي لا يدينهم داخل السعودية وحسب، بل وفي إيران نفسها. فقد كان من الأجدى أن ينتظر الموقعون المزيد من نتائج التحقيقات، لاسيما أن القصة ليست قصة طائفية بهذه السذاجة؛ فقد سبق لإيران أن استغلت بعضا من السنة السعوديين المنتمين لـ«القاعدة» ضد بلدهم السعودية. إيرانيا، سبق لأحمدي نجاد أن أقال رئيس الاستخبارات حيدر مصلحي في 2011 متهما إياه بقمع رجاله، وذلك أثناء الخلافات السياسية بين نجاد والحرس الثوري والمرشد، الذي تدخل مخيرا نجاد بين إعادة مصلحي أو الاستقالة، واعتكف حينها نجاد لمدة أسبوع في منزله، ثم أجبر على التراجع وقبول إعادة مصلحي لرئاسة الاستخبارات! ومصلحي هذا، المدعوم بقوة من خامنئي، حيث كان ممثله لدى «الباسيج»، سبق أن قال في 2012: «لن نسمح مطلقا لمثيري الفتنة والمناوئين للثورة بتكرار فتنة عام 2009»، أي الثورة الخضراء. وهدد مصلحي رفسنجاني نفسه! وهذا يقول لنا إن الاستخبارات الإيرانية، أو السافاك، المؤسس من قبل الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) إبان فترة الشاه، لا تقوم بالتجسس الخارجي وحسب، بل هي إحدى أهم أدوات قمع الإيرانيين المطالبين بالإصلاح داخل إيران نفسها، فكيف يمكن بعد كل ذلك التسرع في الدفاع عن متهمين بالتجسس لطهران، واتهام السلطات السعودية باللعب على ورقة الطائفية، بينما الاستخبارات الإيرانية نفسها تقمع أبناء جلدتها وطائفتها، وبمساعدة إيرانيين موالين لنظام الملالي، خصوصا أننا لا نتحدث هنا عن خلايا تجسسية في البحرين والكويت واليمن وليبيا وباكستان ونيجيريا وأذربيجان، بل في الداخل الإيراني نفسه؟ فإذا كان موقعو البيان يفعلون ذلك نصرة للطائفة فهذا يدينهم؛ لأن جزءا كبيرا من الإيرانيين يعانون من النظام الخميني القمعي، وإذا كان الموقعون يريدون استغلال الظروف الإقليمية لاستثارة المجتمع الدولي ضد بلدهم السعودية، وكما حدث في البحرين، فهذا خطأ أيضا لأنهم لم يتنبهوا إلى أن واشنطن تعتبر الاستخبارات الإيرانية من أبرز التهديدات عليها، وعلى المنطقة، وهناك تقرير أميركي يشير إلى أن لدى الاستخبارات الإيرانية قرابة 30 ألف جاسوس في المنطقة. ولذا فإن بيان المثقفين الشيعة يعد تهورا وفضيحة، ومزايدة سياسية بدافع طائفي لا تبرئ المتهمين بقدر ما تسيء للعقلاء من الشيعة. نقلا عم جريدة الشرق الاوسط

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة السعودية مثقفو الشيعة والبيان الفضيحة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab