إذا خسرنا سوريا نخسر طهران

إذا خسرنا سوريا نخسر طهران!

إذا خسرنا سوريا نخسر طهران!

 العرب اليوم -

إذا خسرنا سوريا نخسر طهران

طارق الحميد

أفضل توصيف لعلاقة إيران بسوريا، وحجم خسارة طهران من سقوط طاغية دمشق، لخصه أحد رجال الدين الإيرانيين، مهدي طائب، المسؤول عن مكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران، حيث يقول: «لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران.. ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان الأهواز سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا». ولم يكتف طائب بذلك، بل إنه قال إن «سوريا هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، فالأولى بنا أن نحتفظ بسوريا». فهل بعد هذه التصريحات يمكن القول بأن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية بالوكالة، أو أن الثورة السورية هي ثورة متطرفين؟ الحق أنها ثورة شعب يريد التحرر والتخلص من براثن الاحتلال الإيراني لسوريا طوال حكم الأسد الأب والابن، كما أن هذا التصريح الفج الذي يبدو أنه صدر تحت هول مفاجأة ما يحدث على الأرض في سوريا يظهر ورطة المشروع الإيراني في المنطقة، وليس في سوريا وحدها. فسقوط الأسد يعد أكبر، وأقسى، ضربة ستوجه للمشروع الإيراني، ومفهوم تصدير الثورة الخمينية، كما أن سقوط الأسد يعني أن متطرفي إيران سيكونون أمام استحقاقات داخلية طالما تهربوا منها. المذهل في تصريحات طائب أنها لم تقف عند حد توصيف أهمية سوريا لبلاده، بل إنه ذهب لأبعد من ذلك، حيث تحدث صراحة عن قوة من ستين ألف مقاتل تشرف عليها إيران في سوريا، حيث يقول إن «النظام السوري يمتلك جيشا، لكنه يفتقر إلى إمكانية إدارة الحرب في المدن السورية، لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن، قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة، لتتسلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري». وهذا العدد يفوق ما كشف عنه مؤخرا عن عدد قوات المقاتلين الذين تشرف عليهم إيران في سوريا وقيل إنه خمسون ألف مقاتل، وبالتالي فإن تصريحات طائب لا تكشف عن أهمية سوريا لإيران بقدر ما أنها تكشف حجم تورطها في الدم السوري، كما أنها تقول لنا أمرا خطيرا وهو أنه في حال لم يتم التعاطي مع الملف السوري بجدية، وبجهد دولي، فإن هناك من سيتصدى لهذا التدخل الإيراني، مما يعني مزيدا من التطرف، والقتال الطائفي، وهذا أمر خطر على المنطقة ككل. التصريحات الإيرانية هذه وغيرها يجب ألا تقود للتفكير في ضرورة إعطاء إيران دورا ما في سوريا، بل يجب أن تقود إلى تحرك دولي لإسقاط الأسد، الساقط لا محالة، وضرب المشروع الإيراني التمددي في المنطقة، ولا مبالغة إذا قيل إن سقوط الأسد سيكون بمثابة أول خطوة جادة لإيقاف مشروع إيران النووي. وعليه فإن سقوط الأسد لا يعني بالضرورة سقوط إيران، وإنما يعني عودة الملالي إلى حدودهم الطبيعية بطهران، وهذا هو المطلوب، فحينها سيكون أمام متطرفي إيران فواتير واجب سدادها في الشأن الداخلي، وتلك قصتهم هم لا قصة منطقتنا المنكوبة بسبب إيران وتدخلاتها، وطابورها الخامس المنتشر رجاله بيننا، والذين سيصمتون كالعادة ولن يقولوا كلمة تجاه تصريحات مهدي طائب عن سوريا. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا خسرنا سوريا نخسر طهران إذا خسرنا سوريا نخسر طهران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab