هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية؟

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية؟

 العرب اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية

عبد الباري عطوان
بقلم: عبد الباري عطوان- العرب اليوم

ربما اخطأ الكثيرون في تفسيرهم الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان عندما ذهب البعض في تفكيره وتوقعاته الى درجة اعتباره هدية من الرئيس الأميركي جو بادين لحركة طالبان، وان كل ما حدث في مطار كابول “مجرد مسرحية” جرى وضع فصولها مسبقا بين الجانبين الأمريكي والطالباني، ولكن تطورات الاحداث في الأيام الأخيرة وفي مطار كابول بالذات، وحالة الهلع التي سادت العاصمة الاميركية والعواصم الغربية الأخرى، المرفوقة بارتباك واضح حول كيفية تأمين خروج الرعايا “والعملاء” نسفت هذا السيناريو، او بالأحرى نظرية المؤامرة التي تقف خلفه.
ما لا يعرفه هؤلاء ان خطة أميركية محكمة الاعداد تكمن خلف هذا الانسحاب المفاجئ، عنوانها الأبرز نشر حالة الفوضى، واشعال فتيل الحرب الاهلية بين حركة طالبان المنتصرة، والجماعات الاثنية والطائفية الأخرى، وبما يؤدي الى زعزعة منطقة وسط آسيا، واستقرارها، وامنها، وتحويل أفغانستان الى قاعدة انطلاق لجماعات إسلامية وعرقية متشددة لخلق أزمات لدول الجوار وخاصة ايران والصين وروسيا، وعلى أساس نظرية “اما ان نبقى او ندمر البلاد”.
لان عناصر من حركة طالبان قامت بإقتحام القنصلية الإيرانية في نزار شريف المحاذية للحدود الايرانية، وقتلت 11 دبلوماسيا وصحافي، في بداية سيطرتها على البلاد ودخول كابول عام 1996، اعتقد البعض ان العداء بين الجانبين، أي طالبان وايران، سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة.
***
طالبان لم تستلم الحكم رسميا، ولن تستلمه قبل اكتمال الانسحاب الأميركي، وانتهاء مرحلة اجلاء الرعايا الغربيين، وعملاء أميركا والناتو من الأفغان، واجتماع الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة مع وليم بيرنز رئيس جهاز المخابرات المركزية الاميركية (سي أي ايه) سرا في كابول يوم الاثنين الماضي، كان بهدف تأمين خروج آمن لهؤلاء الرعايا، وعدم عرقلة “الحركة” لعملية الاجلاء هذه بعد تهديدها باعتبارهم أهدافا مشروعة عندما بدأت إدارة بايدن تتلكأ بالانسحاب وتتحدث عن تأجيله، ومن غير المستبعد تطرق هذا اللقاء لقضايا او تفاهمات أخرى، ولكن الحقيقة الواضحة، ولا يمكن، بل لا يجب تجاهلها ان الملا برادر كان يتحدث مع ضيفه الأمريكي من موقع المنتصر وهو الذي فرض وجهة نظره، حسب مصدر مقرب من الحركة.
الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحددة في أفغانستان لم تكن فقط بفضل المقاومة الشرسة، والنفس الطويل لحركة طالبان والخسائر الضخمة التي لحقت بأميركا وحلف الناتو، والإدارة الامريكية الفاشلة لاحتلالها للبلاد، وانما أيضا، وهذا هو المهم، التنسيق الثلاثي الروسي الصيني الإيراني شبه السري الذي عجل بهذه الهزيمة، وخطط لها جيدا في السنوات الخمس الأخيرة تحديدا.
المعلومات المتوفرة لدينا تقول بأن اللواء الراحل “الداهية” قاسم سليماني رئيس فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان احد ابرز مهندسي هذه الهزيمة الامريكية في أفغانستان، عندما وضع نظرية تقول بنودها ان حركة طالبان تحظى بشعبية وتأييد كبيرين في أوساط قبيلة البشتون الأكبر في البلاد (حوالي 18 مليونا تقريبا من مجموع 40 مليونا تعداد سكان أفغانستان) هي الوحيدة القادرة على هزيمة أمريكا وطردها من أفغانستان بعد تكبدها خسائر مادية وبشرية لا تستطيع تحملها، ولهذا يجب نسيان الخلافات الطائفية، ووضع جريمة مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين في مزار شريف حاليا، وفتح قنوات الاتصال والتعاون معها، أي الطالبان، وكلف اللواء سليماني نائبه في ذلك الوقت إسماعيل قآاني خليفته في قيادة الفيلق حاليا، مسؤولية هذا الملف، وطلب منه ان يكون ضابط الاتصال مع طالبان، وربما كان هذا الدور لسليماني في أفغانستان هو الذي سرع بعملية اغتياله.
حركة طالبان كانت وما زالت تخشى من تهديد وجودي لإمارتها الإسلامية الثانية تقف خلفه أميركا، عندما نقلت الأخيرة بعض رجالها المندسين في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) الى أفغانستان، ولهذا لجأت الى طهران طلبا للعون، ووجدت الأخيرة في هذا الطلب فرصة للتوصل الى بعض التفاهمات الاستراتيجية من بينها عقد اتفاق تعاون امني متبادل، وتأمين الحدود الإيرانية من الجانب الافغاني، والتعاون المشترك لقتال الاحتلال الأميركي وطرده من أفغانستان، وكان اللواء سليماني الاب الروحي لهذه العلاقة في ذروة النشوة خاصة عندما سمع رئيس الوفد الطالباني يؤكد “لأشقاء لا يقتلون اشقاءهم” ونحن ننقل هذه التفاصيل والحقائق عن ما ورد في مقالة الدكتور السيد محمد مرندي أستاذ الاستشراق وقسم الدراسات الامريكية في جامعة طهران.
***
ظهور احمد شاه مسعود الابن، وامرة الله صالح (طاجيك) كقادة جدد للمعارضة الأفغانية الجديدة لحكم حركة طالبان، وطلبهما الدعم من أميركا وأوروبا يؤكد النوايا الامريكية لاستخدام العامل العرقي والطائفي والقبلي لتمزيق أفغانستان ومحاولة تحويلها الى دولة فاشلة على غرار ما حدث في سورية والعراق وليبيا وبدرجة اقل في اليمن.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتجاوب أميركا مع مطالب الدعم هذه وتسلح هذين “الزعيمين”، وتدعمها ببعض “الجهاديين” الإسلاميين، وتنقل بعضهم من تركيا وسورية الى أفغانستان؟ وهل جاء تبني “الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي واستاذه طوني بلير ثورات الربيع العربي في سورية وليبيا، وقبلهما بعض المعارضة العراقية قبل غزو عام 2003 هو المؤشر الأقوى على هذا الدعم المحتمل لميليشياتهما؟
نترك الايام، والاشهر القادمة، وتطوراتها الخطيرة للإجابة على هذا السؤال المهم جدا، وهي الإجابة التي قد ترسم ليس خريطة أفغانستان الجديدة فقط، وانما آسيا الوسطى برمتها، ونحن في الانتظار.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
 العرب اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab