تسلل فيديو عنصري هولندي

تسلل فيديو عنصري هولندي

تسلل فيديو عنصري هولندي

 العرب اليوم -

تسلل فيديو عنصري هولندي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

رغم أن الأغلبية في العالم لا تعرف شيئاً عن السياسة٬ والسياسيين٬ والأحزاب في هولندا٬ فإن انتخاباتها٬ فجأة٬ صارت تهّم العرب والمسلمين٬ والغربيين كذلك٬ ومحل متابعة دولية غير مسبوق. السر أن العنصريين كانوا يدقون أبواب الحكومة مؤكدين فوزهم هذه المرة.

هذا في هولندا٬ أما هنا٬ في العالم العربي٬ فقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي٬ قبيل الانتخابات٬ فيديو يتحدث فيه خيرت فيلدرز٬ رئيس الحزب العنصري . ومع سهولة النقل الإلكتروني٬ شاهد كلمته من العرب أكثر من عدد سكان هولندا نفسها البالغ 17 الهولندي٬ ويهاجم بشكل استفزازي الأتراك تحديداً٬ والمسلمين عموماً مليون نسمة٬ كما يبدو من انتشاره على «الواتساب»٬ وبقية وسائل التواصل.

والذي أراد استغلال كلمة فيلدرز وإيصالها إلى الجمهور العربي ونشرها على نطاق واسع٬َ ح َرص على ترجمتها باللغة العربية. وقد قال فيها إن الهولنديين لا يريدون الأتراك٬ ولا المسلمين٬ في بلدهم. ولهذا العنصري٬ فيلدرز٬ آراء متطرفة يطالب فيها بحظر تداول المصاحف ومنع المساجد.

في ليلة الانتخابات٬ كثيرون حبسوا أنفاسهم في انتظار نتائجها٬ التي لم تكن من قبل مح َّل اهتمام أحد في العالم٬ إلا بالطبع أهل هولندا. السبب أنها كانت تهدد بإطلاق عهد جديد من الفاشية التي ستكتسح أوروبا٬ من خلال صناديق الاقتراع.

ومع أن حزب المتطرفين العنصريين٬ المسمى بحزب الحرية٬ استخدم كل ما أوتي من إمكانيات دعائية تخويفية٬ في سبيل إقناع الهولنديين بأن يصوتوا له بناء على برنامجه ضد المسلمين والمهاجرين٬ مع هذا... صَّوَتت الأغلبية ضده٬ وخسر الانتخابات٬ ولم يحصل إلا على 13 في المائة. وسر صعود الفاشيين السريع هذه الأيام تركيزهم على تخويف الجمهور الغربي٬ والهولندي من بينهم٬ من تدفق اللاجئين٬ وتضاعف أعداد المهاجرين٬ وأفعال المتطرفين والإرهابيين من المسلمين.

لا أحد ينكر خطر صعود اليمين المتطرف٬ وتزايد العنصرية في الغرب٬ ومن المهم أن ندرك أنه لا يوجد عنده مشروع اقتصادي أو خدماتي٬ لكن حيلته ب ّث الخوف عند جمهوره من المسلمين والمهاجرين٬ وأنهم سيستولون على بلدهم٬ وكنائسهم٬ وتجنيد أولادهم لـ«الجهاد». وخير لاعب وحليف للمتطرفين الغربيين هم المتطرفون المسلمون٬ الذين أمعنوا في تشويه سمعة دين الإسلام وتصوير كل المسلمين كمتخلفين وكارهين. وقد لعب العنصريون على رسائل المتطرفين المسلمين وفيديوهاتهم لتخويف غالبية مواطنيهم الغربيين٬ كما لعب المتطرفون المسلمون على فيديو العنصري فيلدرز٬ وقاموا بتوزيعه على نطاق واسع في العالم الإسلامي لبث روح الكراهية المعاكسة٬ والتحريض ضد الغرب.

عادة٬ في خطاب التحريض وبث الكراهية ُيقال جزء من الحقيقة. وهنا٬ لا يأتي العنصريون الهولنديون على ذكر حقيقة أن غالبية المسلمين مسالمة٬ ومنتجة. ولا المتطرفون المسلمون يقولون للشعوب المسلمة إن هولندا من أكثر المجتمعات في العالم تسامحاً وتعايشاً٬ وتقدم الكثير من العون لمواطنيها والمهاجرين المسلمين ليمارسوا طقوسهم وتعليمهم الديني والإثني.

وبالتالي نحن أمام تيار من المتطرفين يستعين بعضهم ببعض٬ وُيفترض ألا ننجر وراء مشروعهم٬ بل أن يكون لنا مشروعنا الحضاري التعايشي.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

GMT 01:00 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 01:25 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

الفيل الأميركي والثعلب الإسرائيلي

GMT 07:47 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

مبررات التحالف بين واشنطن وإسرائيل

GMT 01:09 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

GMT 00:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

طوكيو المثيرة للدَّهشة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسلل فيديو عنصري هولندي تسلل فيديو عنصري هولندي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab