إيلون ماسك ودونالد ترامب والسؤال المهم

إيلون ماسك ودونالد ترامب.. والسؤال المهم

إيلون ماسك ودونالد ترامب.. والسؤال المهم

 العرب اليوم -

إيلون ماسك ودونالد ترامب والسؤال المهم

بقلم : عبد اللطيف المناوي

 

لا يمكن اعتبار تدخل إيلون ماسك، الملياردير الأشهر ومالك إمبراطورية (إكس) أو تويتر سابقا، فى السياسة الأمريكية مجرد أمر عابر. تصرفاته بدءًا من وجوده أثناء لقاءات ترامب فى حملته الانتخابية، وصولا إلى فرض أجنداته على السياسة الداخلية والخارجية، تُبرز سؤالًا مهمًا يتجاوز فكرة تأثير الرجل على مراكز صنع القرار فى واشنطن، وهو: إلى أى مدى يمكن لتحالف المال والسلطة أن يعيد تشكيل مستقبل السياسة الأمريكية؟

ماسك ليس مجرد رجل أعمال يسعى لتعزيز مصالحه؛ بل رجل طموح يُحاول إعادة تعريف السياسة وفقًا لرؤيته للعالم. تصريحاته بشأن الميزانية الفيدرالية، أو دعمه لتوسيع استخدام التأشيرات للعمالة الماهرة رغم رفض القاعدة الجمهورية لها، تعكس نهجًا يقوم على إعادة صياغة السياسات بما يتوافق مع طموحات ريادية ضخمة، تتجاوز حدود أرض الولايات المتحدة. ففى الهند، الأرجنتين، والبرازيل، بات نفوذه يمتد ليشكل سياسات اقتصادية واستراتيجية تدعم إمبراطوريته التقنية.

لقد دعم ماسك من قبل سياسات وقادة يمينيين، مثل ناريندرا مودى وخافيير ميلاى، وهذا ما كشف عن سعيه للاستفادة من التحولات السياسية لتعزيز مصالح شركاته، مثل تأمين مصادر الليثيوم للأرجنتين أو دخول الأسواق الهندية.

لكن هذا التمدد العالمى يحمل فى طياته مخاطر كبرى، فكما رأينا فى حالة أوكرانيا، قد يتحول دعم ماسك إلى عبء سياسى، خاصة عندما يتعارض مع مصالح القوى الكبرى. كذلك، فإن ترويج ماسك لنظريات مثيرة للجدل، مثل تعليقاته حول الصراع فى غزة أو اقتراحاته بشأن الحرب الروسية-الأوكرانية، يُظهر الوجه الآخر لتحالف المال مع السياسة: القدرة على إحداث اضطرابات عالمية بقرار فردى.

وأظن هنا أن التحالف بين ماسك وترامب يطرح مخاطر جسيمة على الديمقراطية الأمريكية. فحين يصبح ملياردير مؤثرًا إلى حد تغيير مشاريع قوانين أو تهديد مستقبل أعضاء الكونجرس، فإن هذا يُلقى بظلال ثقيلة على مفهوم الحكم الديمقراطى لأمريكا، باعتبارها أحد أهم ديمقراطيات العالم.

من ناحية أخرى، فإن استخدام منصة إكس كأداة سياسية يُحوّل النقاش العام إلى ساحة مُسيرة من قِبل المليارديرات، مما يُفقد حرية التعبير على المنصة المهمة توازنها الطبيعى.

ولكن هل يمكن لماسك أن يستمر فى لعب هذا الدور المحورى دون أن يدفع الثمن.. أم أن طموحاته ستصطدم بجدار السياسة التقليدية والمصالح الوطنية.. أو حتى تصطدم برجل أعمال آخر وهو فى الواقع ترامب نفسه؟!

ربما لا تصمد العلاقة بين ترامب وماسك طويلًا، رغم قوتها الحالية، وذلك أمام تقلبات السياسة وطموحات الطرفين!.

الولايات المتحدة، التى لطالما اعتُبرت نموذجًا ملهمًا للديمقراطية، تجد نفسها اليوم أمام اختبار حقيقى، حيث يتعين عليها أن تُوازن بين تأثير المال على السياسة، أو تأثير إيلون ماسك تحديدًا على السياسة، والذى قد يقلب الأمور رأسًا على عقب.

arabstoday

GMT 09:07 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

قوس الحلول

GMT 09:06 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة أمام حماس

GMT 09:04 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

فراغ القوة فى سوريا.. نظرية تبعث من جديد

GMT 09:03 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نكتة بوش ونصر غزة!

GMT 09:01 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

وصول عون للرئاسة ينعش لبنان والمنطقة

GMT 09:00 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نار سوريا المرغوبة!

GMT 08:59 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

السودان... انتصار مدني وفتنة الانتقام!

GMT 08:57 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

هبّت رياح ثورة «17 تشرين»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيلون ماسك ودونالد ترامب والسؤال المهم إيلون ماسك ودونالد ترامب والسؤال المهم



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 10:46 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 12:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مصرع شخصين بسبب انهيار جليدي بجنوب شرق فرنسا

GMT 05:30 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا

GMT 03:15 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

السلطات الأميركية تطالب بإخلاء 85 ألف شخص في لوس أنجلوس

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تفعيل حالة التأهب الجوي في 10 مقاطعات أوكرانية

GMT 11:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

لوهافر يعلن رسميا ضم أحمد حسن كوكا لنهاية الموسم الحالى

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

بلو أوريجين تؤجل إطلاق صاروخها الجديد لمشكلة فنية

GMT 03:06 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقتل 8 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab