عيد الميلاد المجيد محرابٌ ومَذبح
حماس تشترط التزام الاحتلال ببنود الاتفاق والبروتوكول الإنساني لإتمام عمليات التبادل القادمة تسلا تستدعي 376241 سيارة في الولايات المتحدة بسبب خَلل في برمجيات التوجيه المُعزّز استعدادات في مخيم النصيرات لتسليم أربعة أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن اتفاق التهدئة الجيش الإسرائيلي يعلن تسلم أسيرين إسرائيليين من الصليب الأحمر بعد إفراج كتائب القسام عنهما في رفح مسيّرة يرجح أنها للتحالف الدولي استهدفت مساء الجمعة سيارة بريف إدلب مما أدى لمقتل أحد قادة تنظيم حراس الدين القسام تسلّم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر في رفح وتواصل تنفيذ المرحلة الأولى بتسليم أربعة آخرين في النصيرات ضمن صفقه تبادل الاسرى اسرائيل تفرج عن 602 معتقل فلسطيني بينهم 445 من غزه و47 اعيد اعتقالهم بعد صفقة 2011 بدء الاستعدادات لتسليم 6 محتجزين إسرائيليين في غزة عاصفة "آدم" القطبية تضرب لبنان بانخفاض حاد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج غزة تفتتح أول مستشفى ميداني للهلال الأحمر لتقديم الخدمات الطبية الطارئة
أخر الأخبار

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

 العرب اليوم -

عيد الميلاد المجيد محرابٌ ومَذبح

بقلم : فاطمة ناعوت

 

منذ عشر سنواتٍ بالتمام والكمال فى مثل هذا اليوم، ٦ يناير ٢٠١٥، بدأ عهدٌ جديد من التضامّ المجتمعى المنشود، وإعلاء قيم المواطَنة الرصينة، حين دخل رئيسُ الدولة المسلمُ كاتدرائيةَ وطنه الرسمية، فى عشية عيد الميلاد المجيد، لكى يقدّم التهنئة لأبناء وطنه مسيحيى مصرَ، مُصافحًا رمزهم الروحى بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى سابقة تاريخية جسور، لم تحدث من قبل؛ لأسباب غير مفهومة. تلك الزيارة الجميلة كانت رمزًا ناصعًا لما يمكن أن نطلق عليه «الماقصد المواطنى». فحين نزور، نحن المسلمين من الكتاب والمثقفين والفنانين والشخصيات العامة، أشقاءنا المسيحيين لتهنئتهم فى أعيادهم، مثلما يهنئوننا فى أعيادنا الإسلامية، فتلك واجباتٌ وحقوقٌ اجتماعية تُمليها علينا قيمُ الأخلاق والتحضر والذوق. لكن حين يفعلُ ذلك رأسُ الدولة، فإن الأمرَ يتحوّل إلى «ميثاق» يربطُ الحاكمَ بأبناء شعبه، لكى يفوّت الفرصة على المتنطعين الفاسدين؛ الذين يرومون «هدمَ المجتمع من داخله»؛ بغرس بذور الشتات والعنصرية والطائفية بين أبناء الوطن الواحد. لهذا فنحن نُثمِّن تلك الخطوة الجسور التى استنّها الرئيسُ المتحضّر «عبد الفتاح السيسى»، ومتى؟! فى ذروة لحظات الإرهاب الأسود وموجة إحراق الكنائس واستهداف المسيحيين المسالمين، وجميع تلك الأفعال الخسيسة التى افتعلها الإخوانُ فور إسقاطهم عن عرش مصر. فكأنما خرج فارسٌ فى عتمة الظلام الدامس، وتحت وطأة سُحب بارود الإرهاب الكثيفة، حاملا قنديل نور وتنوير يفتت به ظُلمة الليل وظلام الظالمين.

فى ذلك اليوم التاريخى الذى لا يُنسى، ٦ يناير ٢٠١٥، كنتُ جالسة فى الصفوف الأولى من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قبل نقل الاحتفال بعيد الميلاد إلى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الجديدة فى الأعوام التالية. وقبل دخول الرئيس كنتُ أتحدث مع أصدقائى الجالسين إلى جوارى من الشخصيات العامة وقلتُ لهم: «قلبى يحدثنى بأن الرئيس سوف يأتى ليهنئ قداسة البابا تواضروس وأشقاءنا المسيحيين بالعيد!»، لكنهم قالوا: «مستحيل أن يفعل!». وصدق حسدى وخاب حدسُهم. لهذا حينما شاهدنا صورته على شاشات الكنيسة الداخلية يهبط من سيارته، ظلتُ أهتفُ بفرح طفولى: «برافو يا سيسى! يحيا العدل!»، ونبت فى ذهنى لحظتها مطلعُ قصيدة عنوانُها: «محرابٌ ومذبح» أهديتها لهذا القائد المثقف العادل، نشرتُها فى جريدتى الغالية «المصرى اليوم»، وأعيدُ نشرها اليومَ لكى أسجّل على التاريخ هدفًا حضاريًّا خالدًا، سيظلُّ سُنّة طيبة استنَّها رئيسٌ وطنىٌّ حرٌّ، لا يهابُ حناجرَ المتنطعين الزاعقة، لكنه يصيخ السمع لصوت الوطن الذى يرفعُ مِظلتَه على جميع أبنائه دون تمييز.

■ ■ ■
محرابٌ ومذبح / زهرةٌ أورقتْ فى الأشجارِ اليابسة
حينَ خرجَ الأميرُ من مِحرابِه / حاملاً قرآنَه / وقلبَه
ليصعدَ إلى المذبحِ / ويباركَ الطفلَ الجميلَ
فى مِزْوَدِ البَّركة/ ثم ينحنى/ يرتّبُ هدايا الميلادِ
تحتَ قدمى الصغيرِ الأقدس:
ذهبًا / ولُبانًا
ومُرًّا/ فتبتسمُ الأمُّ البتولُ
وتمسحُ مصرُ/ على جبهةِ الأميرِ هامسةً:
طوباكَ بين الرجالْ/ أيها الابنُ الطيبُ
اجلسْ عن يمينى / واحملْ صولجانَ الحُكم
وارْتَقِ عرشَ بيتى/ وارفعْ رايتى عاليةً بين النساءْ
وعلّمِ الرعيةَ/ كيف يحتضنُ المحرابُ المذبحَ
وكيف تتناغمُ المئذنةُ مع رنينِ الأجراسْ / وارشدْ خُطاهم
حتى يتبعوا النَجمَ / الذى سيدّلُهم على الطريق
إلى أرضِ أجدادِهم الصالحين/ بُناةِ الهرم.
فإذا ما وصلوا إلى ضفافِ النيلْ/ أوقَدوا الشموعَ فى وهجِ الصبحِ
حتى تدخلَ العصافيرُ عند المساءْ أعشاشَها / بعدما تبذرُ القمحَ والشعيرَ والسوسنَ/ على أرضِ «طِيبةَ» كلِّها
فلا ينامُ جائعٌ جائعًا/ ولا محرومٌ
يبقى محرومًا/ ولا بردانٌ
بردانًا ينامُ ليلتَه/ ولا حزينٌ
يجنُّ الليلُ على عينيه / دونما يدخلُ قلبَه الفرحُ.

arabstoday

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟

GMT 08:04 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مطرقة ترمب على خريطة العالم

GMT 08:02 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

والآن أميركا تنقض الحجر العالمي الأول

GMT 08:00 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مستقبل الحرب في أوكرانيا

GMT 07:58 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

ضحايا لبنان والعدالة الانتقالية

GMT 07:55 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

« 50501 »

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الميلاد المجيد محرابٌ ومَذبح عيد الميلاد المجيد محرابٌ ومَذبح



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab