من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

 العرب اليوم -

من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤

بقلم: فاطمة ناعوت

الحلقةُ الرابعة من سلسلة «دفتر المحبة» التى أقصُّ عليكم خلاله، طوال شهر رمضان المعظّم، تجاربَ وحكاياتٍٍ يفوقُ ضوؤها اللآلئ، عن تجذُّر آصرة المحبة بين مسلمى مصرَ ومسيحييها، تلك الآصرةُ التى تحمى وطننا الآمنَ من سهام الفتن التى ما تلبث أن ترتدَّ إلى نحور مُطلقيها من أعداء الوطن. على أمل أن أجمع تلك اللآلئ بإذن الله فى كتاب عنوانه: «حكايا المحبة التى لا تسقطُ أبدًا». وهى من حكايا القراء الذين طلبتُ إليهم أن يرسلوها لى من دفاتر ذكرياتهم، حتى أنقلها كما هى بأسمائهم.

■ راهباتٌ فى مدارس مصرية يقمن بتوزيع الفوانيس على التلاميذ والتلميذات احتفالا بقدوم شهر رمضان، لكى يغرسن فى نفوس الصغار نبتةَ المودة والمحبة، لكى يتعلموا أن «الفرحَ» ليس وحسب بأعياد الذات، بل كذلك بأعياد الآخر المختلف عقديًّا. وأن الإنسانية هى المظلّة التى تحمى البشرية من السقوط.

■ رهبان يتعاونون مع شيوخ الحى فى تعليق الفانوس الملون وزينات رمضان التى تزيّن وتضىء حاراتِنا وشوارعَنا طوال الشهر الكريم.

■ فيديو نشره أحد المعتمرين الطيبين من الحرم النبوى الشريف وهو يدعو لصديقه المسيحى، «رامى سمير»، ولأسرته وأبنائه بالستر والصحة والنجاح. ولم يتوقف الجمالُ والتحضُّر عند هذا الحد، بل اكتملت سيمفونية المحبة فى تعليقات الناس، مسلمين ومسيحيين، الذين راحوا يحيّون المعتمرَ الراقى ويدعون له بأن يتقبّلَ اللهُ حجَّه واعتمارَه.

■ فى يناير ٢٠١٠ فى محافظة القليوبية، نزل أربعةُ عمال مسيحيين من ذوى الشهامة فى عمق بيارة صرف صحى من أجل إنقاذ زميلهم العامل المسلم الذى سقط فيها. ونجحوا فى إنقاذه بالفعل، لكنهم بكل أسف لقوا حتفهم جميعًا، شهداءَ عند ربهم يرزقون.

■ «تريز مرقس»: كتبت على صفحتى تقول: (كانت أمى رحمها الله فى بورسعيد تسكن فى عمارة يسمونها «عمارة الأستاذ»، ولا أعلم السبب وراء هذه التسمية. وكانت تلك العمارة تضمُّ مسلمين ومسيحيين تجمعهم علاقات محبة مدهشة وأبوابهم مفتوحة لبعضهم البعض، يقفون معًا فى جميع المناسبات السارة والحزينة). ورددتُ عليها بما يلى: (اسمُها «عمارة الأستاذ» لأن سكانها يعرفون الله، فيحبون جميعَ خلقه ولا يعرفون العنصرية. وتلك أخلاق الأساتذة).

■ أمل يوسف: (كان لى جارة جميلة اسمها «الحاجة عفاف»، كانت دائمًا تنصحنى وتساعدنى فى تربية أطفالى وأنا زوجة صغيرة السن. وكان لها الفضل فى إنقاذ ابنتى من الموت. إذ كانت طفلتى تعانى من حساسية الصدر، وفى ليلة داهمتها أزمةٌ خطيرة، وكنتُ وحدى وانهرتُ ولم أدر ماذا أفعل، لكن «الحاجة عفاف» تصرفت فورًا وحملت طفلتى وذهبنا بها إلى طبيب أولادها الدكتور «فؤاد المعايرجى» فى مدينة نصر. والحمد لله أُنقذت صغيرتى بفضل محبة وشهامة جارتى المسلمة الجميلة، رحمها الله).

■ «رأفت ناصف»: (أنا من أرمنت بمحافظة الأقصر. وصدقينى يا أستاذة فاطمة فى كل عيد نحن وأشقاؤنا المسلمون نتبادل صحون الكعك وصنوف الطعام المختلفة فى جميع المناسبات. وفى شهر رمضان لا تتوقف زيارتنا وجلساتُ سمرنا حتى السحور. المحبة متجذرة فينا ولا نعبأ بأبواق الفتن والحمد لله).

■ ■ ■

وأختتم مقالى بما كتبته صديقتى الجميلة الأستاذة/ «إيمان زكى مبارك»، حفيدة القامة الأدبية التنويرية الفكرية الكبيرة «الدكاترة/ محمد زكى مبارك»، الشاعر الأديب الصحفى والأكاديمى المصرى الشهير، الحاصل على ثلاث درجات دكتوراه من مصر وفرنسا فى الأدب والتصوف الإسلامى، وصاحب الخمسة وأربعين كتابًا بالعربية والفرنسية، والذى عمل أستاذًا مرموقًا فى الجامعة المصرية سنواتٍ طوالا قبل أن يُحارَب ويُقال عسفًا بسبب دعمه النبيل لعميد الأدب العربى الدكتور العظيم «طه حسين» فى قضيته التنويرية الشهيرة مع كتابه «فى الشعر الجاهلى».

■ كتبت «إيمان» تقول: (كانت جدتى تملك منزلا فى حى الظاهر مكوّنًا من أربعة طوابق. طلبت منها صديقتها المسيحية تأجير شقة لأرملة مسيحية وحيدة لا تملك من الدنيا إلا معاشًا قليلا. منحتها جدتى الشقة دون إيجار، وكانت تدعوها لتناول الطعام على مائدة الأسرة كل يوم لكى تشعر بدفء العائلة. وكان جدى الدكتور «زكى مبارك»، أحد زعماء ثورة ١٩١٩، يخطب فى الجماهير بالإنجليزية والفرنسية مُندّدًا بالاستعمار. وحين حاولت السلطات الأمنية القبض عليه، احتضنته إحدى الكنائس المصرية، أسابيعَ طوالا لكى تخفيه عن عيون المتربصين. ولا تنتهى الحكايا المدهشة بين قطبى الشعب المصرى العظيم).

«الدينُ لله والوطن لمن يحبُّ الوطن

arabstoday

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 07:15 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد وقف إطلاق النار؟

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ليس نصراً ولا هزيمة إنما دروس للمستقبل

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤ من حكايا دفتر المحبة التى لا تسقط ٤



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
 العرب اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab