السعودية قصَّت الشريط الصين تتأهب

السعودية قصَّت الشريط... الصين تتأهب

السعودية قصَّت الشريط... الصين تتأهب

 العرب اليوم -

السعودية قصَّت الشريط الصين تتأهب

بقلم - فـــؤاد مطـــر

تأتي العالم العربي من أقصى الشرق بلاد الصين نسائم موقف يتسم بالبصيرة والتفاعل المنزه عن التعاظم، في الوقت الذي يزداد الرئيس جو بايدن تريثاً، وإلى درجة التسويف، في حسم أمر الموقف المطلوب اتخاذه إزاء حرب الإبادة المتواصلة من جانب إسرائيل نتنياهو على الشعب الفلسطيني في غزة، فضلاً عن التدمير المبرمج لبيوت الناس على ساكنيها وللمدارس والمشافي والمساجد والكنائس.

تتمثل نسائم الموقف المتبصر الباعث الطمأنينة في عبارات قالها الرئيس الصيني شي جينبينغ أمام عدد من القادة العرب ووزراء خارجية، أو بإيجاز بين الصين الواثقة الخطى المتأنية والعالم العربي، الذي منذ أن بدأت المملكة العربية السعودية تسطير ما يجعل العالم العربي أكثر رهاناً على الدور الصيني، ويجعل الصين أقل تردداً في اتخاذ موقف متقدم من الصراع العربي – الإسرائيلي، بحيث لا يبقى هذا الموقف في عهدة الإدارات الأميركية على نحو ما هو عليه الحال منذ عملية «طوفان الأقصى» المفاجئة للقادة العرب، والمباغتة للسُلطة الفلسطينية، وللحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية الخاشية في ضوء رد فعل رئيسها وأركان إدارته المنحاز للموقف الإسرائيلي، كما لم يحدُث مثل هذا الانحياز المتواصل من قبْل.

كان الوفد الرئاسي العربي زائر الصين يوم الخميس 30 مايو (أيار) 2024 يمثِّل خريطة العالم العربي بجناحيْها العربي - الأفريقي والعربي - الخليجي، كما ببحريْه الأبيض المتوسط والأحمر. كما كان في الوقت نفسه يتمثل بالحالات العالقة التي تستوجب حلولاً أشبه بالمعالجة النفسية، وقبْل أن يتسبب عدم إيجاد الحلول أن تتفجر هذه الحالات كما انفجارات بدوَّاسين على ألغام زُرعت في أرض. وفي الدرجة الأولى تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي، وفي درجات متفاوتة بذْل تعاون صيني متدرج من أجْل حلول ودية لأزمات ثنائية، مثل استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وتليين التدخلات الإيرانية في أوطان الآخرين من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن إلى فلسطين بجناحيْها المهيضيْن. وبحكم العلاقة الاستراتيجية بين إيران والصين فإن التمني على هذه الأخيرة ممارسة الدور الذي لا يُبقي الأمر الواقع على ما هو عليه، لا يعود طلباً تعجيزياً. وفي تقديرنا إن ذلك قيل بصيغة ما للصديق الصيني في اجتماع بكين الذي هو الأول من حيث التمثيل العربي فيه، أي وفد من خمسة رؤساء عرب وتمثيل غير المشاركين على مستوى القمة بوزراء خارجية الحكومات، مع الإشارة إلى أن مشاركة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، هي رمزياً باسم القمة العربية التي استضافها في المنامة يوم الخميس 16 مايو 2024.

هذا المشهد الصيني - العربي يحدُث بعد ثلاثة أسابيع من عودة الرئيس الصيني من حفاوة بعيدة النظر من جانب الرئيس إيمانويل ماكرون في جبال «البيرينيه» الفرنسية جرت بعد محادثات وضعت الأساس لعلاقة فرنسية - صينية، لا ترحب بها بطبيعة الحال الإدارة الأميركية، وتشبه أو هي مستوحاة من تلك العلاقة التي تعززت بعد القمة العربية - الصينية في الرياض (ديسمبر «كانون الأول»- 2022). وفي هذه القمة بدا الأمير محمد بن سلمان وبرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورفْد الرعاية بالنصح والتنوير تأتي من رمز تجربة عريقة، يؤسس لما هو آت من الزمن العربي - الصيني ما أسسه ماضياً الجنرال شارل ديغول من علاقة لبلاده مع الصين تطورت إلى حيث إن الرئيس ماكرون يوظف بعد ثلاثة عقود عوائد ما سبق أن زرع شتلته وسقاها ورعاها الجنرال ديغول.

وهذا المشهد الصيني - العربي في بكين يوم الخميس 30 مايو 2024، الذي هو توأم المشهد العربي - الصيني في الرياض يوم الجمعة 9 ديسمبر (كانون الأول) 2022، ما كان ليأخذ هذا الرونق السياسي لولا «الرؤية السعودية»، والالتفاف العربي حولها. ومن ثمار الإطلالة العربية الشاملة على الصين، ومن دون أي تحفظات، دعوة الرئيس شي جينبينغ إلى مؤتمر دولي ينهي الحرب التي أشعلت «حماس» نارها من دون التبصر بالمحاذير، وإحاطة الأشقاء بها، وكما لو أن الغرض من حصر الأمر بإيران توجيهاً منها وطاعة لها من «حماس» والذي معها إحراج الشقيق العربي بإخراجه من المعادلة. ثم إن المؤتمر الذي يدعو إليه الرئيس الصيني يحقق لدول كثيرة التخفيف من أثقال مسايرة الإدارة الأميركية التي تفرض على قادة هذه الدول عدم مساندة الموقف العادل للصراع العربي – الإسرائيلي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من أن تكون له دولته المستقلة.

وعلى هذا الأساس، وفي انتظار القمة العربية - الصينية في بكين عام 2026، فكما المثل الشائع «اطلبوا العِلْم ولو في الصين»، فإنه في الزمن الحاضر تفاءلوا خيراً بأن يتحقق الحل المتوازن بإصرار من الصين عليه، وبذلك لا تعود الإدارة الأميركية وحليفاتها الأطلسيات تعتبر الوقوف مع المعتدي من الواجبات بدل أن يكون من المحرمات.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية قصَّت الشريط الصين تتأهب السعودية قصَّت الشريط الصين تتأهب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
 العرب اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab