بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض

بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض!

بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض!

 العرب اليوم -

بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض

بقلم - ممدوح المهيني

لو أجريت الانتخابات الأميركية اليوم، فعلى الأرجح سيفوز الرئيس ترمب. حتى خصومه يقولون ذلك ويعترفون بمرارة بهذه الحقيقة. آخر استطلاعات شبكة «سي إن إن» أشارت إلى أن 61 في المائة يعدون رئاسة بايدن فاشلة، و48 في المائة يقولون إنها أضرتهم على المستوى الشخصي مقابل 18 في المائة قالوا إنها نفعتهم.

السؤال إذن: لماذا تصاعدت شعبية ترمب في الأشهر الأخيرة بشكل غير متوقع؟

لعدد من الأسباب هي: بوتين والسنوار ونتنياهو، وطلاب الجامعات والمهاجرون وسوء حظ بايدن.

يهاجم ترمب إدارة الرئيس بايدن بحجة أنَّ بوتين لم يكن ليجرؤ على مهاجمة أوكرانيا عندما كان رئيساً وفعلها في عهد بايدن «الضعيف». ولكن هذا بالطبع غير صحيح ومن باب المكايدة الانتخابية. الرئيس بوتين لا يوقّت حساباته الاستراتيجية الكبرى على ترمب أو غيره. وبالتأكيد هو يعرف أن بايدن المؤمن بالنظام الدولي والتحالف الأميركي الأوروبي لن يصمت على غزو أوكرانيا. وهذا ما حدث على أرض الواقع فالدعم الغربي والأميركي تحديداً هو الذي جعل كييف صامدة وتهاجم موسكو. أي أن بايدن ليس ضعيفاً، كما يدعي ترمب، ولكن الرئيس السابق يستغل الفوضى التي حدثت لزيادة أسهمه كما يمكن أن يفعل أي سياسي محترف. ربما الصحيح أن بوتين الآن يفكر أن عودة ترمب ستكون في صالحه، لأنه سيعقد معه صفقة وينهي الحرب. لهذا فإن إطالة أمد هذه الحرب تأتي في صالح ترمب الذي أعلن أنه سينهيها في يوم واحد، وهو يخاطب بذلك رجل الشارع ودافع الضرائب الذي لا يعرف لماذا يدعم بلداً لا يعرف مكانه على الخريطة.

هجوم السابع من أكتوبر لم يحدث لأن بايدن في البيت الأبيض. يحيى السنوار كان سيقدم على هذا الهجوم بغض النظر عمن يسكن البيت الأبيض. ولكن للمفارقة فإن قادة «حماس» والإيرانيين الذين يفضلون بلا شك حكومة ديمقراطية في واشنطن قد يكونون السبب في عودة حكومة جمهورية وبقيادة ترمب الشخص الذي لا يكنون له الكثير من مشاعر الحب ويتذكرون تفاخره وخطابه الطويل بعد مقتل «شهيد القدس» قاسم سليماني، كما وصفه إسماعيل هنية. حرب غزة والمأساة التي يعيشها أهلها أعادتا التوهج لترمب الذي يردد أن «حماس» لم تكن قادرة على شن هجومها لو لم تعرف أن بايدن لن يحرك ساكناً. ولكن بالطبع هذا غير دقيق أيضاً، فقد قدمت إدارة بايدن الدعم الكامل للحكومة الإسرائيلية والخلافات معها ليست جوهرية كما يبدو الآن على السطح، ولن يقدم ترمب أكثر مما قدموا. استمرار الحرب هو خسارة لبايدن انتخابياً وتستنزف سمعته، وهذا أيضاً ما يدركه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لهذا هو يعرف أن مد الحرب لأطول وقت ممكن يضعف بايدن يوماً بعد آخر ويزيد من حظوظ عودة رئيسه المفضل ترمب.

الاحتجاجات الطلابية في الجامعات تمهد الطريق لعودة ترمب للبيت الأبيض بدون أن تعرف أو تقصد. الفوضى والصدامات التي تخللتها أثارت الخوف حتى في نفوس الناخبين المؤيدين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية. آخر ما يريده هؤلاء هو أن تندلع المشاكل في المؤسسات التعليمية التي يرسلون لها أولادهم وتتدخل الشرطة لفك الاشتباكات. مشاهد غياب للنظام استخدمها ترمب وفريقه ونصب نفسه القادر على ضبط النظام داخل الجامعات وخارجها.

إدارة ملف الهجرة تعد واحدة من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بايدن، وبلا شك أنها ستدفع ثمنها في الانتخابات. فحسب استفتاء لوكالة «بلومبرغ»، فإن 6 من كل 10 ناخبين أميركيين يلقون اللوم على إدارة بايدن في التساهل في سياسات الهجرة ودخول ما يقارب 7.3 مليون مهاجر بشكل غير قانوني الأراضي الأميركية عبر الحدود الجنوبية. في الوقت الذي يظهر بايدن متساهلاً ومرتبكاً أمام أفواج المهاجرين يبدو منافسه ترمب بصورة الرجل الواثق القادر على منعهم بالجدران العالية والسياسات غير المرتعشة.

وأخيراً سوء حظ بايدن، فرغم أن الاقتصاد في عهده تحسن فإن معدلات الرضا عنه متدنية، ولا يحسب له الفضل في ذلك. سوء الحظ يلعب أيضاً دوراً حاسماً، وترمب نفسه عرفه جيداً عندما انتشر وباء «كوفيد» بلا مقدمات قبل أشهر من الانتخابات، ونسف كل مكاسبه الاقتصادية التي بناها على مدار ثلاث سنوات. بايدن يواجه الآن لحظته الخاصة في سوء الحظ، ومن أهم علاماته أن كل شيء يحدث يفسر ضده رغم أن دوره محدود. بوتين استنزفه في حرب غير شعبية في الداخل الأميركي، ولم يستشره السنوار، ونتنياهو يشتري الوقت ويماطل، وعرف عن احتجاجات الطلاب من الشاشات، وبشكل غير مفهوم اقتصاده يقوي وشعبيته تضعف. وإذا لم تحدث تحولات كبيرة خلال الأشهر المقبلة فإن فرص خسارته البيت الأبيض ليست بعيدة.

كنا نعتقد أن نسيان بايدن المتكرر وتلعثمه وسقطاته قد تكون سبباً لخسارته، ولكن يبدو أن هذه إشارات تخفي خلفها الأسباب الحقيقية التي تجعل رئيس البلد الأقوى في العالم يخسر منصبه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض بوتين ونتنياهو والسنوار يعيدون ترمب للبيت الأبيض



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab