2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل

2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل

2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل

 العرب اليوم -

2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل

بقلم - جمعة بوكليب

خلال السنوات الأخيرة، أثبتت الدراسات والتجارب المختبرية في علم النفس أنَّ الأشخاصَ المتفائلين يعيشون أطول عمر من المتشائمين، ويحظون بوضعية صحّية أفضل. وأوضحوا الأسباب وراء ذلك. وكأنَّ التفاؤلَ بلسمٌ يداوي النفوس من أوجاعها، ودرعٌ تحمي الأبدان من سهام الأسقام. لكن العلماء والمختصين، من جهة أخرى، لم يكلفوا أنفسهم عناء الإجابة عن سؤال؛ من أين يا تُرى يأتي الناس بالتفاؤل، لكي يستمتعوا بالحياة زمناً أطول، ويعيشون بصحة أفضل، في عالم كالذي نعيش فيه ونعرفه؟

هل يعني ذلك التخلّي عن التفاؤل، والاستسلام أمام التشاؤم، وتداعياته السلبية؟ الرد بالإيجاب أو بالنفي يُحتم توضيح الأسباب، وبالتفصيل الممل، من قبل أهل الاختصاص. لكن الأهمَّ من ذلك، في رأيي، هو القبول مبدئياً بحقيقة أن التفاؤل لا تأتي به الرياح، وكذلك التشاؤم. الواقع الإنساني اليومي بصراعاته وهمومه وحروبه وأزماته وتعقيداته المعيشية المتزايدة، على الأصعدة كافة، يلعب الدور الأساسي في ذلك. وفي ذات الوقت، هناك حقيقة أخرى لا نستطيع تجاهلها، وهي أن الكائن البشري محكوم عليه بالأمل. ولهذا السبب، تحديداً، لا يحب التشاؤم، وينفر من المتشائمين.

العالم حالياً يودع عام 2023، ويدخل متوتراً إلى بوابة عام 2024. العام الجديد ورث عن سابقه تركةً ثقيلة من الحروب والأزمات، في غزة وفي أوكرانيا وفي السودان، ومؤخراً في أميركا اللاتينية في البقعة الحدودية بين غويانا البريطانية وفنزويلا. الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى انحسار مساحات التفاؤل في القلوب وفي النفوس لصالح ما يحرزه التشاؤم من تقدم.

التقارير الإعلامية على المستوى العربي والغربي لا تبعث على التفاؤل، بما تنشره من تكهنات. آخر ما اطلعت عليه منها في صحيفة بريطانية، يوضح أن أعداد النزاعات المسلحة في قارات العالم في تزايد. وتتزايد انعكاساتها السلبية على المدنيين. «هيئة الإنقاذ الدولية - International Rescue Committee IRC» قالت إنه بالإضافة إلى الحروب الحالية في أوكرانيا والسودان وغزة، هناك 7 نزاعات أخرى في أفريقيا. وبعضها، خاصة في مالي وبوركينا فاسو، أضحى مصدر قلق شديد، خلال الشهور الماضية. الأخبار المقبلة من بلدان الساحل في أفريقيا لا تشجع إطلاقاً على استضافة التفاؤل، ومنحه ما يستحق من اهتمام، نتيجة تزايد ما تبذره أحوالها السيئة في النفوس من قلق.

علمتنا التجارب أن المسافات الجغرافية البعيدة لا تشكل حاجزاً ضد تأثيرات الحروب والأزمات. ما يحدث في بقعة من العالم لا يقتصر تأثيره السلبي على تلك البقعة فقط، بل يمتد ليطول بقعاً أخرى كثيرة، في قارات بعيدة. الحرب الأوكرانية - الروسية، على سبيل المثال، لم يقتصر تأثيرها السلبي على سكان البلدين، بل سببت توتراً وقلقاً وخوفاً في كثير من بلدان العالم الأخرى، وخاصة في دول أفريقيا، لاعتماد تلك البلدان في غذائها على ما يصلها من شحنات الحبوب والأسمدة من البلدين المتحاربين.

الآن، أنظار العالم مشدودة إلى ما يحدث في غزة من مجازر ضد سكان مدنيين، لا مفرّ ولا ملجأ لهم مما تنزله عليهم الطائرات المقاتلة الإسرائيلية المغيرة من حمم. كثير من الأسئلة المشوّكة تفرض حضورها من دون أن تجد إجابة. أهمها؛ من باستطاعته وقف تلك المجازر ضد سكان مدنيين محاصرين ومعزولين؟ وهل ستتواصل الإبادة إلى موت آخر فلسطيني؟ حرب الإبادة في غزة ضد الفلسطينيين برهنت على أن «الأمم المتحدة» وغيرها من المنظمات الدولية، ليس بمقدورها فعل شيء، من دون ضوء أخضر من البيت الأبيض. وساكنو البيت الأبيض بدورهم منحوا صكاً مصدّقاً لإسرائيل لتواصل الإبادة. المؤشرات تشير إلى إمكانية تحول جنوب لبنان إلى ساحة حرب أخرى. التقارير الإعلامية تحذر من توفر النية لدى كبار القادة الإسرائيليين إلى نقل الحرب إلى لبنان. وكل ذلك يحدث، في وقت تستمر فيه الحرب الأوكرانية الروسية لمدة تقرب من العامين، وكذلك الاقتتال في السودان منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي.

هذه الحروب والأزمات لم تمنح للعام الجديد 2024 فرصة واحدة تجعلنا متفائلين بقدومه. التفاؤل لا تأتي به الأعوام الجديدة، محمولة على أعناق الزمن. بل ما يجري ويحدث على أرض الواقع كل يوم. لذلك، لا ضرر من التأكد من ربط الأحزمة جيداً، ومواصلة الدعاء، قبل انطلاق الرحلة 2024.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل 2023 يقذف بالأزمات والحروب إلى العام المقبل



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 10:21 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حمادة هلال يمازح شياطين مسلسله في رمضان

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 09:50 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

تعليق غريب من محمد فؤاد حول حفله بالكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab